قرعت فرنسا جرس الإنذار الكروي، بعدما تجردت من لقب دوري الأمم الأوروبية اثر 236 يوماً من تتويجها باللقب القاري على حساب فرنسا، مسيرة قصيرة في النسخة الثالثة للبطولة الحديثة، قوامها مباريات أربع من دون أي انتصار.
خسارة بطلة العالم أمام وصيفتها كرواتيا 0-1 في المجموعة الثانية لدوري الأمم لم تكن منتظرة، حيث كان الفرنسيون يمنون النفس بأن يستعيد منتخب "الديوك" الكبرياء بعد الخسارة الاولى أمام الدنمارك فضلاً عن تعادلين مخيبين مع النمسا وكرواتيا، إلا أن كتيبة المدرب ديدييه ديشان خيبت الآمال.
وتعهد المدرب المتواجد على رأس المنتخب منذ عشرة أعوام، بإجراء "نقد ذاتي" من الآن وحتى موعد السفر في نهاية العام الى قطر من أجل الدفاع عن لقب أبطال العالم.
وأشار المدرب الى أنه لا يشعر بالقلق "سأحلل وأفكر بالأمور مع فريق عملي، لكن ستكون هناك حاجة الى الكثير من الأشياء إذا أردنا الحفاظ على مكانتنا. سيتعين علينا القيام بالكثير للتحضير للموعد النهائي الذي ينتظرنا (المونديال)". واضاف "يجب أن نجري أيضاً نقداً ذاتياً يبدأ من اللحظة التي لم نقم فيها بما هو ضروري لأن النتائج أثبتت أننا أخطأنا. أتمنى أن نتمكن من استعادة كل قوتنا وشخصيتنا وروحنا القتالية".
وحصد المنتخب الازرق نقطتين فقط من أربع مباريات في دوري الأمم الأوروبية هذا الشهر، في سلسلة من النتائج جعلتها تواجه الكثير من الشكوك قبل خمسة أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم.
عدم استقرار؟
وتحول ديشان من طريقة لعب "3-4-3" إلى "4-3-3" وأيضا طريقة "4-4-2"، مما يعطي الانطباع بأنه لم يقرر بعد كيف سيلعب أبطال العالم في قطر. لكن قائد فرنسا السابق قال إن فريقه افتقر للجاهزية البدنية بعد نهاية موسم مرهق، خاصة فيما يتعلق بكريم بنزيمة وإبراهيما كوناتي اللذين خاضا نهائي دوري أبطال أوروبا نهاية الشهر الماضي، فضلاً عن غيابات مؤثرة مثل بول بوغبا ورافايل فاران ونغولو كانتي ولوكاس هرنانديز. وأقر ديشان أن منتخب بلاده بحاجة إلى إظهار المزيد من قوة الشخصية إذا أراد الاحتفاظ باللقب في كانون الأول.
وقال مدرب فرنسا "لم نفعل ما يكفي لذلك علينا أن نسأل أنفسنا. ليس كل شيء أبيض وأسود. أتمنى فقط أن نتمكن من استعادة قوتنا البدنية وأن يستعيد اللاعبون روحهم القتالية". ومن بين اللاعبين الذين ظهروا بشكل محبط هو أنطوان غريزمان الذي لم يظهر بمستواه بعد موسم صعب. ورفع غريزمان رصيده إلى 108 مباريات دولية بقميص منتخب بلاده، متساوياً مع الأسطورة زين الدين زيدان، ليكونا في المركز السادس بقائمة أكثر اللاعبين تمثيلا لمنتخب فرنسا.
وقال ديشان الذي توفي والده قبل المباراة الافتتاحية أمام الدنمرك بقليل "كنا نفتقر للقوة والشخصية والطاقة. علينا أن نقبل ذلك وحتى أنا لم يكن لدي القوة لنقل هذه الطاقة إليهم".
وعلى الجانب الإيجابي، أثبت أوريلين تشواميني نفسه كلاعب أساسي في خط الوسط، حيث ستكون طاقته مهمة عندما تحاول فرنسا استكمال مشوارها في دوري الأمم بمباراتين أمام النمسا والدنمرك في أيلول في تجربتين مهمتين قبل كأس العالم. وقلل مهاجم ريال مدريد الجديد من أهمية دوري الأمم، قائلاً "بالطبع كانت لدينا طموحات أخرى، لكن لا يوجد ما يدعو للقلق.. كنا نفتقر إلى جوانب معينة، وعلينا أن نفعل ما هو أفضل.. لم يكن هذا هو الحال هذه المرة، علينا العمل أكثر". وأضاف: "لقد كانت مباريات تحضيرية، والمدرب (ديشان) أراد تجربة طرق اللعب.. وسيتعين علينا تعلم الدروس". وختم: "يجب ألا نشعر بالذعر ، كانت هناك ظروف مختلفة.. هذه ليست أعذار، لكننا سنظهر بشكل أفضل في التجمع المقبل".
وسيأمل ديشان بكل تأكيد أن يتولى بنزيمة وكيليان مبابي مسؤولية قيادة خط الهجوم.
أعظم الإنتصارات
وبتعادلها الاخير أمام فرنسا، اوقفت كرواتيا سلسلة الهزائم المتتالية أمام الاخيرة عند ثلاثة بعد سقوطه أمام منتخب "الديوك" 2-4 في المباراة النهائية لمونديال 2018 في موسكو، وبالنتيجة ذاتها خلال لقاء المنتخبين في دوري الأمم الأوروبية عام 2020 في "استاد دو فرانس"، قبل أن يخسر إيابا على أرضه 1-2.
وهو الفوز الاول لكرواتيا على فرنسا في 10 مباريات بينهما (6 هزائم وثلاث تعادلات)، وعلق مدربها زلاتكو داليتش قائلا "أهنئ اللاعبين. إنها المرة الأولى التي تفوز فيها كرواتيا على فرنسا في 10 مباريات، نحن سعداء جدا".
وأضاف "كانت هذه الأمسية إيجابية رغم أنني كنت متشائما قليلاً في البداية. كانت لدينا هذه العقدة بعد كأس العالم، لذا فهذا من أعظم انتصاراتي، أعتقد أن منتخب فرنسا هو من أفضل المنتخبات في العالم، وربما يكون أفضل منتخب في العالم. إنه يمر بفترة من الهزائم، لكنها نهاية الموسم، هناك إرهاق. أعتقد أن فرنسا تظل المرشح الأول لكأس العالم".
وسجل هدف كرواتيا الوحيد لوكا مودريتش من ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة، وهو الهدف الـ 22 لقائد كرواتيا في مباراته الدولية الـ 152.