يقف الأوسترالي "المشاغب" نيك كيريوس عقبة أخيرة أمام الإسباني رافاييل نادال في حال جاهزيته في نصف نهائي بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، في طريقه إلى مواجهة محتملة في النهائي تحمل الرقم 60 مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش في حال تخطّيه صاحب الأرض البريطاني كاميرون نوري.
سبق لديوكوفيتش الباحث عن لقبه السابع والرابع على التوالي في ويمبلدون، ونادال حامل لقبي 2008 و2010، أن التقيا 59 مرة، فاز الصربي 30 مرة، غير أن آخر خساراته أمام الإسباني كانت في مواجهتهما الأخيرة في ربع نهائي رولان غاروس الفرنسية في 31 أيار الماضي.
نادال والتهديد المزدوج
بالنسبة إلى نادال، فإن كيريوس هو "كابوس"، على حد تعبير المعلّق الرياضي السويدي ماتس فيلاندر الفائز بسبع بطولات كبرى، عازياً ذلك إلى أسلوب الأوسترالي وسلوكه المتعارض تماماً مع أخلاقيات الإسباني.
لكن هناك صعوبة إضافية تهدد حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب الـ"غراند سلام" (22)، وهي إصابة في عضلات البطن كادت أن تجبره على الانسحاب أمام الأميركي تايلور فريتز في ربع النهائي.
واضطر نادال إلى طلب تدخل الطبيب في المجموعة الثانية لعلاج آلام في عضلات البطن قبل أن يكمل المباراة المثيرة التي حسمها في صالحه بعد خمس مجموعات 3-6 و7-5 و3-6 و7-5 و7-6 (10-4) في أربع ساعات و21 دقيقة الأربعاء.
وقال الماتادور عن جاهزيته لمواجهة كيريوس في نصف النهائي: "لا أعرف. لا يمكنني إعطاء إجابة دقيقة لأنني إذا أخبرتكم بشيء محدد وحدث شيء آخر غداً، سأكون كاذباً".
وأوضح نادال، البالغ من العمر 36 عاماً، أن والده وشقيقته طلبا منه الانسحاب في المجموعة الثانية "ولكن من الصعب الانسحاب في منتصف المباراة، هو شيء أكره القيام به. لذلك واصلت محاولة اللعب".
لكنه أقرّ بأنه في حال لم يكن جاهزاً "100%" جسدياً أمام كيريوس الذي اعتبره "لاعباً رائعاً جداً على كل الأرضيات، وخصوصاً العشبية منها"، فإن فرصه في التأهل إلى النهائي السادس في ويمبلدون لن تكون كبيرة.
خصوصاً وأن الأوسترالي، بدا متصالحاً مع نفسه عقب الجدل الذي أثاره في الأدوار الأولى والذي بلغ ذروته أمام اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس في الدور الثالث.
قال تسيتسيباس عن كيريوس إنه "قائد" لكن لديه "جانب شرير". غير أن الأوسترالي يستعيد السيطرة على أعصابه ويحاول ألا يعبّر عن نفسه إلا بالتنس الذي غالباً ما يكون رائعاً.
وأكد كيريوس بعد فوزه على التشيلي كريستيان غارين بثلاث مجموعات نظيفة في ربع النهائي الأربعاء وبلوغه أول نصف نهائي له في بطولة كبرى بعد ثماني سنوات من تأهله إلى ربع النهائي للمرة الأولى في ويمبلدون، أنه "ربما أقدّم أفضل ما لديّ وأشعر بتحسن ذهني".
قبل 8 سنوات، برز اسم كيريوس حينما شارك ببطاقة دعوة وأسقط نادال بالذات في الدور ثمن النهائي، قبل أن يفشل ببلوغ نصف النهائي.
يتذكر الأوسترالي، قائلاً: "في مناسبتين، خضنا معركتين كاملتين على الملعب الرئيسي. فاز مرة وفزت أنا مرة" في إشارة إلى مواجهتيهما في ويمبلدون عامي 2014 في ثمن النهائي و2019 في الدور الثاني عندما فاز نادال.
وأضاف: "إنها مباراة تجعل اللعاب يسيل في جميع أنحاء العالم. من المحتمل أن تكون المباراة الأكثر مشاهدة في التاريخ!".
والتقى اللاعبان تسع مرات وكان الفوز من نصيب الاسباني ست مرات بينها المباريات الثلاث الاخيرة آخرها في ربع نهائي دورة إنديان ويلز هذا العام، مقابل ثلاث هزائم آخرها في ثمن نهائي دورة أكابولكو المكسيكية عام 2019.
ديوكوفيتش يواجه نوري والجمهور
نادراً ما يقف الجمهور خلف ديوكوفيتش. يوم الجمعة، سيكون الأمر أقل من ذلك أيضاً، لأن حامل اللقب في السنوات الثلاث الأخيرة، سيواجه كاميرون نوري (المصنف 12)، البريطاني، الذي يعود إلى الملعب الرئيسي كأول صاحب للأرض في نصف النهائي منذ أندي موراي في العام 2016 والذي فاز حينها بلقبه الثاني على الأرض العشبية اللندنية.
قال الصربي الذي يحمل 20 لقباً في البطولات الكبرى: "أعرف ما ينتظرني، ليس لديه الكثير ليخسره، وكل فوز من الآن فصاعداً له قيمة كبيرة بالنسبة له. لكنني أعرف أسلوب لعبه جيداً".
بالنسبة لديوكوفيتش، فإن اللقب في ويمبلدون له أهمية خاصة، إذا أنه سيكون ثأرياً من نادال، والوحيد له هذا العام، خصوصاً مع منعه من المشاركة في أوستراليا المفتوحة لعدم تلقيه اللقاح المضاد لكوفيد-19، وإمكانية غيابه عن أميركا المفتوحة في آب المقبل للسبب نفسه.
في ظل تلك الظروف، ورغم الدعم الجماهيري -ومغادرة الأمير وليام وزوجته الملعب الرئيسي لمشاهدة نهاية مباراته أمام البلجيكي دافيد غوفان، لن يكون نوري المرشح للفوز.
فهل يمكنه الفوز؟ "بالتأكيد!" يقول البريطاني قبل أن يقرّ بأن "الأمر سيكون صعباً".