ستكون المباراة النهائية لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة في كرة المضرب بين البولندية إيغا شفيونتيك والتونسية أنس جابر، المصنفتين أولى وخامسة عالمياً توالياً، مسك ختام موسم الغراند سلام 2022، في مواجهة بين أنجح لاعبتين هذا العام.
قد تكون هذه المواجهة بين البولندية البالغة من العمر 21 عاماً والتونسية صاحبة 28 عاماً واللتين ستلعبان ثاني نهائي كبير لهما هذا العام، ربما أيضًا بداية الاستقرار في صدارة التصنيف العالمي، بعد 10 أيام من اعتزال الملكة الأميركية سيرينا وليامس وثمانية أشهر بعد اعتزال الأسترالية آشلي بارتي، التي بدت قادرة على فرض هيمنتها على منافسات السيدات.
وحدهما شفيونتيك وجابر تركتا بصماتهما هذا الموسم حتى أيلول الحالي، باحتلالهما المركزين الأول والثاني توالياً في التصنيف المؤهل إلى بطولة "دبليو تي ايه" الختامية، وهو التصنيف الذي يأخذ في الاعتبار النقاط التي تجمعها اللاعبات في العام الواحد وليس مع نقاط الأعوام السابقة التي يبنى على أساسها التصنيف العالمي لرابطة اللاعبات المحترفات.
وعلقت شفيونتيك التي ضمنت بقاءها على قمة التصنيف العالمي كيفما كانت نتيجة المباراة النهائية، على مواجهة التونسية قائلة: "جابر تحتل المركز الثاني في سباق البطولة الختامية، ويظهر مدى تقدمها"، لكنها ستكون مُطاردة للمرة الأولى من جابر في التصنيف العالمي، الذي سينشر الاثنين المقبل.
حققت شفيونتيك نتائج مذهلة في أربعة أشهر بين آذار وتموز مع سلسلة من 37 فوزًا وستة ألقاب متتالية (الدوحة، إنديان ويلز، ميامي، شتوتغارت، روما ورولان غاروس)، ثم مرت بفترة مخيبة قصيرة بعد خروجها من الدور الثالث لبطولة ويمبلدون.
"العمل يؤتي ثماره"
لكن في فلاشينغ ميدوز، عادت إلى مستوى أقرب إلى أدائها الربيعي، وأبرز دليل على ذلك قلبها الطاولة مرتين على البيلاروسية أرينا سابالينكا السادسة عالميا في الدور نصف النهائي. عادت البولندية التي خسرت المجموعة الأولى 3-6، بقوة في المجموعة الثانية وكسبتها 6-1 مدركة التعادل. وبعد ذلك، تخلفت 2-4 في المجموعة الثالثة الحاسمة قبل أن تنهيها في صالحها 6-4 وبالتالي حجزت بطاقتها إلى ثالث مباراة نهائية في الغراند سلام في مسيرتها.
قالت: "إنه العمل الذي يؤتي ثماره. أنا سعيدة لأنني كنت جاهزة ذهنياً بما يكفي لأعرف كيف أغتنم الفرص التي سنحت أمامي. على الرغم من أنني لم أشعر بأنني في أتم جاهزيتي البدنية بنسبة 100 ٪ في بداية البطولة، فقد تمكنت من تحسين مستواي ولعب كرة مضرب بشكل قوي جداً"، مؤكدة أنها تشعر "بارتياح كبير" في الفوز عندما لا تشعر بأنها "في أفضل المستويات".
وتعود المرة الأخيرة التي نجحت فيها لاعبة في الفوز بلقبين كبيرين في عام واحد إلى 2016 عندما توجت الألمانية أنجليك كيربر بلبقبي أوستراليا المفتوحة وفلاشينغ ميدوز.
"لا تُهزم أبدا في النهائي"
في المقابل، ذكَّرت جابر أن "إيغا لم تخسر أبدًا في النهائي" في إشارة إلى المباراتين النهائيتين اللتين لعبتهما البولندية في البطولات الأربع الكبرى وتوجت بلقبيها في رولان غاروس عامي 2020 و2022.
وقالت التونسية بعد فوزها على الفرنسية كارولين غارسيا 6-1 و6-3 في نصف النهائي "إنها تلعب بشكل رائع، لكنني بالتأكيد أريد الثأر منها"، في إشارة إلى خسارتها أمامها في المباراة النهائية لدورة روما على الملاعب الترابية هذا الصيف 2-6 و2-6.
مواجهة روما كانت الرابعة بين اللاعبتين بعد الأولى في دور الـ32 لدورة واشنطن عام 2019 والتي حسمتها البولندية في صالحها أيضاً 4-6 و6-4 و6-4، قبل أن ترد التونسية بفوزين عام 2021 في دور الـ16 لبطولة ويمبلدون 5-7 و6-1 و6-1، ودور الـ32 لدورة سينسيناتي الأميركية 6-3 و6-3.
أضافت جابر، التي تطمح لأن تصبح أول لاعبة إفريقية وعربية تحرز لقباً كبيراً: "أحب أن ألعب على الملاعب الصلبة وأعتقد أنني أعرف بالضبط ما يجب أن أفعله ضدها".
وتابعت بعد وصولها إلى ثاني نهائي غراند سلام في مسيرتها: "حقيقة إعلاني صراحة عن أهدافي ساهم بالتأكيد في تحقيق نتائجي. قلت إنني أريد الوصول إلى المراكز الخمسة الأولى، ونجحت في ذلك، والتأهل الى البطولة الختامية في نهاية العام، ونجحت أيضاً في ذلك، والفوز ببطولة غراند سلام، آمل أن يتم ذلك قريباً".
وأوضحت جابر، التي أصيبت بخيبة أمل كبيرة عقب خسارتها نهائي ويمبلدون، أنها هذه المرة "إيجابية جداً" بشأن النهائي المقبل.
وقالت: "أهم شيء هو عدم الشعور بأي ندم. لذا سأبذل كل ما في وسعي في هذا النهائي. وحتى لو لم أفز هذه المرة، فأنا متأكدة من أن ذلك سيحدث".