في أعقاب إضافة ليبرون جيمس لإنجاز جديد إلى إرثه المذهل، كأفضل مسجّل في تاريخ الدوري الأميركي للمحترفين لكرة السلّة، يتواصل الجدل حيال ما إذا كان هو أو مايكل جوردان أعظم لاعب على الإطلاق.
تفوّق نجم لوس أنجلس ليكرز في موسمه العشرين بالدوري وهو في الـ38 من عمره، على زميله الأسطورة كريم عبد الجبار ليصبح الهداف التاريخي لـ"أن بي آي"، رافعاً رصيده إلى 38.390 نقطة.
قال جيمس لشبكة "إي أس بي أن" الرياضية قبل تحطيم الرقم: "أن أكون إلى جانب قوة مهيمنة بارزة مثل كريم، إنه لشرف كبير".
يحتل مايكل جوردان، أيقونة اللعبة المعتزل، المرتبة الخامسة في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الأميركي برصيد 32.292 نقطة في 1072 مباراة بمعدّل قياسي يبلغ 30.1 نقطة في المباراة الواحدة. وكان معدّل جيمس نحو 27.2 مع تفوّق بمعدّلي التمريرات الحاسمة والمتابعات.
وسبق لجوردان أن كان الفائز وأفضل لاعب في كل النهائيات الستة التي خاضها في الدوري مع شيكاغو بولز في التسعينيات. وكان أفضل لاعب للموسم خمس مرات وأفضل مسجّل عشر مرات.
فاز "الملك" جيمس بأربعة ألقاب في عشر مباريات نهائية في الدوري، منها ثمانية متتالية من 2011 إلى 2018. كان أفضل لاعب في النهائيات أربع مرات وأربع مرات أفضل لاعب في الموسم، وفاز بلقب هداف الموسم الوحيد في العام 2008.
حصد كلاهما ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، ولعب كل منهما دور البطولة في أفلام "سبايس جام"، وأصبحا أيقونتين ثقافيتين بصفقات تأييد ملحمية.
وعلى غرار جوردان، كان جيمس صانع ألعاب يقفز عالياً بحركات أكروباتية مدهشة في شبابه، حيث قام بتعديل أسلوب لعبه ليظل خطيراً ويرفع من مستوى زملائه في الفريق.
غرّد النجم الراحل كوبي براينت عن الجدل بين اللاعبين في العام 2018، قائلاً: "يمكننا الاستمتاع بواحد دون تدمير الآخر. لا تتجادلوا في موضوع لا يمكن لأي شخص أن يفوز به بشكل حاسم".
لاعبان فقط خاضا الدور النهائي أكثر من جيمس، أسطورة بوسطن بيل راسل برقم قياسي من 12، وزميله في الستينيات سام جونز مع 11 مشاركة. أما جيمس وبطل "أن بي آي" ست مرات عبد الجبار، فخاضا عشر مباريات نهائية.
قال لاعب ديترويت السابق أيزاياه توماس لـ"إي أس بي أن" في 2018 إنه "عندما تتحدّث عن مجرّد لاعب كرة سلة، لاعب كرة سلة كامل، فإن ليبرون جيمس لاعب أفضل بكثير من مايكل جوردان".
أضاف: "ما أشهده هو أن ليبرون جيمس. يسيطر على هذه الفترة الزمنية. لم أر أي شخص آخر يفعل ذلك في دورينا، باستثناء شخصين وهما كريم عبد الجبار وبيل راسل".
وبينما كان راسل وعبد الجبار عملاقان مهيمنان تحت السلة، كان جوردان وجيمس صانعي ألعاب يمكن أن يهددا بالهيمنة من أي مكان في الملعب.
قاوم النجم السابق غاري بايتون رغبة المقارنة بين نجمين من حقبتين مختلفتين، قائلاً: "أنا لا أقارنهما. لديك لاعبان سيطرا في عصريهما. فاز مايكل بستة ألقاب. وماذا في ذلك؟ ثمانية نهائيات متتالية أمر جيد حقاً".
أما أسطورة الدوري الأميركي للمحترفين دومينيك ويلكينز، فاعتبر أن جيمس لديه ميزة ذهنية مماثلة لقدرة جوردان على تحويل أي إهمال محسوس إلى دافع.
وقال ويلكينز: "كان ليبرون دائماً متفوقاً في الحجم وخفة الحركة على اللاعبين، ولكن أيضاً ذهنياً".
أضاف: "قال بشكل أساسي: يمكنني أن أفعل ما أريد ومتى أريد، طوال مسيرته".
"مرة في كل جيل"
نشأ لاعب كرة القدم الأميركية في فريق "كانساس سيتي تشيفس" باتريك ماهومس، على مباريات جوردان الكلاسيكية بفضل والده، وقدم إجابة مقسّمة على المفاضلة بين جوردان وجيمس.
قال ماهومس لشبكة "فوكس سبورتس" إنه "لو كانت لدي مباراة واحدة لخوضها، سأخوضها مع مايكل جوردان، أو سلسلة واحدة".
وأضاف: "لكنني أقول لخوض موسم كامل، يجب أن أختار ليبرون لأنه يستطيع فعل القليل من كل شيء".
أما مدرب سان أنتونيو غريغ بوبوفيتش، فيرى أن الاحترام الكبير للياقة البدنية مكّن جيمس من أن يكون لديه القدرة على صنع التاريخ.
وقال بوبوفيتش: "لقد اعتنى ليبرون بنفسه بشكل جيد للغاية، وقد تمكن من لعب مجموعة من المباريات لسنوات عديدة. التزامه باللعبة وما عليه القيام به، أتاحا له أن يكون في هذا الموقع".
يرى مدرب غولدن ستايت واريورز ستيف كير الذي زامل جوردان سابقاً، أن جيمس يتحسّن مع تقدمه بالعمر.
وقال كير: "إنه أمر رائع للغاية عندما يكون لديك لاعب يعتبر بالفعل أحد أفضل اللاعبين القلائل الذين يمارسون اللعبة على الإطلاق، ويمكنه أن يحدث هذا التطوّر بالمستوى في وقت متأخر من مسيرته".
ذلك أن جيمس هو اللاعب الوحيد الذي حقق "تريبل دابل" في نهائيات "أن بي آي" وأن يسجّل أعلى معدل في النقاط والتمريرات والمتابعات والصدات لدى الفريقين المتواجهين.
قال نجم واريورز كلاي تومسون عن جيمس: "عليك أن تمنحه الكثير من الاحترام. إنه لشرف كبير أن أواجه ليبرون. إنه لاعب يأتي مرة في كل جيل".