اجتاحت حُمّى الأوروغوياني لويس سواريز "سواريسمانيا" بورتو أليغري. بعد أربعة أشهر من وصول المهاجم الشهير المكنّى "بيستوليرو" إلى جنوب البرازيل، سجل أهدافاً وفيرة وفاز بلقبين، فيما تتهافت الجماهير على شراء قميصه الرقم 9.
نهار الأحد، سجل المهاجم البالغ 36 عاماً من ركلة جزاء هدف الفوز بلقب ولاية ريو غراندي دو سول لفريقه بمواجهة كاشياس (فاز 1-0 إياباً بعد تعادلهما 1-1 ذهاباً في النهائي).
أشعل هدف سواريز، الذي حمل الرقم 11 في 15 مباراة في مختلف المسابقات، حماس جماهير بورتو أليغري، التي قاربت 50 ألفاً واحتشدت في مدرجات ملعب "أرينا دي غريميو"، فهتفت فرحاً ملوّحة بأوشحة كتب عليها اسمه ورفعت اعلاماً تحمل صورته.
قالت ساندرا كوينتانا (66 عاماً) التي تشجع غريميو منذ نعومة أظافرها لوكالة "فرانس برس": "هو نجم يعشقه الجميع في مختلف أنحاء العالم ومن الرائع أن يكون معنا هنا".
بداية نارية
وصل سواريز إلى بورتو أليغري في كانون الثاني، بعد مغامرة قصيرة مع نادي طفولته ناسيونال الصيف الماضي، وساهم في تتويجه بلقب الدوري الأوروغوياني بتسجيله ثمانية أهداف في 14 مباراة.
وكان سواريز عاد إلى أميركا الجنوبية بعدما أمضى سنوات طويلة في "القارة العجوز"، حيث أدخل الرعب في خطوط دفاع الاندية الأوروبية، بقمصان أندية أياكس أمستردام الهولندي وليفربول الانكليزي وبرشلونة الإسباني.
أعادت بداياته النارية في البرازيل الروح للمهاجم الأوروغوياني، بعد الفشل الذي رافق منتخب بلاده في مونديال قطر، حيث خرج من دور المجموعات، فيما ظل سواريز صائماً عن التهديف.
ضرب "بيستوليرو" بقوة في مباراته الأولى في البرازيل، فهز الشباك ثلاث مرات خلال الفوز على ساو لويس 4-2 مفتتحا باكورة ألقابه مع غريميو بفوزه بالكأس السوبر لولاية ريو غراندي دو سول.
ورغم هذه الانجازات، اعتبر البعض انه يجب وضع إحصاءات سواريز المثيرة للإعجاب في منظورها الصحيح، حيث واجه فريقه بشكل أساسي منافسين متواضعين خلال المباريات الإقليمية.
وبعد مباراة في الكأس المحلية أمام فريق من الدرجة الثانية، ستبدأ الامور الجدية الأحد بمواجهة سانتوس الذي لعب في صفوفه الراحل الأسطورة بيليه ونيمار، وذلك ضمن منافسات المرحلة الأولى من الدوري البرازيلي والتي تشهد عودة غريميو إلى النخبة بعد موسم في الدرجة الثانية.
تأثير مالي
ولا يقتصر تأثير سواريز داخل ملاعب كرة القدم فقط، بل خارجها أيضاً.
فقد ارتفع عدد مشجعي النادي من 63 ألفاً عام 2022 إلى 95 ألفاً بداية نيسان، وهو رقم قياسي، كما أكد رئيس النادي ألبرتو غيرا لـ"فرانس برس".
قال غيرا أن متوسط الحضور في ملعب "أرينا غريميو"، حيث لعب الفريق مبارياته البيتيّة خلال البطولة الإقليمية، تضاعف مقارنة مع العام الماضي، وارتفع من 15 ألف مشجع إلى 30 ألفاً.
كما اجتاحت حُمّى سواريز أرقام المبيعات في المتجر الرسمي لغريميو، والتي ارتفعت حتّى 1.6 مليون يورو في الربع الأول، وهو تقريباً ضعف الرقم القياسي السابق، في نفس الفترة من عام 2018 بعد نشوة التكريس باللقب الأخير للنادي في كأس ليبرتادوريس نهاية عام 2017.
أضاف غيرا: "نبيع قمصاناً أكثر من المعتاد بثلاثة إلى أربعة أضعاف. لقد وصل سواريز إلى نهاية مسيرته، لكن لا يزال لديه الكثير ليمنحه"، مشدداً على أن الأوروغوياني وافق على القدوم إلى غريميو على الرغم من العروض المالية الأخرى "الأكثر جاذبية" في أوروبا أو المكسيك.
شبيه سواريز
لم تشذ كلمات سواريز عن رئيسه اذ قال بعد الفوز على كاشياس الأحد: "عندما قرّرت المجيء واللعب هنا، فذلك لأنني كنت أتوقع تجربة أشياء رائعة. أتيحت لي الفرصة للفوز بالعديد من (الألقاب) في مسيرتي، لكنني أريد المزيد".
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، اذ وصل الهوس في بورتو أليغري بشبيه سواريز وهو رافايل سيلفا (33 عاماً) بتقليده خلال تواجده حول أرجاء ملعب "أرينا دي غريميو" عن طريق اظهار أصابعه الثلاثة بيده اليمنى وهي الحركة التي اشتهر بها المهاجم الدولي بعد تسجيل الأهداف تكريماً لأطفاله الثلاثة.
قال هذا الموظف في إحدى شركات المبيعات عبر الإنترنت والذي يتم إيقافه بانتظام من قبل الجماهير لالتقاط الصور معه "تأثير سواريز كبير على مدينتنا".
يسير سواريز "الحقيقي" أحياناً في شوارع بورتو أليغري أو يتوقف عند محل لبيع المثلجات أو في سوبر ماركت مع زوجته وأطفاله.
ويعكس سواريز صورة الأب الحنون والودود، بعيداً من سمعته السيئة، حين عضّ الإيطالي جورجيو كيليني خلال كأس العالم 2014 والتي اقيمت حينها في البرازيل.