النهار

كاين يبحث عن إنجاز مزدوج في الموقعة الإنكليزية-الفرنسية
المصدر: "أ ف ب"
كاين يبحث عن إنجاز مزدوج في الموقعة الإنكليزية-الفرنسية
كاين.
A+   A-
يبحث القائد هاري كاين عن إنجاز مزدوج حين تتواجه إنكلترا مع فرنسا السبت في ثمن نهائي مونديال 2022، لكن الأرقام الفردية تبقى هامشية مقارنة مع تحقيق حلم "الأسود الثلاثة" بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1966.
 
بعدما صام عن التهديف في المباريات الثلاث من دور المجموعات، وجد كاين طريقه إلى الشباك في ثمن النهائي وساهم في قيادة فريق المدرب غاريث ساوثغيت للفوز على السنغال 3-صفر، رافعاً رصيده الإجمالي إلى 52 هدفاً بقميص بلاده.
 
ويخوض هداف توتنهام موقعة السبت ضد أبطال العالم على ملعب البيت في الخور وهو على بعد هدف من الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ إنكلترا والمسجل باسم واين روني، وذلك بعدما بات أفضل هداف إنكليزي في البطولات الكبرى بـ11 هدفاً وبفارق هدف أمام غاري لينيكر.
 
وشعر ساوثغيت بالارتياح لرؤية كاين يسجل في المرمى السنغالي، واضعاً حداً لأي شكوك نفسية بقدرته على الوصول الى الشباك.
 
وقال ساوثغيت: "أي رأس حربة يريد أن يسجل، ومن المؤكد أنه وضع حداً لأي تساؤلات" بشأن عقدة التسجيل.
 
ولا يمكن لأحد أن يشكك بالقدرة التهديفية لكاين الذي توج هدافاً لمونديال 2018 بستة أهداف، مساهماً بشكل أساسي في قيادة "الأسود الثلاثة" إلى نصف النهائي.
 
لكن نضجه وطبيعته غير الأنانية كانا أيضاً من المكونات الحيوية لنجاح إنكلترا، وهذا الأمر ساهم إلى حد ما في تقليص مساهمته التهديفية لكنه فتح الطريق أمام زملائه كي يتألقوا أيضاً، على غرار فيل فودن وبوكايو ساكا.
 
وأشار ساوثغيت إلى دور كاين الحاسم في مباراة السنغال حيث تراجع إلى منتصف الملعب كي يتبادل الكرة مع جود بيلينغهام، ما فتح الباب أمام تحرر فودن وساكا على الجناحين.
 
تمريرة كاين لبيلينغهام هي من سمحت للأخير بايصال الكرة إلى جوردن هندرسون لتسجيل الهدف الافتتاحي ضد السنغال.
 
وقال ساوثغيت: "اعتقد أنه بدأ في إيجاد مساحة أكبر قليلاً في الشوط الثاني وكانت تبادلاته أفضل كذلك. بالتالي، كان ذلك مهماً بالنسبة له ولنا".
 
"مثالٌ يحتذى به في طريقة لعبه"
على الرغم من أن كاين شخصية هادئة إلى حد ما على أرض الملعب، كشف ساكا أن قائده لا يخجل من رفع صوته عالياً كي يوجه رسالة تشجيعية لزملائه قبل المباراة، مضيفاً: "هاري قائد. في الملعب هو مثالٌ يحتذى به في طريقة لعبه وهو واحد من أكثر اللاعبين المعبرين عن نفسهم بالصوت في غرفة الملابس. يلقي قبل كل مباراة خطاباً لتشجعينا وضخ الحماس فينا".
 
أظهر كاين صفاته القيادية هذا الأسبوع بعدما أُفيد أنه اجتمع بالفريق لتخفيف قلقهم بعد السرقة التي تعرض لها منزل زميلهم رحيم ستيرلينغ في إنكلترا.
 
وبعد عودة ستيرلينغ إلى إنكلترا ليكون مع عائلته، حاول كاين الحفاظ على الروح المعنوية، فتحدث مع زملائه في الفريق بشأن كيفية التعامل مع السرقات المتزايدة التي تتعرض لها منازل نجوم كرة القدم في إنكلترا.
 
كل ذلك يدخل ضمن شخصيته القيادية التي ستلعب مجدداً دوراً مصيرياً السبت على ملعب البيت في مواجهة كيليان مبابي وزملائه في المنتخب الفرنسي، على أمل تخطي هذه العقبة الشاقة جداً من أجل الإبقاء على حظوظه برفع الكأس الأولى في مسيرته.
 
فعلى الرغم من أنه حفر اسمه في قائمة أساطير توتنهام حيث لم يعد يتأخر سوى بفارق 7 أهداف فقط عن الهداف التاريخي للنادي جيمي غريفز (266)، ما زال كاين يبحث عن لقبه الأول على الإطلاق إن كان مع "سبيرز" أو المنتخب الوطني.
 
اقترب كثيراً من الفوز بأبرز الألقاب في عالم الكرة المستديرة بقميصي ناديه والمنتخب، لكن الفشل كان دائماً له بالمرصاد.
 
سجل المهاجم الدولي في سيناريو الركلات الترجيحية الذي مال لصالح كفة إيطاليا على حساب منتخب بلاده على أرضه في ملعب ويمبلي الشهير في لندن في نهائي كأس أوروبا قبل 16 شهراً.
 
كما كان في صفوف توتنهام الذي بلغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه وخسرها أمام مواطنه ليفربول في العاصمة الاسبانية مدريد عام 2019.
 
"أحاول ألا أفكر بالأمر كثيراً"
عوّض كاين فشله الجماعي، بمسيرته مليئة بالألقاب الفردية ومثقلة بالأرقام القياسية ضمن قائمة أبرز الهدافين في القارة العجوز، بعدما ارتقى إلى القمة منذ اعارته في بداية مسيرته داخل المستطيل الأخضر إلى كل من ليتون أورينت، ميلوول، نوريتش وليستر.
 
وبعدما تساوى مع غاري لينيكر في قائمة أفضل الهدافين بقميص "الأسود الثلاثة" في بطولات كبرى (10 أهداف لكل منهما)، رصّع كاين سجله بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في مونديال روسيا 2018، وبمثلها ثلاث مرات في الدوري الممتاز (2015-2016، 2016-2017 و2020-2021).
 
وعشية السفر إلى الدوحة، تحدث كاين عن كونه سيصبح الهداف القياسي لبلاده، قائلاً: "أنا قريب، أحاول ألاّ أفكر في الأمر كثيراً ولكن مع اقتراب كأس العالم سيكون مكاناً رائعاً للذهاب إليه وتحقيق ذلك".
 
وأضاف: "أنا متأكد من أنني سأكون مستعداً للذهاب، وفي حال تمكنت من تحقيق ذلك هذا الشتاء (تحطيم الرقم القياسي)، فسيكون ذلك ممتعاً".
 
ويبقى الأهم بالنسبة لكاين أن يقود بلاده إلى رفع الكأس الغالية في 18 الشهر الحالي، ليصبح القائد الإنكليزي الثاني فقط الذي يحظى بهذا الشرف بعد بوبي مور عام 1966.

اقرأ في النهار Premium