يأمل باريس سان جيرمان المتصدر في أن ينفض غبار خروجه من مسابقة الكأس عندما يحلّ ضيفاً على موناكو في مواجهة صعبة السبت، فيما يسعى نيس لمتابعة صحوته بقيادة مدربه الجديد عندما يستقبل أجاكسيو الجمعة في افتتاح منافسات المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الفرنسي لكرة القدم.
خرج سان جيرمان من مسابقة الكأس وهو يجر أذيال الخيبة بعد خسارته الكلاسيكو أمام مرسيليا 1-2 على ملعب فيلودروم، ليحقق الاخير فوزه الأول على أرضه ضد نادي العاصمة منذ عام 2011.
وتأتي خسارة سان جيرمان، متصدر الدوري برصيد 54 نقطة والذي يفتقد لجهود مهاجمه كيليان مبابي للإصابة، قبل مواجهته موناكو الرابع صاحب القوة الهجومية المرعبة، إذ نجح رجال المدرب فيليب كليمون في هز شباك منافسيهم بهدف على الأقل في سلسلة من 32 مباراة توالياً في "ليغ1".
ويعاني سان جيرمان على كافة الصعد، فهو سقط في مباراتين من الثلاث الأولى له في الدوري مطلع العام الجديد أمام لنس 1-3 ورين صفر-1، في حين حقق فوزين توالياً على مونبلييه 3-1 وتولوز 2-1 في المرحلتين الماضيتين.
أكثر من علامة استفهام!
غير ان سقطة أمسية الأربعاء لرجال المدرب كريستوف غالتييه أمام مرسيليا طرحت أكثر من علامة استفهام حول أداء الفريق قبل 6 أيام من الاستحقاق الأوروبي المنتظر أمام ضيفه بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب ثمن نهائي مسابقة دوري الأبطال الثلثاء، خصوصاً انه يتوجب على سان جيرمان الاعتماد على الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في غياب مبابي.
خيّب نيمار، العائد من آلام في العضلة المقرّبة بعد غيابه لمباراتين، الآمال مرة جديدة بعدما خفت وهجه منذ عودته من مونديال قطر العام الماضي حيث فشل السيليساو في تخطي عقبة كرواتيا في ربع النهائي بركلات الترجيح 2-4 (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).
افتقر نيمار إلى الدقة والإلهام والنجاح حيث خسر الكرة في الهدف الثاني لمرسيليا، كما احتاج للحظ بعدما أصابت تسديدته القائم (40)، في حين كان خلف هدف التعادل من رأسية للمدافع الإسباني سرخيو راموس.
دافع غالتييه عن أداء نيمار قائلاً: "في الشوط الأول، وجد المساحات المناسبة وقدّم كرات جيدة، ولم يكن الحظ إلى جانبه بتسديدته على القائم. بعد ذلك، كان الأمر أكثر صعوبة ليس فقط بالنسبة له ولكن للفريق بأكمله".
وتأسف المدرب الفرنسي لرؤية فريقه يعاني على الصعيد الهجومي: "في الشوط الأوّل، وبرغم ضغوطات كبيرة من مرسيليا تمكنا من الخروج في بعض اللحظات، وحصلنا على مساحات وخلقنا الفرص".
وأضاف: "اهتزت شباكنا بهدف سخيف، وعادوا للدفاع في حين كنا فقراء هجومياً، الآن علينا أن ننظف عقولنا، ألا تكون هذه الخسارة عبئاً علينا، إذ لا يمكننا أن نفعل أي شيء فنحن خرجنا هذه الأمسية".
رابع فوز توالياً لنيس؟
وبخلاف سان جيرمان، تناسى نيس بدايته السيئة هذا الموسم وإقالة مدربه السويسري لوسيان فافر بعد تعيين خلفه ديدييه ديغار ليحقق سلسلة من 5 مباريات لم يذق خلالها طعم الخسارة، ففاز في أربع وتعادل في واحدة.
ويأمل أن يحقق فوزه الرابع توالياً في الدوري بعد فوزه على كل من ليل ولنس بالنتيجة ذاتها 1-صفر ومرسيليا 3-1 في المراحل الثلاث الماضية، ليرفع رصيده إلى 34 نقطة في المركز الثامن.
كما استعاد نيس حظوظه بمقعد أوروبي بعدما تسلّم ديغار، المساعد السابق للمقال فافر، مهامه الفنية في منتصف كانون الثاني، في حين يستعد لخوض منافسات الدور ثمن النهائي لمسابقة "كونفرنس ليغ" في آذار المقبل.
أقرّ ديغار قائلاً: "نمر بفترة رائعة"، لكنه في الوقت ذاته حافظ على حذره مضيفاً: "على الرغم من أننا نحقق الانتصارات، إلاّ أننا في مركز متأخر". ويبقى على نيس تأكيد نتائجه الجيدة على ملعب "أليانز-ريفييرا" بمواجهة أجاكسيو الثامن عشر والذي يعاني بعد أن اكتفى بانتصار يتيم مقابل 5 هزائم في مبارياته الست الأخيرة.
من ناحيته، يحلّ مرسيليا الثاني مع 46 نقطة ضيفاً على كليرمون فيران السبت منتشياً بفوزه بالكلاسيكو.
ويضع النادي الجنوبي نصب عينيه العودة إلى سكة الانتصارات بعد سقوطه أمام نيس 1-3 في المرحلة الماضية بعد سلسلة من 10 مباريات في مختلف المسابقات لم يذق خلالها طعم الخسارة، منها 8 انتصارات توالياً.
أثنى لاعب خط وسط مرسيليا جوردان فيرتو على أداء فريقه أمام نادي العاصمة، قائلاً: "لم نستسلم حتّى لو كانت الأمور صعبة. علينا أن نشكر الجماهير".
وأضاف: "إذا أردت أن تقارع سان جيرمان عليك أن تبذل قصارى جهدك وأن تذهب إلى المعركة. كنا محاربين على أرض الملعب".
شدد الكرواتي إيغور تودور مدرب مرسيليا أن بإمكان فريقه أن يكون فخوراً بما حققه أمام سان جيرمان، غامزاً: "تطورنا كثيراً منذ المباراة الأخيرة أمامهم، كيف لعبنا وكيف دافعنا، هذا هو الأهم".