لا دخان من دون نار... أشعل لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي نار الرحيل مجدداً، إذ كشفت تقارير أوردتها صحيفة "ماركا" إن مبابي أبلغ المقربين منه أن تجديد تعاقده كان قراراً خاطئاً، وأنه كان يجب عليه الرحيل عن بطل فرنسا الصيف الماضي. وحاول ريال مدريد الإسباني التعاقد مع مهاجم منتخب "الديوك" لكنّ سان جيرمان رفض كل العروض، وأقنع اللاعب بالاستمرار بين صفوفه حتى 2025. ويشعر مبابي بأن إدارة النادي خانته لأنها "لم تفِ بوعودها له". ولم تذكر الصحيفة الإسبانية طبيعة تلك الوعود لكنّها أكدت أن توتر علاقة اللاعب البالغ عمره 23 سنة مع البرازيلي نيمار مؤخراً من ضمن الأسباب التي جعلت مبابي يرغب في الرحيل.
وذكر التقرير نفسه أن مبابي غاضب من طريقة لعب المدرب كريستوف غالتييه، ويرى أنها تحد من قدراته وتؤثر على معدلاته التهديفية. ويفضل مبابي الحصول على حرية أكبر في خط الهجوم واللعب بجانب مهاجم واحد بدلاً من التواجد ضمن خط هجوم مكوّن من ثلاثة لاعبين.
وعقب التعادل السلبي مع ريمس في الدوري الفرنسي، نشر مبابي صورة له إلى جانبها وسم " Pivotgang#" الداعم له الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بمنح مبابي دوراً محورياً مع سان جيرمان والسماح له باللعب المزيد من الحرية.
وقالت "ماركا" إن سان جيرمان لا يمانع رحيل هدافه الشاب خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، لكنّه لن يسمح بانتقاله إلى ريال مدريد بأي حال.
وسيكون ليفربول الإنكليزي، الذي يمر بفترة عصيبة حالياً، الخيار الأقرب للمهاجم الفرنسي الدولي. وسبق أن أبدى يورغن كلوب المدير الفني للريدز إعجابه بمبابي في أكثر من مناسبة. وذكرت تقارير أن النادي الإنكليزي حاول ضم اللاعب عام 2017 قبل انضمامه إلى سان جيرمان. ومنذ انضمامه إلى سان جيرمان في صيف 2017، سجل مبابي 182 هدفاً في 229 مباراة في مختلف المسابقات.
ووفقا لصحيفة "France Bleu Paris"، فإن مبابي تلقى وعداً بأن يكون القائد الوحيد لمشروع الفريق الباريسي، ولكنه يشعر باستمرار تزايد نفوذ (زميليه) نيمار وليونيل ميسي.
وأثنى المدرب غالتييه على أداء وتركيز مبابي خلال المباراة أمام بنفيكا البرتغالي 1-1، إذ افتتح التسجيل ليصبح أبرز هداف للفريق في سجل مشاركاته بدوري أبطال أوروبا. ونفى باريس سان جيرمان أن يكون مبابي قد طلب الرحيل عن الفريق.
كما نفى لويس كامبوس، مستشار باريس سان جيرمان، تلك التقارير مؤكدا أن مبابي لم يبلغ النادي بشيء كهذا، كما أبدى غالتييه دهشته إزاء الشائعات. وقال غالتييه "تحدثنا كثيرا بشأنه (مبابي). لم أتحدث معه بشأن هذا الأمر، حيث كان الهدف هو الحفاظ على التركيز في المباراة"، وأضاف: "لقد قدم الكثير وأظهر أنه لاعب رائع، وجه تركيزه إلى المباراة والبطولة. تركيزنا جميعا كان منصبا على المباراة".
وتابع: "من الشائعات، نصنع معلومات، ومن المعلومات نصدر بيانات. أرى أنه شيء مفاجئ للغاية أن يتردد ذلك قبل ساعات قليلة من مباراة مهمة للغاية".
وتأتي مشكلة مبابي، قبل نحو شهر من افتتاح منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقبه بطلاً للعالم، هذا الأمر لاقى انتقاداً لاذعاً من النجم الدولي السابق تييري هنري الذي قال "لا أحد يرغب في أن يسلط الناس الضوء على الجوانب التي لا يجيدها في اللعب. أنت فقط لا تحب ذلك". ويلعب مبابي كمهاجم صريح في خطة 3-4-3 التي يعتمدها كريستوف غالتييه، مع وجود ليونيل ميسي ونيمار على طرفي الملعب، مما لا يتيح له الحرية التي يحظى بها في منتخب فرنسا حيث يلعب خلف كريم بنزيمة.
وأضاف هنري مهاجم أرسنال وفرنسا السابق "مصلحة النادي أكبر من أي فرد، لكن هل أوضحوا له بأن النادي هو الشيء الأهم.. أم جعلوه يشعر أنه أهم من النادي نفسه؟". وضرب هنري، الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا برصيد 51 هدفا، المثل بتجربته مع برشلونة.
وشرح: "سأحكي قصتي. لم أحب اللعب على الطرف في برشلونة. كرهت ذلك. لكني فعلته من أجل الفريق". كما أشار إلى أنه أجبر على اللعب على الطرف مع منتخب فرنسا في نهاية مسيرته، من أجل أن يفرغ مركز الهجوم للاعبين أقل منه خبرة وسطوة، ولم يشتك من ذلك أبدا. وقال هنري: "هناك قاعدة واحدة: إذا طلب منك المدرب أن تفعل شيئا، فعليك فعله".