النهار

بين الغزو الروسي والهزات الأرضية... شاختار يتطلع للقاء رين
المصدر: "أ ف ب"
بين الغزو الروسي والهزات الأرضية... شاختار يتطلع للقاء رين
لاعبو شاختار.
A+   A-
انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الغزو الروسي، ومعسكرهم التدريبي في تركيا "اهتز" بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد، ما يجعل لاعبي شاختار دانييتسك الأوكراني "يتطلعون للتواجد في أرض الملعب" من أجل مواجهة رين الفرنسي الخميس في ملحق "يوروبا ليغ"، وفق ما أفاد المهاجم أولكسندر زوبكوف لوكالة "فرانس برس".
 
تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في صدمة وذعر داخل النادي وفي جميع أنحاء البلاد، وذلك في سيناريو سبق أن اختبره شاختار الذي وجد نفسه مضطراً للعب خارج مدينته، بسبب النزاع القائم في دونباس بين الانشقاقيين المدعومين من موسكو وحكومة كييف منذ عام 2014.
 
بعدما اعتمد لفيف مقراً لمبارياته البيتية، انتقل شاختار إلى خاركيف قبل أن يستقر منذ 2020 في العاصمة كييف، ليدخل مجدداً في مرحلة جديدة من عدم اليقين فرضها الغزو الروسي على البلاد والنادي المملوك من قبل الملياردير رينات أحمدوف.
 
وهذه المرحلة من عدم اليقين تحدث عنها جناحه الدولي زوبكوف، قائلاً لـ"فرانس برس" عشية زيارة رين في ذهاب الملحق الفاصل المؤهل إلى ثمن نهائي "يوروبا ليغ"، إنها: "المرة الثانية التي يريدون فيها طردي من منزلي. أولاً من منطقة دانييتسك والآن من البلد بأكمله، إنه أمر لا يصدق".
 
وُلِدَ ابن الـ26 عاماً في منطقة دانييتسك وتأسّس كروياً في شاختار الذي أعاره لماريوبول، إحدى المدن الأكثر تأثراً بالغزو الروسي، لكنه انضم إلى فيرينتسفاروش المجري في أوائل صيف 2019 على سبيل الإعارة، ثم بعقد نهائي خلال مشوار أحرز فيه لقب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس مرة واحدة وخاض معه دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021.
 
لكن في آب الماضي قرر العودة إلى شاختار بعقد يمتد حتى 2027 في "خيار رياضي" قبل كل شيء وفق ما أفاد "فرانس برس"، كاشفاً أنه وبعد موسم أول ناجح في المجر واجه صعوبات مع المدرب الجديد و"اخترت كرة القدم وأنا سعيد جداً بهذا القرار".
 
"شيء غريب"
ورغم رحيل معظم لاعبيه الأجانب بسبب الغزو الروسي المستمر منذ قرابة عام، واضطراره الاعتماد على جيل من الشباب في دوري محلي يخوضه عدد كبير من الأندية بعيداً عن الديار، فيما تقام المباريات القارية بعيداً عن البلاد بأكملها، أبلى شاختار البلاء الحسن رغم ما يمر به.
 
خلال دور المجموعات من دوري الأبطال، فاز الفريق الأوكراني على أرض لايبزيغ الألماني 4-1 وسجل هدفين في مرمى العملاق ريال مدريد الإسباني الذي فاز بصعوبة على أرضه 2-1 وتعادل إياباً في بولندا 1-1.
 
وفي المباراتين، كان زوبكوف على موعد مع الشباك، لكن هدف الذهاب على "سانتياغو برنابيو" يبقى عالقاً في الأذهان إذ جاء من مقصية أكروباتية رائعة.
 
وتطرق الجناح الأوكراني إلى هذا الهدف الرائع، قائلاً: "كنا في نهاية الشوط الأول وكانوا يضغطون علينا، ما جعلنا نمضي وقتنا في مطاردة الكرة، لم أدرك حتى في ذلك الوقت أني سجلت هدفاً جميلاً".
 
وكما جرت العادة في فصل الشتاء الصعب جداً في أوكرانيا، توقف الدوري المحلي منذ تشرين الثاني.
 
وبما أن شاختار معتاد على المشاركة القارية وبالتالي يحتاج إلى مواصلة تمارينه في أجواء مناخية مناسبة، اختار بيليك على الساحل الجنوبي لتركيا من أجل معسكر تدريبي استمر لقرابة شهر.
 
لكن لسوء حظ ضرب الزلزال الذي تسبب بدمار هائل الأسبوع الماضي على بعد 500 كيلومتر شرق بيليك.
 
وروى زوبكوف ما مرّ به ورفاقه، قائلاً: "استيقظت في الرابعة صباحاً وشعرت بشيء غريب. كانت المرة الأولى بالنسبة لي. لم أكن خائفاً لكنه لم يكن شعوراً لطيفاً".
 
"بارقة أمل صغيرة"
لكن الفريق خرج سالماً وعاد إلى وارسو من أجل معسكر تحضيري أخير قبل استئناف المشوار القاري وزوبكوف: "متحمس جداً. جميعنا في حالة جيدة، مستعدون بدنياً. نتطلع للتواجد في أرض الملعب".
 
ويتعين على شاختار اكمال المشوار ناقصاً عنصراً مؤثراً جداً بشخص ميخايلو مودريك، صاحب 18 هدفاً في 18 مباراة خاضها مع الفريق منذ بداية الموسم، إذ غادره إلى تشيلسي الإنكليزي الشهر الماضي في صفقة بلغت 70 مليون يورو، إضافة الى 30 مليون يورو كمكافآت محتملة.
 
وسيتبرع شاختار بقرابة 25 مليون يورو لمساعدة الجنود الأوكرانيين وأقاربهم.
 
وأقر زوبكوف بشأن مودريك: "بالطبع نفتقده لأن لديه موهبة كبيرة... لكن شاختار هو فريق حيث عندما يغادر لاعب ما يتقدم شخص ما ليحل محله. لقد رأينا العديد من الأمثلة".
 
رحيل مودريك جعل زوبكوف نفسه تحت المزيد من الضغط: "لكني أحب ذلك. الضغط جزء من كرة القدم وهو يجعلني أقوى".
 
وكما حال دينامو كييف الذي واجه رين في دور المجموعات من "يوروبا ليغ"، يعلم زوبكوف أن باستطاعة شاختار الاعتماد على دعم جميع الأوكرانيين وليس فقط مشجعي النادي لأنه: "في هذه الأوقات الصعبة لبلدنا، قد تكون هذه المباراة بمثابة بارقة أمل صغيرة".

اقرأ في النهار Premium