أعلنت حكم الشطرنج الإيرانية شهرة بيات إن لفتة التضامن مع مواطناتها في بطولة أقيمت بأيسلندا تسببت في خلاف مع الاتحاد الدولي للعبة وطردها من لجنة التحكيم.
وارتدت بيات قميصاً مكتوباً عليه "المرأة، الحياة، الحرية" في بطولة أقيمت في تشرين الأول، وذلك بعد قليل من انطلاق احتجاجات في إيران على وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في الحجز لدى الشرطة بتهمة مخالفة قواعد الزي الإسلامي .
وقالت بيات (35 عاماً) لـ"رويترز" في مقابلة بالفيديو: "لا أعتقد أن من الطبيعي التزام الصمت تجاه هذا الأمر". وتعد بيات من ضمن مجموعة من الشخصيات الرياضية التي اصطدمت بالسلطات بسبب الحجاب والتعبير عن التضامن مع المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وأضافت: "هذه مسألة كبيرة تخص حقوق الإنسان. أعتقد أنه إذا التزمنا الصمت تجاه هذه الأمور، فلن نستطيع أن نغفر لأنفسنا".
وذكرت بيات، التي اتهمتها إيران أيضاً بانتهاك قاعدة ارتداء الحجاب في إحدى البطولات في 2020، أن الاتحاد الدولي للشطرنج استبعدها من لجنة التحكيم بعدما أثارت غضب رئيسه أركادي دفوركوفيتش.
وقالت إن دفوركوفيتش طلب منها تغيير زيها في أيسلندا بعد أن أثار مسؤول شطرنج آخر الأمر. وعادت للظهور مرة أخرى في البطولة مرتدية حلة صفراء وقميصاً أزرق، وهما لونا العلم الأوكراني.
وأكد الاتحاد الدولي للشطرنج أن دفوركوفيتش طلب منها عدم ارتداء القميص الذي كان مكتوباً عليه أشياء عن حقوق المرأة. وقال إنه يحترم أنشطة بيات السياسية لكنها "تجاهلت التعليمات المباشرة لها بالتوقف عن وضع الشعارات على ملابسها".
وقال الاتحاد في بيان لـ"رويترز": "مهما كان السبب نبيلاً أو لا خلاف عليه، فإن القيام بنشاط من هذا النوع غير مناسب وغير مهني".
وتعتبر طهران المحتجين مجرد دمى في مسعى يقوده الغرب للإطاحة بالحكومة.
"رسالة جميلة"
اتهمت بيات دفوركوفيتش، الذي كان نائباً لرئيس الوزراء الروسي من 2012 إلى 2018، بالخضوع لأحكام السياسة.
وقالت: "إيران وروسيا متحدتان جداً في الحرب ضد أوكرانيا... كان هذا هو السبب على الأرجح عندما طلب مني دفوركوفيتش أن أخلع قميصي... قميصي لم يكن له مغزى سياسي على الإطلاق... إنه يحمل أحد أجمل الرسائل بشأن حقوق المرأة في العالم".
ووفقاً لرسالة أطلعت عليها "رويترز"، قال مسؤول كبير في الاتحاد الدولي للشطرنج لبيات إنه تم استبعادها من اللجنة لأن دفوركوفيتش كان "غاضباً" منها.
ولم يرد دفوركوفيتش على طلب للتعليق.
وقال الاتحاد إنه لم يناقش اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد بيات ويقدرها كحكم.
وتعيش بيات في لندن خوفاً على سلامتها بعد أن أثارت صور لها في بطولة 2020 بروسيا انتقادات في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.
وأشارت بيات في ذلك الوقت إنها ارتدت الحجاب خلال المباريات الأولى للبطولة رغم أنها لا توافق عليه لكنه كان فضفاضاً ولم يظهر من بعض الزوايا في الصور.
ومنذ الثورة الإسلامية في إيران، يتعين على جميع النساء ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وكذلك النساء الرياضيات في الخارج. وقد تتعرض السيدات اللواتي يخالفن قواعد الزي إلى التوبيخ علناً أو الغرامة أو القبض عليهن.
ونالت بيات جائزة المرأة الشجاعة الدولية من الولايات المتحدة في عام 2021 واستخدمت منصتها منذ ذلك الحين للدفاع عن النساء الإيرانيات.
وقالت: "عندما أستطيع، عندما تسنح الفرصة، يتعين علي رفع صوت الشعب الإيراني".