النهار

نهائي "الأبطال"... نظرة مالية على "معركة" إسطنبول
المصدر: "النهار"
نهائي "الأبطال"... نظرة مالية على "معركة" إسطنبول
مانشستر سيتي وإنتر.
A+   A-
أحمد ماجد -
 
لم تعد كرة القدم لعبة أو هواية رياضية فقط، بل أصبحت "تجارة ضخمة"، يتنافس الجميع بالاستثمار فيها، حتى راحت دول وصناديق مالية ضخمة حول العالم تصل إلى كل أصقاع الأرض عبر هذه اللعبة.
 
ولأن المال وكرة القدم عالمان مرتبطان بشكل كبير، سيقوم موقع "النهار" بتناول نهائي دوري أبطال أوروبا بطريقة مالية – اقتصادية، لأنه سيجمع بين "المتناقضين" إنتر الإيطالي ومانشستر سيتي الإنكليزي، غداً السبت، على ملعب "أتاتورك" في مدينة إسطنبول التركية، حيث جرت وقائع النهائي العظيم في دورة 2005 بين ميلان الإيطالي وليفربول الإنكليزي، وانتهى بفوز الأخير بركلات الترجيح 3-2، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 3-3.
 
نهائي بين "متناقضين"
يجسّد إنتر المتألق هذا الموسم قارياً الأزمات اللاحقة بالأندية الأوروبية الكبرى التي تهدّدها الديون، ويلوح في الأفق سداد قرض اضطراري بقيمة 275 مليون يورو (294 مليون دولار)، حصل عليه مالكوه الصينيون سونينغ قبل عامين من صندوق الاستثمار "أوكتري كابيتال"، بفائدة مقدّرة بـ10 في المئة، في الوقت الذي شكّلت القيود المفروضة على إخراج رأس المال من الصين وجائحة كورونا ضربة مزدوجة لإنتر.
 
وسجّل إنتر في الموسم الماضي خسائر بلغت 140 مليون يورو، وذلك بعد سنة من خسائر قياسية بلغت 245.6 مليون يورو، نظراً لإقامة المباريات من دون جماهير بسبب فيروس كورونا.
 
ومن المفترض أن يساعد بلوغ إنتر نهائي دوري الأبطال، مهما تكن نتيجته، في حل مشكلات تفاقمت بسبب تخلف شركة "ديجيتال بيتس" للعملات المشفرة، الراعية للنادي، عن دفع أقساط بقيمة 80 مليون يورو.
 
وعلى العكس تماماً، يقف الفريق الإنكليزي في صدارة دوري "ديلوت" المالي، وهو المرجع والقياس لقوة الأندية الأوروبية مالياً، علماً أنه مدعوم من مجموعة أبو ظبي منذ 2008، ويرأسه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
 
واستطاع "سيتيزنس" تحقيق إيرادات "خرافية" الموسم الماضي، بلغت 783 مليون دولار.
 
إذن، الصراع في المباراة غير الرياضية سيكون بين فريق يعاني الديون ويقع في مشكلات مالية ضخمة، أوصلته للعب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام غريمه ميلان من غير وجود راعٍ رسمي على قميص النادي، وبين أحد أعظم وأقوى الفرق اقتصادياً ومالياً حول العالم.
 
القيمة السوقية... واقع يتحدث
تبلغ القيمة السوقية لمانشستر سيتي حالياً 1.05 مليار يورو، بينما قيمة الفريق الإيطالي هي النصف تقريباً بـ534.45 مليون يورو.
 
يعتبر ثلاثي سيتي النروجي إرلينغ هالاند (170 مليون)، الإنكليزي فيل فودن (110) والبلجيكي كيفن دي بروين (80)، اللاعبين الأعلى من حيث القيمة السوقية للاعبي الفريق.
من جهته، يتصدر قائمة "نيراتزوري" للاعبين الأعلى من حيث القيمة السوقية، الأرجنتيني لوتارو مارتينيز (80 مليون)، الإيطالي نيكولا باريلا (70) والسلوفيني ميلان شكرينيار (60).
 
ورغم ذلك، كان سيتي حقق أرباحاً من خلال الانتقالات، فكان مجموع الإيرادات من بيع اللاعبين 162 مليوناً، بينما بلغت النفقات 150 مليوناً، وبهذا يكون الفريق ربح من سوق الانتقالات الأخير 12 مليوناً.
 
بينما إنتر كان خاسراً، حيث كانت العائدات نحو 8 ملايين يورو، والمدفوعات 42 مليوناً، أي إنه خسر في المجموع العام ما يقارب الـ34 مليوناً.
 
جوائز النهائي المالية
يحصل الفريق الفائز في الدورة الحالية من دوري أبطال أوروبا على 20 مليون يورو، مقابل 15 مليوناً للوصيف.
 
بطبيعة الحال، لن تكون هذه الجائزة المالية الوحيدة فقط، لأنه سيتم توزيع المكافآت على كل مسار البطولة.
 
وسجّلت الجوائز المالية هذا العام قيمة أعلى، في ظل الصراع الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لمواجهة "السوبر ليغ"، الذي تقوده أندية ريال مدريد وبرشلونة، إضافة إلى جوفنتوس، الذي يحكى عن اقتراب انسحابه من المشروع أيضاً.
 
وكان بطل الدورة السابقة ريال مدريد حقق أرباحاً بلغت أكثر من 83 مليوناً.
 
وعلى الرغم من كل العقبات المالية، يؤمن إنتر بحظوظه بالظفر باللقب الرابع له في المسابقة الأوروبية "الأم"، فيما يسعى سيتي بقيادة مدربه المحنك بيب غوارديولا، لافتتاح باكورة ألقابه الأوروبية، في صراع فريد من نوعه، لا تعرف أحكامه إلا أرضية ملعب "أتاتورك" غداً السبت.

اقرأ في النهار Premium