سيحتضن استاد لوسيل، مُضيف نهائي كأس العالم 2022 في كرة القدم، حدثين تجريبيين على الأقل أو ربما ثلاثة، خلال الأشهر الأربعة المقبلة، التي تسبق انطلاق البطولة في قطر، بحسب ما أكد مدير المشروع المهندس تميم العابد لوكالة "فرانس برس".
وتستضيف الإمارة الغنية بالغاز للمرة الأولى في الشرق الأوسط النسخة الفريدة بتوقيتها الشتوي، من 21 تشرين الثاني إلى 18 كانون الأول 2022.
وأشار العابد إلى أن المسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة للمونديال، يبحثون عن التوقيت المناسب في الأجندة الدولية لحسم هذا الأمر.
وبخلاف ملعب لوسيل، انتهت قطر من تجربة الملاعب السبعة الأخرى في بطولات مختلفة مثل كأس العالم للأندية وكأس العرب ومسابقات محلية.
وأكد مدير المشروع أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا يشترط أن يكون الاستاد ممتلئاً على آخره بالجماهير خلال الحدث التجريبي، مؤكداً أن استضافة مباراة بنصف الطاقة الاستيعابية سيعتبر تجربة ناجحة جداً.
لكن العابد أردف، أن استقطاب الحدث التجريبي لحضور جماهيري كبير يمنح فرصة أكبر للمنظمين للعمل تحت الضغط، ويعرّف الطواقم التشغيلية على النواقص ونقاط الضعف لتلافيها مستقبلاً.
وبحسب العابد، تتراوح طاقة الملعب الاستيعابية بين 85 أو 86 ألف متفرج، بينها 80 ألفا مؤمن لهم رؤية غير محجوبة على الإطلاق لميدان اللعب، إضافة إلى ما يقارب 15 ألفاً من موظفين وعمال وطواقم إعلامية.
ويقع الاستاد، الذي سيستضيف، فضلاً عن النهائي، ست مباريات في دور المجموعات وثلاث مباريات من الأدوار الإقصائية من بينها إحدى مباراتي نصف نهائي، في مدينة لوسيل على بعد 15 كلم شمال وسط مدينة الدوحة.
ونفى العابد أن يكون التأخير في الافتتاح الرسمي قد تسبب بأية مشاكل أو تكلفة إضافية قائلاً: "بالعكس، التأخير يمنحنا مجالاً لتجربة المبنى والتأكد من كل الأنظمة، خصوصاً أن الاستاد مزود بأنظمة معقدة في التبريد والبث التلفزيوني، وهي تحتاج إلى تجارب عدة وصيانة مستمرة".
ولفت إلى أن الأحداث التجريبية تقدم الإفادة بالدرجة الأولى للمتطوعين والمسؤولين عن المداخل وإرشاد الجماهير والبوابات والمقاعد .
عبر الخط الأحمر
وفي رد على سؤال حول مستقبل الاستاد بعد انتهاء كأس العالم، قال العابد "هناك دراسات عن كيفية الاستفادة من المساحات الداخلية للمبنى مستقبلاً، فالملعب يشمل، إضافة إلى الأرضية والمدرجات، مساحات داخلية وغرف وانظمة وبنية تحتية"، لافتًا إلى أن "الدراسات قائمة لاستغلال المساحات المختلفة بما يحقق مردوداً مادياً، لكنها تبقى دراسات وأفكاراً تتطلب تثبيتاً بعد البطولة بما يحقق أيضًا الاستدامة والإرث".
ولم ينف العابد احتمال بقاء الاستاد كما هو بعد كأس العالم، مؤكداً أن "قطر ستستضيف مستقبلاً احداثاً عملاقة مثل دورة الالعاب الآسيوية 2030، ومن الممكن أن يبقى المبنى منشأة رياضية" .
وتطرق العابد إلى المساحات الخالية الواسعة حول الملعب، قائلاً: "الطاقة الاستيعابية الكبيرة للاستاد تتطلب انسيابية مريحة في تحركات الجماهير والوصول إلى البوابات وتوفير كافة الخدمات المطلوبة".
كما تحدث مدير المشروع عن آلية تدفق الجماهير إلى الملعب عبر المترو، فقال إن الوصول سيكون متاحاً عبر مسار الخط الأحمر وصولاً إلى محطة لوسيل التي تبعد 600 متر فقط عن البوابات الامنية للملعب، منوّهاً أيضاً أنه سيتعين على الجماهير الراغبة بالحضور عبر السيارات الخاصة أو الأجرة التوقف في محطة تبعد 3 كيلومترات عن الاستاد، على أن يتم توفير باصات خاصة لنقلها إلى الملعب.
واستوحي تصميم الملعب من تداخل الضوء والظل الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس. كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.