تواجه فرنسا حاملة اللقب والساعية إلى ثنائية تاريخية، السبت في ربع نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم على استاد البيت في الخور، منتخباً إنكليزياً يحلم بتكرار إنجاز العام 1966 ويأمل في تكرار إنجاز بلوغه نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي.
رغم القوّة الهجومية لـ"الديوك" مع النجم كيليان مبابي هدّاف البطولة حتى الآن مع خمسة أهداف، باتت الأمور جديّة أكثر أمام منتخب "الأسود الثلاثة" المسلّح بروح الشباب والذي قاده مدرّبه غاريث ساوثغيت إلى نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي عندما خسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
المفارقة أن هاتين القوتين الأوروبيتين اللتين تفصلهما كيلومترات قليلة جغرافياً، لم يلتقيا إلا مرتين على المسرح الدولي، في 1966 عندما فازت إنكلترا بثنائية وكرّرت ذلك في 1982 بنتيجة 3-1.
فرنسا التي فازت بلقبها المونديالي الثاني في روسيا قبل أربع سنوات، عبّدت طريقها إلى ربع النهائي بفوز على بولندا 3-1 في ثمن النهائي، بهدفين لمهاجم باريس سان جيرمان مبابي وآخر لأوليفييه جيرو.
أما إنكلترا فبلغت هذه المرحلة بعد فوز بثلاثية نظيفة على السنغال، رغم البداية المتذبذبة أمام بطل أفريقيا.
السؤال الأهم الدائر حالياً قبيل المباراة، هو كيف سيتمكّن الإنكليز من السيطرة على مبابي القنّاص في الموقعة التي سيشهدها ملعب البيت.
فيتطلع الظهير الأيمن كايل ووكر الذي من المحتمل أن يواجه مبابي مباشرة، إلى تفادي الانطباع القائم بأن مبابي هو التهديد الفرنسي الوحيد.
يقول مدافع مانشستر سيتي: "أعرف أنه لاعب كبير لكننا لا نلعب كرة المضرب. هذه ليست رياضة فردية، إنها لعبة جماعية".
ويضيف: "نحن نعلم أنه لاعب رائع، وهذا هو السبب في أنه محور كل الأسئلة. لكن دعونا لا ننسى (أوليفييه) جيرو، الذي سجل (أهدافاً) لا تُعد ولا تحصى، و(عثمان) ديمبيلي، بالنسبة لي مثال جيد في الجناح الآخر".
فرصة أخيرة
في المقابل، فإن فوز فرنسا، بطلة 1998 و2018، على هاري كاين ورفاقه، سيحقّق هدف الاتحاد الفرنسي وسيضمن على الأرجح تمديداً للمدرب ديدييه ديشان.
وقبل مباراة نصف النهائي المحتملة ضد البرتغال أو المغرب، فإن فوز "الديوك" سيكون رسالة قوية في عالم كرة القدم، إذ أنه منذ إنجاز البرازيل في العام 1998، لم ينجح أي حامل لقب بالوصول إلى الدور نصف النهائي من النهائيات التالية بعد حصد اللقب.
أما الإقصاء، فسيبدو وكأنه نهاية دورة كرة القدم الفرنسية، مع مدرب في نهاية عقده والعديد من اللاعبين الذين يخوضون بلا شك آخر كأس عالم لهم، على غرار جيرو، هوغو لوريس، وحتى أنطوان غريزمان.
قال جيرو الذي بات الأحد الهداف التاريخي للـ"زرق" إن: "هناك ثلاث مباريات متبقية للإنجاز (الدفاع عن اللقب)، لكننا لا نريد التفكير في الأمر. نحن نعلم أنه سيكون عظيماً للتاريخ، لكن صدّقني، نحن نركّز على إنكلترا قبل كل شيء".
سيعتمد الإنكليز أيضاً على خط هجوم قويّ سجّل حتى الآن ، يبرز فيه إلى جانب كاين، ماركوس راشفورد، فيل فودن، جاك غريليش، بوكايو ساكا، وحتى رحيم سترلينغ العائد إلى صفوف المنتخب من زيارة مفاجئة لعائلته التي قيل انها تعرضت لعملية سطو.
تشابه في الأسلوب
هو منتخب "لديه بعض الخصائص التي نتمتع بها، لاعبون سريعون جداً على الأطراف، وجناحان يهاجمان بقوة، وخط وسط قادر على التقدم. نحن متشابهون تماماً" بحسب ما يقول لاعب خط الوسط الفرنسي أدريان رابيو.
يسري التشابه بين المنتخبين أيضاً على خط الدفاع، الذي يقدّم ضمانات أقلّ من تلك الهجومية، حتى وإن كان الدفاع الإنكليزي يتفوّق حتى الآن مع ثلاث مباريات بشباك نظيفة، على عكس الفرنسيين الذين تلقوا هدفاً في كل مباراة.
الأكيد أن هذه المباراة في قطر، ستدخل تاريخ التنافس الفرنسي الإنكليزي. ذلك أن المواجهة بينهما وقعت بالفعل مرتين في نهائيات كأس العالم عندما تفوّق الإنكليز، لكن موقعة السبت ستكون سابقة في الأدواء الإقصائية.