النهار

رقص البرازيليون طويلاً على إثر كل هدف سجلوه في مرمى كوريا الجنوبية ليفوزوا 4-1 في الدور ثمن النهائيات لنهائيات مونديال قطر، ويأمل "راقصو السامبا النسج على المنوال عينه إنما أمام خصم أصعب ومعقد يحمل صفة وصيف بطل العالم وهو الكرواتي، عندما يتواجهان اليوم على ملهب المدينة التعليمية (الساعو 17:00 بتوقيت بيروت9 في الدور ربع النهائي.
مدرستان مختلفتان كلياً، الأولى برازيلية بنكهة السحر والمتعة، والثانية أوروبية بنكهة القوة والتنظيم والانضباط، والهدف مشترك بينهما وهو بلوغ المربع الذهبي.

بعد دور مجموعات من دون تألق واضح، أظهر "سيليساو" وجهه الحقيقي ضد "محاربي تايغوك"، واستفاد المنتخب الأميركي الجنوبي الساعي الى تحقيق حلم السادسة بعد انتظار 20 عاماً، من عودة نجمه نيمار بعد غيابه عن المباراتين الأخيرتين في دور المجموعات ضد سويسرا والكاميرون.

ولم يتردد المهاجم ريشارليسون الذي قام برقصة "الحمام" في التوجه مباشرة بعد تسجيله الهدف الثالث الى مدربه الذي قام بدوره بالرقص، وردّ أمس على منتقدي الرقص "لا أريد التعقيب على اناس لا يعرفون أو على عدم دراية بثقافتنا وفرحنا، وظيفتي احترام عملي وسأظل كما انا عليه، احترم ثقافة الاخرين". واضاف "من يعرفني يدرك باني احب الرقص، وبالتالي سأواصل الرقص. حتى الاطفال الصغار يرقصون بهذه الطريقة، ولا اعتقد بان هذه الطريقة تقلل من احترام احد".

ويملك المنتخب البرازيلي اكثر من ورقة رابحة لا سيما في خط المقدمة الذي يضم ريشارليسون الذي سجل 3 اهداف حتى الان، بالاضافة الى فينيسيوس جونيور ونيمار، كما انه يتمتع بالخبرة في مختلف خطوطه بدءا من الحارس اليسون بيكر مرورا بثنائي قلب الدفاع المكون من ماركينيوس وتياغو سيلفا وصولا الى خط الوسط بوجود كازيميرو.

ويأمل تيتي في اللعب بأقوى تشكيلة ممكنة أمام كرواتيا بالاعتماد على الظهيرين دانيلو وأليكس ساندرو إذا كان جاهزاً في مركزيهما دون تغيير مما يعيد قلب الدفاع متعدد المواهب إيدر ميليتاو لمقاعد البدلاء بعد عروض رائعة.

تشكيلة متجدّدة

في المقابل قامت كرواتيا بتجديد تشكيلتها منذ حلولها وصيفة في النسخة الماضية، ولم يتبق سوى عدد قليل من المحاربين القدامى في مقدمهم القائد الملهم لوكا مودريتش والجناح إيفان بيريشيتش.

وقال المدرب زلاتكو داليتش "البرازيل هي المرشحة بطبيعة الحال، تملك فريقا مخيفا ويمكن القول أن لديهم أجواء رائعة في الفريق ويملكون أفضل اللاعبين العالميين ونيمار عاد من الإصابة". وعن مفتاح الفوز في مواجهة البرازيل، يجيب "يجب أن نكون أذكياء للغاية في أسلوبنا. لا يمكننا الانفتاح كثيرا أمام البرازيل لكن لا يمكننا أيضًا الاكتفاء بالدفاع". واعترف داليتش بأن مواجهة البرازيل ستكون مختلفة تماما عن المباريات التي خاضها فريقه في البطولة حتى الان وقال في هذا الصدد "يوجد في البرازيل (أكثر) 200 مليون شخص، ولدينا أربعة ملايين فقط، لذا فنحن أشبه إلى حد ما بضاحية إحدى المدن في البرازيل". المباراة هي المواجهة الثالثة بين البرازيل وكرواتيا في النهائيات وقد فازت الاولى 1-0 في مونديال 2006، و3-1 في مونديال 2014 عندما استضافت البطولة.