فرضت جائحة كورونا نمطاً آخراً من الرياضات، إذ حلّت المسابقات الإفتراضية بدلاً من الحقيقية، ثم تحولت الى مسابقات تحظى بصفة "العالمية" ولعل أبرزها سباقات السيارات.
التحول من الواقع الى العالم الافتراضي يسير بوتيرة سريعة، تتماشى مع متطلبات العصر، لهذا الغرض إجتمع في العاصمة الأردنية عمان 26 سائقاً من 13 دولة في بطولة كاس "تويوتا جازوو" للسباقات الرقمية في الشرق الاوسط وشمالي أفريقيا.
حظيت البطولة بأهمية كبيرة، الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" أبدى اهتماماً كبيراً بهذا النوع من السباقات، إذ حضر ممثلين خصيصاً للاطلاع والغشراف على المسابقة، فضلاً عن حضور جماهيري كبير يكشف مدى الانتشار والاهتمام لهذه الرياضة المستحدثة، فضلاً عن إشراف الأردنية لرياضة السيارات وبتنظيمٍ من "ديزرت فوكس رايسينغ".
وشهدت نهائيات "كأس تويوتا جازو للسباقات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" منافسات شرسة انتهت بفوز العُماني محمد البرواني بالمركز الأول، أمام القطري خالد المراغي والسعودي وسام خليل.
المنافسات شهدت سباقات ودية بين عدد من السائقين المشاركين والإعلاميين وسباقات ودية أخرى للفوز بتحدّي الدول، والذي كان من نصيب الفريق القطري الذي يضم السائقيْن فيصل اليافعي وخالد المراغي. وتضمّن يوم السبت 8 تشرين الأول المنافسات نصف النهائية، والإطلاق الإقليمي الرسمي لسيارة تويوتا جي آر 86 الجديدة كليًا، والمنافسات النهائية، وحفل توزيع الجوائز على الفائزين، بحضور نُخبة من الإعلاميين والمؤثرين والجمهور المهتم بهذه الرياضة الحماسية.
ورأى رئيس المسابقة نديم حداد "شهدنا ختامًا يليق بهذا الكأس ومتسابقيه الذين أظهروا مهارات مميزة في القيادة، وروحًا رياضية نموذجية، وإصرارًا ملهمًا على تحقيق الهدف والفوز منذ البداية وحتّى اللحظة الأخيرة". وتابع "نتطلّع إلى إقامة هذا الحدث في كل عام، واستمرار دعمه للمواهب في رياضة سباقات السيارات الرقمية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وبدوره، قال زيد بلقز، المدير التنفيذي للأردنية لرياضة السيارات: "سعيدون جدًا بهذا الحدث الرياضي الكبير الذي يُقام على أرض الأردن، ويمتد دعمه ليصل إلى جميع المواهب الشابة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ليمنحهم فرصة إظهار إبداعاتهم ومهاراتهم على حلبة السباق وتمثيل بلادهم إقليميًا. نهنّئ حاصد لقب البطولة والفائزيْن بالمركز الثاني والثالث، وجميع المتسابقين على اجتهادهم والتزامهم الذي أوصلهم إلى النهائيات".
وسيمثل البرواني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النهائيات العالمية لـ "كأس تويوتا جازو غراند توريزمو"، حيث سينافس على اللقب الأقوى عالميًا مع نخبة من سائقي أجهزة المحاكاة في العالم.
شهدت البطولة بنسختها الثانية مشاركة مجموعة كبيرة من المتنافسين وأُقيمت بهيكلية متطورة؛ حيث شملت جولات تأهيلية محلية امتدت من أواخر تموز حتى أواخر آب، ضمنت للجميع فرصة إظهار مواهبهم والفوز لتمثيل بلدانهم في النهائيات.
وانطلقت النسخة الأولى عام 2021 في العاصمة الأردنية عمّان أيضاً، تحت رعاية رسمية من الاتحاد الدولي للسيارات، وتقام البطولة سنويًا بمشاركة واسعة من المتسابقين الموهوبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتوج اللبناني سامي جو أبي نخلة بكأس المركز الأول.
كما يطور الاتحاد الدولي للسيارات، سباقات افتراضية عالمية، وأدخل مؤخرا سباقات الكارتينغ والكروس كار ضمن منافساتها.
وبدأ "فيا" في دعم انتشار هذه السابقات، لا بل باشر بإدخالها في برامج بطولاته إذ تساهم في توفير الميزانيات الضخمة للشركات في التجارب واختبار السيارات، حيث سيكون السائق اليافع الساعي الى اقتحام المنافسات مجبراً على التدرب عبر السباقات الافتراضية والتعود على الاستراتيجيات المتبعة في السباقات الحقيقية، وهذا الأمر لاقى استحساناً كبيراً لدى السائقين الشبان الذين يتطلعون الى خوض السباقات الحقيقية مستقبلاً.
وهذه الشعبية المتزايدة بالفعل للرياضيات الإلكترونية، تؤدي إلى زيادة الانخراط مع المشجعين عبر الإنترنت بسرعة.
وتحاكي السباقات الافتراضية الواقع، إذ ينبغي على المتسابق القيام بخطط خلال السباق تراعي فترات التوقف وملئ خزانات الوقود كما تخضع السيارات إلى قوانين الفيزياء، وتتسابق على مسارات مطابقة لحلبات السباق الحقيقية.
وبدأت هذه السباقات توفر بعض المداخيل للفرق، وتمنح الرعاة فرصا جديدة لتسويق منتجاتهم وتحقيق الأرباح، وتجذب المزيد من الشباب، وهي الفئة التي واجهت الرياضات الميكانيكية صعوبة كبيرة في استقطابها لفترة طويلة.
وحققت السباقات الإلكترونية ذروة حين حين نقلت سباقات "إي ناسكار" و"الفورمولا 1 الافتراضية" على شاشات التلفزيون عوضا عن السباقات الحقيقية. وجذب سباق “إي ناسكار” 910 آلاف مشاهد، أي أقل بـ3 ملايين مشاهد من العدد الذي كان يتابع سباقات ناسكار الاعتيادية، لكن أكثر بـ400 ألف مشاهد من العدد الاعتيادي لمشاهدي السباق الافتراضي.