اعتبر نجم كرة اليد الفرنسي المجنّس قطرياً برتران روانيه أن منتخب قطر لكرة القدم يستطيع "تحقيق المفاجأة" في كأس العالم التي يستضيفها على أرضه، لكنه سيصعب عليه تكرار انجاز نظيره منتخب كرة اليد وصيف بطولة العالم التي استضافها أيضاً عام 2015.
وهنا الحوار الذي أجرته معه وكالة "فرانس برس":
سؤال: يؤخذ على قطر أنها دولة لا تملك ثقافة رياضية. بعد مرور 10 سنوات على تواجدك في قطر ما هو رأيك؟
جواب: "عندما حظيت قطر بشرف استضافة بطولة العالم لكرة اليد، لم نكن نعرف أين تقع على الخريطة. كنا نقول في أنفسنا، "ما هذه الدولة وكل ما إلى ذلك"، ثم وصلت إلى هنا صيف عام 2012 ورأيت الوجه الآخر من البلد. قطر دولة صغيرة تحاول تعويض الوقت الضائع، لكن لا تستطيع تعويض 200 سنة في 10 أعوام. توجّه (القطريون) نحو الرياضة، المسؤولون يريدون القيام باشياء، لكنهم يأتون من بعيد. نحن نتكلم عن بلد صغير وانا اتفهم الانتقادات. تنظيم بطولة العالم لكرة اليد اسهل بكثير من الناحية التنظيمية. أما كرة القدم، فهي أحد اكثر الأحداث الرياضية متابعة واعتقد بان الأمور ستكون معقّدة بعض الشيء بالنسبة إلى دولة صغيرة لتنظيم حدث بهذه الضخامة".
س: لكن مونديال كرة اليد عام 2015 نجح في تعبئة الجمهور المحلي، اليس كذلك؟
ج: "في البداية وفي منتصف الأسبوع، كانت الأمور معقدة كما هي الحال في جميع الأماكن. لكن تدريجياً ومع فوزنا بالمباراة تلو الاخرى، بدأ الجمهور يتوافد إلى الصالات. رأيت القطريين شغوفين أكثر من أي وقت في السابق، لا سيما بأنهم عموما محافظون. اعتقد انهم سيذهبون إلى الملاعب لمتابعة مباريات كرة القدم. إنه حدث أعلى قيمة من كرة اليد. سيأتي القطريون، لكن إذا تخطى المنتخب المحلي دور المجموعات، سنشهد اهتماماً أكبر خلف المنتخب".
س: كما هي الحال مع منتخب كرة القدم، كنتم تخوضون معسكرات طويلة الأمد سنوياً. ما هي الفائدة من ذلك؟
ج: "نعمل بنظام الأندية لأننا نتدرّب على مدى خمسة أشهر سوياً كل يوم تقريباً وبالتالي نملك وقتاً أكبر للاستعداد مقارنة مع المنتخبات الأوروبية. الفارق ضخم، وقد لمسنا ذلك في كل بطولة. في البداية قالوا، "لقد قاموا بتجنيس لاعبين أجانب وأمور مماثلة"، لكننا واجهنا منتخبات تضم في صفوفها أبرز اللاعبين في الأندية الاوروبية ونجحنا في منافستها أو التغلب عليها. هذا الأمر تحقق بفضل التدريبات اليومية".
س: هل تعتقد أن المنتخب الكروي يستطيع تحقيق المفاجأة في مونديال 2022 على غرار ما فعلتم أنتم عام 2015؟
ج: "في كرة اليد، الفريق الأفضل يفوز دائماً. أما في كرة القدم، فان أي فريق قد يكون الأفضل لكنه لا يتمكن من التسجيل، ثم تحصل على ركلة ركنية وتسجل منها وبالتالي يستطيع تحقيق المفاجأة، لكن سيكون الأمر معقداً في أن يحذوا حذونا. اعتقد انه لو لم تنجح قطر في الاعتماد على لاعبين أجانب لكان من الصعب أن تقدّم العروض التي قدمتها في كرة اليد. في منتخب كرة القدم، لا يوجد سوى لاعبين قطريين ولدوا في قطر أو وصلوا إلى هنا في سن مبكرة. ثمّة لاعبون جيّدون جداً، لكن عندما تخوض مباريات على مستوى عالمي تختلف الأمور. يلعبون على أرضهم ويتعيّن عليهم الاستفادة من اللحظة، يجب ألا يشعروا بالتوتر. هذا ما قمنا به في كرة اليد وقد احببنا ما قمنا به. واذا لم تأخذ المنتخبات الأخرى المنتخب القطري على محمل الجد هنا يمكن أن تتحقق المفاجأة".