ليس غريباً أن يُقال إن الاتحاد اللبناني لكرة السلة أو رئيسه أكرم الحلبي رفضا المكافأة المقدّمة من اللجنة التنفيذية للّجنة الأولمبية اللبنانية إلى لاعبي منتخب لبنان لكرة السلة والجهازين الفنّي والإداري، والتي تبلغ قيمتها 18 ألف دولار أميركي، بمعدّل 1000 دولار لكلّ لاعب ومدرّب وإداري. فمصدر الشائعة معروف وأهدافه معروفة ومكشوفة.
القصّة بدأت عندما أرسل عضو اللجنة التنفيذية في اللجنة الأولمبية اللبنانية وليد دمياطي، عقب حلول لبنان وصيفاً في بطولة آسيا، رسالة صوتية عبر الهاتف إلى زملائه مقترحاً تقديم جائزة مالية لأفراد البعثة التي شاركت في بطولة آسيا بمعدّل 1000 دولار نقداً لكلّ فرد من البعثة. وبالرغم من أن التجاوب الإيجابي مع الاقتراح كان من أغلب الأعضاء، فقد اقترح البعض تسليمها مباشرة إلى اللاعبين من دون المرور بالاتحاد، الجهة الرسمية المسؤولة عن اللعبة، ممّا يؤكّد النوايا المخبّأة، فانقسمت الآراء بين مؤيّد ومعارض حتى دعا أحدهم إلى تسليم المكافأة في المطار خلال استقبال البعثة. لكن الاقتراح سقط لأن أغلب اللاعبين سافروا في ذلك الحين مباشرة من إندونيسيا إلى بالي لتمضية عطلة بعد بطولة آسيا.
أمام هذا الواقع، طلب الاتحاد، بمراسلة خطيّة، تسليم المبلغ لمدير المنتخبات وعضو اللجنة الإدارية للاتحاد غازي بستاني، على أن يتولى توزيعها على اللاعبين عند عودتهم من عطلتهم. وقد وصف دمياطي هذا الحلّ في أكثر من اتصال مع بستاني بالـ"تمام"، وأيّد السير به!
ما الذي استجد؟ ولماذا لم يتمّ تسليم المبلغ إلى بستاني؟
لا أجوبة واضحة عن الموضوع سوى مواقف متناقضة ومتضاربة. وقد قال أحد الأعضاء في اتصال هاتفيّ على مسمع من الأمين العام للاتحاد المحامي شربل رزق إن اللجنة تريد مكافأة اللاعبين وفق شروطها، لأنها ليست "كاريتاس"!
مؤسف أن تتحوّل المكافأة للمنتخب على إنجازه إلى موضوع تجاذب أو خلاف، خصوصا عندما يشترط مَن يقدّمها إقامة احتفالاً وحضور كاميرات تحت شعار "شوفيني يا منيرة!".
من المؤكّد ان اللجنة الأولمبية لا تعلم أن اللاعبين قبضوا مكافآت من رئيس الاتحاد ناهزت قيمتها الـ5 آلاف دولار لكلّ لاعب من دون "فولكلور" أو ضجيج أو صخب؟ كذلك قبضوا مكافأة بقيمة 4 آلاف دولار من رؤساء أندية ورجال أعمال، بعضهم رفض ذكر اسمه! والمؤسف أن اللجنة، التي تشترط لتقديم المكافأة، كانت غائبة كليّاً منذ انتخابها عن لعبة كرة السلة، وعن المنتخب الوطنيّ بالخصوص، ولم تتذكّرهما إلا عندما حقق المنتخب انتصارات وإنجازات! لا بل كانت اللجنة "تحارب" الاتحاد، وتتربّص به شرّاً من خلال "نميمة" كادت تطيح بالبطولات والمسابقات والنوادي، لا باللعبة فقط وسجلّها وإنجازاتها، لولا الإجراءات الاحترازية والوقائيّة المتّخذة مسبقاً من الاتحاد.
يستحق المنتخب المكافأة، ولتُقدّم إلى الأبطال من دون بازار، ومن دون شروط... و"نقطة ع السطر".