يبحث أسرع رجل أفريقي، الكيني فردينان أومانيالا، عن وضع بلاده على الخريطة الدولية لسباقات السرعة، بعدما فرضت نفسها لسنوات طويلة في المسافات الطويلة.
يأمل ابن السادسة والعشرين في اللمعان في سباق 100 م ضمن بطولة العالم لألعاب القوى، التي تفتتح الجمعة في مدينة يوجين بولاية أوريغون الأميركية.
لكنه يخوض سباقاً من نوع مختلف مع الزمن الاربعاء للحصول على تأشيرة دخول تخوّله السفر إلى أوريغون، من أجل خوض تصفيات السباق الأشهر في العاب القوى الجمعة.
كتب في "إنستغرام": "حزين لعدم السفر إلى أوريغون حتى الآن و100 م مقرّرة بعد يومين. تأخير في التأشيرة!".
قال المسؤول التنفيذي في الاتحاد الكيني بارناباس كورير لوكالة "فرانس برس": "ننتظر بفارغ الصبر السفارة الأميركية لاصدار تأشيرات لعدد من العدائين من بينهم أومانيالا. آمل في تمكنهم من السفر اليوم".
وأومانيالا ثالث أسرع عداء في العالم هذا الموسم وراء الأميركيين فريد كيرلي وترايفون بروميل.
يرتدي سِوارين على معصمه الأيمن، الأوّل مصنوع من الخرز الأسود والأخضر ويحمل الرقم 9.85، وهو أفضل رقم سجّله في سباق 100 م في أيار الماضي.
والثاني مصنوع من الجلد والمعدن منقوش عليه رقم 9.77 على غرار افضل رقم افريقي سجله في أيلول الماضي. أصبح تاسع أسرع رجل في التاريخ، وراء أربعة أميركيين وثلاثة جامايكيين.
الصعود على منصة التتويج في يوجين، سيكون حدثاً تاريخياً لعداء إفريقي.
أحرز الناميبي فرانكي فريديريكس فضيتين أولمبيتين في التسعينيات في هذا السباق، لكن ذهبيته وفضياته الثلاث في بطولة العالم حققها كلها في سباق 200 م.
ويضع أومانيالا نصب عينيه بلوغ السباق النهائي على الأقل في 16 الجاري.
قال لـ"فرانس برس" من معسكر تدريبي في الملعب الرئيس بالعاصمة الكينية نيروبي "أهدف إلى 9.6 (ثوان). سيكون أكبر انجاز لي. وبالطبع أبحث عن الفوز".
"شي كبير"
بالاضافة إلى كيرلي وبروميل، تتضمّن لائحة خصومه المحتملين في يوجين، حامل الذهبية الأولمبية الإيطالي مارسيل جاكوبس وحامل لقب بطولة العالم الأميركي كريستيان كولمان.
يضيف أومانيالا الذي هزم كيرلي في أيار/مايو "أنا عداء يؤدّي جيداً تحت الضغط. اتطلع للتحسّن في أوريغون، لان كل العدائين (البارزين) سيتواجدون هناك".
سعى العداء الشاب ومدربه دانكن أييمبا إلى نشر ثقافة سباقات السرعة في كينيا، المعروفة بانجاب أبطال في السباقات المتوسطة وخصوصاً الطويلة.
قال أييمبا "من الواضح انها المسافات الطويلة في كينيا، لذا أريد ان يكون سباق 100 م شيئاً كبيراً في كينيا هذه السنة".
وكان أومانيالا أوّل عداء سرعة كيني يبلغ نصف نهائي الأولمبياد الصيف الماضي في طوكيو.
غاص طالب الكيمياء الذي يقتدي بالعداء الجامايكي يوهان بلايك، في عالم ألعاب القوى قبل ست سنوات، بعد ان خاض منافسات الروغبي "عندما بدأت ألعاب القوى، كنت اهدف إلى جعل الناس يعرفون ان الكينيين قادرون على خوض سباقات السرعة، وان شيئاً ما قد تغيّر".
"مخالفة التوقعات"
أومانيالا المنحدر من غرب كينيا والثالث بين خمسة أشقاء، تحدّث عن تجاوز المشقات "في بلد معروف في السباقات المتوسطة والطويلة من الصعب أن تدخل عالم سباقات السرعة".
تابع: "حتى الاتحاد المحلي (لالعاب القوى) لم يصدّق في فترة من الفترات ان تكون كينيا قادرة على انجاب عداء في سباقات السرعة. عليك ان تخالف كل التوقعات".
سُمح له بخوض الاولمبياد، بعد تليين الاتحاد المحلي قرار منع أي عداء موقوف عن المشاركة في المسابقات الدولية.
أوقف لمدة 14 شهراً من قبل وكالة مكافحة المنشطات الكينية عام 2017، لتبين تعاطيه مواد محظورة "كانت 14 شهراً صعبة، لكن الحياة تستمرّ".
تابع: "كان عمري عاماً واحداً في هذه الرياضة. لكني استمرَرْت بالتمارين خلال الأشهر الـ14. أردت متابعة هذا الأمر وهذا جعلني أقوى".
يرى أومانيالا انه سيكون قدوة للعدائين الكينيين الصغار "أعتقد اني شققت الطريق للعديد من الناس الذين لحقوا بي. أردت ان اترك إرثاً. أريد ترك صناعة لسباقات السرعة في كينيا".
ختم: "أعتقد اني سألهم الكثير من الأطفال، ليس فقط في كينيا بل في أفريقيا. ربما هناك فتى يقول في مكان ما +أريد أن أكون مثل أومانيالا+".