النهار

أنشيلوتي "يبرمج" اللقب الخامس عشر... وملامح "دربي الغضب" في نصف النهائي؟
المصدر: "النهار"
أنشيلوتي "يبرمج" اللقب الخامس عشر... وملامح "دربي الغضب" في نصف النهائي؟
ريال مدريد.
A+   A-
يتشبث ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولا يبدو أنه سيتخلى عنه بسهولة إذ يواصل التألق على المستوى القاري بعد فقد الأمل منطقياً في الدوري الإسباني أمام غريمه الأزلي برشلونة، فيما بقي محارباً على جبهة أخرى هي لقب كأس الملك.

في ليلة "ساحرة" أخرى في المسابقة القارية العريقة، قدم الفريق الملكي أمسية مميزة بعدما تغلب على ضيفه تشلسي الانكليزي "المهتزّ" بهدفين نظيفين في ذهاب الدور ربع النهائي، إذ أظهر "ميرينغي" السبب وراء كونه بطل المسابقة، حيث قدم أداء مميزا وخرج بنتيجة كان يمكن أن تصبح أكبر، ليضع قدما في نصف النهائي، في طريقه للاحتفاظ باللقب وزيادة رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة العريقة المتوج بها 14 مرة من قبل.

وكانت الفرصة متاحة للريال لزيادة النتيجة خاصة بعدما أكمل تشيلسي اللقاء بعشرة لاعبين في النصف ساعة الأخيرة، وكان إضافة هدف ثالث بمثابة حسم الريال للمواجهة الإقصائية قبل خوضه لقاء العودة في ستامفورد بريدج الثلثاء المقبل.

ولا يمكن توجيه اللوم للبرازيلي فينيسيوس جونيور على إهداره للفرص في المباراة، خاصة مع تألقه الكبير، حيث أنه، دون أن يسجل، حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة من قبل "يويفا".

ولتألق حامل اللقب أسباب عدة، في مقدمها الإدارة الناجحة لمديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي للمباراة، إذ فاجأ خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق مواجهة تشيلسي برسالة وجهها عن حسن إدارته للفريق بقوله "العلاقة بين اللاعبين رائعة، هم يستمتعون باللعب سويا ويتفاهمون بشكل جيد للغاية. كمدرب، تدريب مجموعة كهذه أمر سهل للغاية، أدير الأمر بشكل سهل للغاية والجميع يعترف لي بذلك، أنني رائع في الإدارة، لكن هناك أمور أخرى، فالفريق يعمل بشكل جيد للغاية".

وبدا هذا واضحا على شكل الفريق، حيث راهن أنشيلوتي على تشكيلة هجومية، مثلما فعل في كامب نو، وليس لأن الأمر سار معه بشكل جيد في كامب نو، لكن لأن المدرب كانت لديه خطة: الضغط العالي أمام منافس لا يجيد الخروج بالكرة جيدا.

ورغم أن الريال يبتعد الآن بـ13 نقطة عن برشلونة في صراع "لا ليغا"، إلا أن التأهل لنهائي كأس الملك والاقتراب من نصف نهائي دوري الأبطال يعكسان العمل الجيد للمدرب الإيطالي.

ومما ساهم في تطرو الأداء الملكي عودة الظهير داني كارفاخال الى مستواه المعتاد، إذ واجه سابقاً انتقادات كثيرة، بسبب انخفاض أدائه في بعض الأوقات وتراجع مستواه البدني ليصبح من الصعب عليه خوض 50 مباراة في الموسم، لكن عندما تحين اللحظة الحاسمة، يعلن وجوده دائما.

فدوري الأبطال يدخل مرحلته الحاسمة، بداية من ربع النهائي، وكارفاخال يظهر من بين أفضل لاعبي خط الظهير الأيمن في العالم، وعندما يكون بهذا المستوى فمن الصعب للغاية أن يتفوق عليه لاعب آخر في هذا المركز.

فكارفاخال قدم عملا رائعا في الدفاع وقدم تمريرة ماكرة لفينيسيوس جونيور جاء منها هدف الريال الأول الذي سجله كريم بنزيمة.

من ناحية ثانية، لم يحسم ماركو أسينسيو بعد مستقبله مع ريال مدريد، لكن تألقه بالأمس وتسجيله للهدف الثاني للريال من تسديدة زاحفة مُحكمة يؤكد مرة أخرى أن الفريق الملكي قد لا يجد بديلا سهلا لهذا اللاعب الذي سجل هذا الموسم 9 أهداف وصنع 6 أخرى.

ورغم أنه كان ثالث هدافي الفريق في الصيف الماضي، إلا أنه كانت هناك محاولات للرحيل عن صفوف الملكي بحثا عن دور بطولي أكبر في ناد آخر، لكنه لم يصله عرض جيد، ليبقى مع الفريق في آخر موسم له بالعقد، حيث يدفع به كارلو أحيانا كلاعب بديل وأحيانا أخرى كأساسي.

وقد يتغير الحال في المفاوضات الجارية بين الريال وأسينسيو للاستمرار بفضل تألقه مؤخرا، رغم أن بديله، براهيم دياز، المعار لصفوف ميلان، تألق أيضا بالأمس في مواجهة نابولي، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة.

ولم يكن "فيني" بحاجة للتسجيل ليكون أفضل لاعب في مباراة فريقه ضد "البلوز"، فقد ساهمت صناعته للهدفين مع قدراته الكبيرة في مواجهة لاعبي الخصم ومراوغتهم في حصوله على هذا التقدير المستحق.

وأقر فرانك لامبارد، مدرب تشيلسي المؤقت، أن خط الدفاع المكون من خمسة لاعبين الذي راهن عليه، إضافة لمحاولته السيطرة أكثر على الكرة، لم يستطيعا احتواء فينيسيوس.

وبفضل أدائه أمام تشيلسي، يكون فينيسيوس قد سجل هذا الموسم 21 هدفا وصنع 16، ليصبح واحدا من أفضل لاعبي العالم في التوقيت الحالي، وتلوح في الأفق مواجهة محتملة أمام مانشستر سيتي ونجمه إرلينغ هالاند، الذي يقارعه حاليا على لقب الأفضل.

ميلان تقدم المتصدر!

ويلوح في أفق الدور نصف النهائي "دربي الغضب"، بعدما حظا "آي سي ميلان" حذو جاره اللدود انتر ميلانو ووضع قدماً في المربع الذهبي.

وسجل الجزائري الدولي اسماعيل بن ناصر الهدف الوحيد لفريقه ميلان في مرمى مواطنه نابولي ليقوده الى الفوز على ملعب سان سيرو. خاض نابولي الذي بلغ ربع نهائي المسابقة القارية للمرة الاولى في تاريخه، المباراة في غياب هدافه النيجيري فيكتور اوسيمهن الذي تعرض لاصابة عضلية خلال مشاركته مع منتخب بلاده في النافذة الدولية الاخيرة.

لكنه في المقابل فاز في مبارياته الثماني الاخيرة خارج ملعبه في مختلف المسابقات قبل أن يضع ميلان حدا لهذه السلسلة.

ويحلق نابولي في صدارة ترتيب الدوري الايطالي وبات تتويجه به للمرة الاولى منذ عام 1990 مسألة وقت ليس الا.

في المقابل، دخل ميلان حامل اللقب سبع مرات بمعنويات عالية ضد منافسه الجنوبي بعد ان ألحق به خسارة قاسية برباعية نظيفة في عقر داره مطلع الشهر الحالي في الدوري المحلي.

وهذه أول مواجهة إيطالية في الأدوار الاقصائية منذ دربي ميلانو في نصف نهائي 2005.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium