أنفق تشيلسي الإنكليزي نحو 600 مليون دولار لتعزيز صفوفه، لكن موسمه الأول مع مالكيه الجدد يتجه لأن يكون خالياً من الألقاب، إلا إذا حقق المفاجأة وغزا مجدداً القارة العجوز من بوابة مسابقتها المرموقة دوري الأبطال.
يحلّ فريق غرب لندن الأربعاء على بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب ثمن النهائي، بعد إقصائه من مسابقتي الكأس المحليتين وتقهقره في المركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي "بريميرليغ".
قد يشكّل الفوز بدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه، الطريق المثالي لتشيلسي من أجل عودته إلى المسابقة الموسم المقبل، إذ يتخلف راهناً بفارق عشر نقاط عن صاحب المركز الرابع، الأخير المؤهل، من الدوري المحلي إلى المسابقة القارية.
فاز رجال المدرّب غراهام بوتر مرتين فقط في آخر 12 مباراة، بعد فترة التوقف الشتوية.
أرهقت سلسلة من الإصابات المدرّب الذي يجد معاناة أيضاً بتوليف تشكيلة جيّدة من القادمين الجدد، بغية الوصول إلى نواة أساسية من الـ33 المنضوين تحت لواء النادي راهناً.
ثلاثة لاعبين من الجدد بمقدورهم اللعب مع تشيلسي حالياً في دوري الأبطال، فيما لا يزال المدافع الفرنسي بنوا بادياشيل، لاعب الوسط الهجومي نوني مادويكي، لاعب الارتكاز البرازيلي أندري سانتوس والمهاجم العاجي دافيد داترو فوفانا غير مؤهلين، سيمضي الظهير الأيمن مالو غوتسو النصف الثاني من الموسم معاراً مع فريقه السابق ليون.
ثلاثة ضمن نادي المئة مليون
لكن مع إضافة لاعبين من نوعية الأرجنتيني إنزو فرنانديز، البرتغالي جواو فيليكس والأوكراني ميخايلو مودريك، يتوقع أن يرتفع منسوب الإبداع والقوة في هجوم تشيلسي الواهن في الآونة الأخيرة.
تخطى اللاعبون الثلاثة حاجز المئة مليون يورو (107 ملايين دولار) في مرحلة معيّنة من مسيرتهم.
انتقل فرنانديز، أحد نجوم مونديال قطر 2022، من بنفيكا البرتغالي الشهر الماضي لقاء 121 مليون يورو، محطماً الرقم القياسي في بريطانيا، وذلك بعد أسابيع من توقيع مودريك من شاختارد دانيتسك الأوكراني مقابل 70 مليون يورو قد تصل إلى 100 مليون.
أخفق فيليكس بالارتقاء إلى المبلغ القياسي الذي أنفقه أتلتيكو مدريد لضمه والبالغ 126 مليون يورو، في ثلاثة أعوام ونصف أمضاها في العاصمة الإسبانية، لكنه أظهر بعض النضارة في أيامه الأولى على ملعب "ستامفورد بريدج"، وذلك بعد ايقافه ثلاث مباريات لطرده في المباراة الأولى مع فريق غرب لندن.
سجّل اللاعب الدولي هدفه الأول مع الـ"بلوز" من عرضية لفرنانديز السبت خلال التعادل على أرض وست هام. لكن هدف فيليكس كان الثالث فقط لتشيلسي في آخر سبع مباريات.
قال بوتر بعد البداية المتجددة لفريقه: "كان الشوط الثاني انعكاساً أكثر لما نحن عليه كمجموعة وكفريق، في ما يتعلق بعودة اللاعبين من الإصابات وسرعة التأقلم مع البرميرليغ".
يدرك بوتر تماماً أن ثقة المشجعين بدأت تهتز، خصوصاً في ظل الثقافة السائدة في عهد المالك السابق الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والقاضية بطرد أي مدرب لا يحقق النتائج المرجوة.
في الموسمين اللذين شهدا إحراز تشيلسي دوري أبطال أوروبا، قام أبراموفيتش الذي امتلك النادي لمدة 19 عاماً بتغيير المدرّب منتصف الموسم. سيناريو تكرّر هذا الموسم مع إقالة الألماني توماس توخيل باكراً في أيلول الماضي.
سلسلة المباريات التسع التي لم يخسر فيها بعد تعيينه، باتت من الماضي بالنسبة لبوتر، في ظل ارتفاع منسوب الضغوط والمطالبة بتحقيق الانتصارات، رغم تركيز النادي على ضم كوكبة من اللاعبين الشبان القادرين على حمل الفريق في المستقبل.
قال بوتر: "لا يمكن الحديث عن الأمد الطويل، لأن هذا الأمر ليس موجوداً في كرة القدم. يجب أن تقرّ بوجود فترة طويلة الأجل، لكن هناك فترة قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل تشكل تحديات لنا على صعيد النتائج".
أضاف: "يجب أن نفهم ذلك، أن نذهب إلى دورتموند ونتحلى بالتواضع والاحترام، ونحاول تحقيق نتيجة جيدة".
الإخفاق القاري المحتمل قد يدفع مالكي النادي الأميركيين إلى إعادة النظر في تعيين بوتر، والبحث عن مدرب آخر قادر على تقديم عائد مناسب لاستثماراتهم الخيالية.