تابعت التونسية أُنس جابر مشوارها الرائع هذه السنة، وباتت أول لاعبة أفريقية تبلغ نهائي بطولة الولايات المتحدة، آخر البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، حيث تنتظرها مواجهة بالغة الصعوبة أمام المصنفة أولى عالمياً البولندية إيغا شفيونتيك.
وتغلبت جابر، المصنفة خامسة، على الفرنسية كارولين غارسيا السابعة عشرة 6-1 و6-3، وشفيونتيك على البيلاروسية أرينا سابالينكا السادسة 3-6 و6-1 و6-4.
وهذه نتيجة رائعة جديدة لجابر، بعد أن اصبحت أيضاً أول إفريقية في حقبة الاحتراف تبلغ نهائي ويمبلدون في تموز، عندما خسرت أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا.
انذاك، أصبحت جابر، الملقبة في تونس بـ"وزيرة السعادة"، أول العرب الذين يبلغون نهائي بطولة كبرى وأول أفريقية في حقبة الاحتراف.
وتحقق جابر الإنجاز تلو الآخر، إذ باتت أوّل لاعبة عربية تبلغ ربع النهائي في بطولة كبرى في أوستراليا المفتوحة 2020، أول عربية متوّجة بدورة احترافية في برمنغهام 2021، الأولى عربياً بين العشرة الاوائل في التصنيف العالمي وصولاً إلى الوصافة واوّل متوّجة بلقب إحدى دورات الالف في مدريد.
وسيطرت جابر على غارسيا من البداية حتى النهاية في مباراة من طرف واحد دامت ساعة وست دقائق.
وقالت التونسية البالغة 28 عاماً: "الشعور رائع. بعد ويمبلدون شعرت بضغط كبير علي، وأنا مرتاحة حقا للحفاظ على نتائجي".
وتابعت ابنة قصر هلال المتوجة هذه السنة في مدريد بنهاية نيسان ثم برلين في حزيران: "بدأ موسم الأرضيات الصلبة بشكل سيء نوعاً ما، لكني سعيدة لبلوغ النهائي هنا".
وبعد خبرة اكتسبتها، خصوصاً هذه السنة، أضافت جابر، التي اعتمدت تكتيكاً مميزاً انها جاهزة لتتويج تاريخي: "قررت اتباع تعليمات مدربي بنسبة 100% لأول مرة (ضاحكة). سأقدّم كلّ شيء (في النهائي) أنا هنا لإحراز اللقب".
وقارنت جابر بين تجربتها في ويمبلدون والحالية في فلاشينغ ميدوز: "هناك كنت أعيش حلماً. هنا، يبدو أني أعيش الواقع. ربما تكون العادة".
في المقابل، دخلت غارسيا المباراة بعد بداية بطولة ممتازة، لكن حاملة لقب سينسيناتي رضخت ذهنياً في أول نصف نهائي كبير لها، وخسرت أربع كرات لكسر ارسالها أمام جابر التي تغلبت عليها للمرة الخامسة توالياً في بطولات الناشئات والمحترفات.
وأضافت جابر عن مواجهة غارسيا التي عرفت سلسلة جميلة مع 13 فوزاً قبل نصف النهائي "أعرف انها كانت تلعب بشكل رائع راهناً، وهذا يضع عليك الكثير من الضغوط. لم تكن الامور سهلة علي، لكني كنت جاهزة بدنياً".
شفيونتيك تقلب تأخرها
وفي المباراة الثانية، قلبت شفيونتيك تأخرها أمام سابالينكا في المجموعة الحاسمة 2-4 إلى فوز هام 3-6 و6-1 و6-4 على ملعب أرثر آش.
وهذه أول مرة تبلغ فيها حاملة لقب بطولة رولان غاروس مرتين، نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز.
وقالت شفيونتيك ان استراحتها لدخول الحمام بعد خسارة ارسالها ثلاث مرات في المجموعة الأولى، كانت حاسمة في قلب النتيجة: "كنت بحاجة للذهاب. بالتأكيد شعرت بأني أكثر خفة. أنا آسفة هذا مقرف".
وتابعت ابنة الـ21 عاماً: "حاولت استخدام هذا الوقت للتفكير بما يجب تغييره لأني اتذكر عندما كنت صغيرة بأني كنت أبكي في الحمام بعد خسارة مجموعة. لكن هذه المرّة فكّرت بوجوب التغيير وبالفعل قمت بحلّ المشكلة".
وكانت سابالينكا تبحث عن التأهل لأول نهائي كبير في مسيرتها، بعد خروجها من نصف نهائي ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز العام الماضي. لكن ابنة الرابعة والعشرين تراجعت، مهدرة تقدمها في المجموعة الثالثة حيث خسرت أربعة أشواط متتالية.
وقالت سابالينكا: "يستمر فريقي بالقول لي انه يجب أن أكون فخورة بنفسي، بعد ما حققته في الأشهر الأخيرة. لكني لا أشعر بذلك. أشعر انه في المباريات الثلاث في نصف النهائي، لم استفد كثيراً من الفرص الكثيرة التي سنحت لي".
أما شفيونتيك الباحثة عن لقب كبير ثان هذه السنة بعد رولان غاروس، فشرحت: "أمام أرينا، أنت بحاجة لطاقة كبيرة لتدفعها. اخفقت في المجموعة الأولى، لكني سعيدة للتعويض لاحقاً".
جاء تتويجها الأخير في رولان غاروس في بداية رائعة للموسم شهدت 37 انتصاراً متتالياً وستة ألقاب، بينها روما عندما تغلبت على جابر في النهائي.
وعن مواجهة التونسية في النهائي، قالت الأولى عالمياً: "مواجهتها كانت صعبة دوماً. ستكون مباراة بدنية. يدها جيدة جداً وهي قوية جداً من الخط الخلفي".