خطف الدولي النروجي إرلينغ هالاند وفريق توتنهام بقيادة المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي الأضواء في افتتاح البطولة الأقوى في العام الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم، في حين خيّب مانشستر يونايتد الآمال في الانطلاقة الجديدة بقيادة المدرب الهولندي إريك تن هاغ، أما ليفربول فنجا من الهزيمة بالتعادل مع فولهام.
هل كانت مفاجأة حقا أن يظهر مانشستر يونايتد هذا الموسم بنفس أداء الفريق الذي تعثر كثيرا تحت قيادة رالف رانغنيك وأولي غونار سولسكاير في الموسم الماضي؟
الهزيمة 2-1 بملعبه من برايتون تبدو مفاجأة، لكن بالنظر إلى فريق المدرب غراهام بوتر صاحب المركز التاسع في الموسم الماضي فليس من الصادم استمرار الأداء الجماعي الجريء لبرايتون.
خلال فترة الإعداد للموسم احتاج يونايتد إلى عمل أكبر وتحولات أكبر من اللاعبين أكثر من الفرق الخمسة التي أنهت الموسم الماضي فوقه في الترتيب، لكنه أبرم صفقات بارزة أقل من منافسيه. وبدأ المدرب تن هاغ مباراته الأولى بالدوري معتمداً على سكوت مكتوميناي وفريد في وسط الملعب ولم يبد هذا الثنائي أبدا من المستوى العالمي المطلوب.
وفي ظل غموض مستقبل كريستيانو رونالدو وإصابة أنتوني مارسيال اضطر تن هاغ للعب بدون رأس حربة، ورغم المخاوف المستمرة من مركز الظهير الأيمن نال ديوغو دالوت فرصة أخرى للإقناع. وواجهت سياسة يونايتد في التعاقدات هجوماً من النقاد في السنوات الأخيرة، وأظهرت الأشهر القليلة الماضية أنه لم يحدث تغيير.
ورأى المدرب الهولندي أن افتقاد لاعبيه الثقة بالنفس كلفهم الهزيمة على أرضهم، واضاف "اعتقد أن البداية كانت جيدة ثم أحرزوا الهدف الأول وانخفض المستوى وتراجع إيمان اللاعبين بأنفسهم وارتكبوا أخطاء وعاقبنا المنافس". وأضاف "تراجعت الثقة وهذا يمكن أن يحدث، يجب الإيمان بالنفس دائما والاتحاد مع الفريق". ودافع المدرب الهولندي عن قرار جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء منذ البداية قائلا إن النجم البرتغالي لم يكن مستعدا لخوض مباراة كاملة بعد الغياب عن فترة الإعداد للموسم في تايلاند وأستراليا. وأوضح تن هاج "لو كان يوجد مهاجم متاح لدفعت به، رونالدو يتدرب منذ عشرة أيام تقريبا وهذه فترة قصيرة جدا للعب 90 دقيقة لهذا لم أبدأ به.
سيتي وتأقلم هالاند
كان من الأسئلة الملحة بخصوص الانتقالات قبل بداية الموسم..هل يمكن أن يتأقلم أسلوب البطل مانشستر سيتي مع رأس الحربة الكلاسيكي إرلينغ هالاند؟
وتبدو الإجابة واضحة الآن بعد أن سجل المهاجم النروجي القادم من بوروسيا دورتموند هدفين في الفوز 2-0 على ويستهام يونايتد في أول مباراة له بالدوري الممتاز، لأن سيتي لم يتأقلم فقط بل أضاف سلاحا خطيرا إلى ترسانته.
وهالاند مهاجم تقليدي بما يعني أنه طويل القامة وقوي في ألعاب الهواء، لكنه أظهر لمسته الفعالة أمام المرمى في الهدف الثاني وكشف عن سرعته وبراعته الخططية أيضا. وربما من الصعب أن يستمر بنفس متوسط أهدافه في الدوري الألماني، لكن من يمكنه الرهان على ألا يواصل الغزارة التهديفية في إنكلترا؟
داروين نقطة ضوء
ربما تكون الحسنة الوحيدة أو "نقطة الضوء" من تعادل ليفربول 2-2 مع فولهام أداء مهاجم أوروغواي داروين نونيز الذي ترك بصمة مبدعة بعد نزوله بديلا بتسجيل هدف وصناعة آخر.
وأربك نونيز (23 سنة) دفاع فولهام وتعاون بشكل جيد مع محمد صلاح بعد شوط أول بلا أنياب هجومية من وصيف بطل الموسم الماضي. واذا استمر نونيز بهذا المستوى الواعد سينسى الجميع قريبا انتقال ساديو ماني إلى بايرن ميونيخ وكذلك البداية الباهتة للموسم في كرافن كوتيدج.
ونال الإحباط من مدرب أستون فيلا ستيفن جيرارد بسبب الأداء أمام بورنموث، فرغم الاستحواذ افتقد الكفاءة في الثلث الأخير ليخسر 2-0. وبدا الفريق الذي كلف تجميعه أموالا طائلة باهتا وسدد مرتين فقط على المرمى من إجمالي 15 محاولة. وغابت فاعلية صانع اللعب فيليب كوتينيو وأخفق المهاجم داني إنغز في ترك بصمة.
وقال جيرارد "افتقدنا الإبداع ونحتاج للتحسن كثيرا، استحوذنا وتحكمنا في الكرة ونقلناها في المناطق الصحيحة، لكننا ابتعدنا كثيرا عن دقة التمريرة الأخيرة والعرضية الأخيرة واللمسة الإبداعية".
ليفربول (20 نقطة) هو الوحيد الذي جمع نقاطا أكثر من برنتفورد (15) بعد التأخر في النتيجة في الموسم الماضي، وبرهن "النحل" مجددا على براعتهم في تعويض التأخر. وكرر برنتفورد ذلك حين حول تأخره بهدفين إلى تعادل 2-2 مع ليستر سيتي، وللمرة الأولى أهدر "الثعالب" التقدم بهدفين على أرضهم في الدوري منذ 2003.
ورغم أن توماس فرانك مدرب برنتفورد قد يعتبر هذا إيجابياً لكنه أظهر قلقا من استقبال فريقه الهدف الأول في 25 مرة بالموسم الماضي، وتكرر ذلك مجددا في استاد "كينغ باور".
ويبين هذا شجاعة برنتفورد ورغبته في انتزاع النقاط بعد التأخر لكنه يحتاج للتحسن في كيفية دخول المباريات.