حقق المغرب إنجازاً تاريخياً، بعدما بات أول منتخب عربي يشارك في نهائيات كأس العالم للسيدات، من خلال تأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي يستضيفها على أرضه في مدينتي الرباط والدار البيضاء، بفوزه على بوتسوانا 2-1 في ربع النهائي.
وتقام النسخة المقبلة من كأس العالم للسيدات بين 20 تموز و20 آب 2023 في نيوزيلندا وأوستراليا.
ولطالما كانت مشاركات المنتخبات العربية للسيدات خجولة، سواء في قارتي آسيا وأفريقيا، بسبب التأثير المجتمعي على اللاعبات واعتبار أن كرة القدم، خصوصاً والرياضة عموماً، ذكورية، إلا أن "الكرة الناعمة" تتطور على نحو كبير في المنطقة العربية، ولا سيما لدى عرب "القارة السمراء"، ويعكس المنتخب المغربي هذا التطور بالتأهل إلى النهائيات العالمية.
الانجاز العربي غير المسبوق أخرج المغاربة إلى الشوارع احتفالاً، كما انه عكس التألق الكروي المغربي هذا العام، بعد تأهل منتخب الرجال إلى نهائيات كأس العالم في قطر، وتتويج الوداد بلقب دوري الأبطال ونهضة بركان بطلاً لكأس الاتحاد (الكونفدرالية)، إضافة إلى تتويج منتخب كرة القدم للصالات "فوتسال" بلقب كأس العرب بعد اللقب القاري.
وسطرت "لبؤات الأطلس" الانجاز بفوزهن الصعب على بوتسوانا 2-1 على ملعب "الأمير مولاي عبد الله" في العاصمة الرباط أمام زهاء 40 ألف متفرج، في الدور ربع النهائي للبطولة القارية التي تقام لأول مرة في منطقة الشمال الأفريقي العربية.
ويدين الفريق المضيف الى سناء مسعودي ولاعبة وسط ليفانتي الاسباني ياسمين امرابط اللتين سجلتا الهدفين في المرمى البوتسواني، كما تألقت القائدة غزلان الشباك، نجلة اللاعب الدولي السابق العربي الشباك، فضلاً عن حارسة المرمى خديجة الرميشي.
ويلتقي المنتخب المغربي في الدور نصف النهائي، الاثنين، مع نظيره النيجيري، الفائز على الكاميرون 1-0 في ربع النهائي، فيما ستكون المواجهة الثانية في دور الأربعة في اليوم ذاته بين زامبيا وجنوب أفريقيا الفائزين على السنغال بركلات الترجيح 4-2 (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) وتونس 1-0 توالياً.
ولم يقف الحظ إلى جانب المنتخب التونسي لخطف بطاقة مباشرة ثانية للعرب في المونديال، بعد خسارته أمام جنوب أفريقيا.
"لم ننتهِ بعد"
وتتأهل إلى نهائيات كأس العالم المنتخبات التي وصلت إلى المربع الذهبي في البطولة الأفريقية، على أن يخوض المنتخبان الفائزان من ملحق التعويض في النهائيات القارية، الأحد، بين السنغال وتونس من جهة وبوتسوانا والكاميرون من جهة أخرى، ملحقاً دولياً يقام بنظام التجمع من ثلاث مجموعات في نيوزيلندا بين 18 و23 شباط 2023 وتتأهل عنه إلى المونديال المنتخبات الثلاثة الأولى.
وقالت الشباك، بعدما اختيرت أفضل لاعبة في المباراة: "لا أستطيع وصف شعوري بعدما حققنا إنجازاً تاريخياً، ينبغي أن أشكر كل القيمين على المنتخب والشكر الأكبر لزميلاتي اللاعبات اللواتي أثبتن أنهم رجال في الملعب".
أضافت: "هذا التأهل هو نتيجة العمل لسنوات كثيرة، حققنا حلم العديد من الناس، لم ننته بعد، نريد الوصول إلى النهائي ورفع الكأس".
طموح القائدة جاء مطابقاً لأهداف المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، لاعب وسط "الديوك" في التسعينيات الذي أضحى يهدف لنيل اللقب الأول في تاريخ المغرب ودول شمال أفريقيا، برغم المواجهة الصعبة والمرتقبة، الاثنين المقبل، ضد نيجيريا حاملة اللقب في 11 نسخة من أصل 13 منذ انطلاق المسابقة عام 1991.
وأكد بيدروس أن الهدف الأول قد تحقق بالتأهل الى المونديال وكشف عن جاهزية "اللبؤات" لخوض مباراة نصف نهائي وضمان بطاقة العبور إلى المشهد الختامي.
أضاف: "هدفنا الآن هو الذهاب إلى النهائي. سنلعب للفوز على الخصم أياً كان، وتبقى الأمور بأيدينا لحسم التأهل".
وأقر مدرب "النسور الخضراء" الأميركي راندي والدروم بصعوبة المواجهة ضد "لبؤات الأطلس"، قائلاً: "خضنا مباراة صعبة أمام خصم قوي، لكن عرفنا كيف نحسم الأمور، الآن سنركز على مباراة المغرب. إنه منتخب قوي ويملك لاعبات جيدات، قوة الخصم تكمن في الضربات الثابتة".
وأردف: "المنتخب المغربي سيحظى بدعم كبير من الجمهور، لكننا سندافع عن حظوظنا من أجل بلوغ النهائي والتتويج".
وهنأ الاتحاد الأفريقي "كاف" المنتخب المغربي بالتأهل إلى كأس العالم، مشيداً بالمستوى العام للفريق خلال البطولة القارية بعدما حقق أربعة انتصارات متتالية.
وكتب الاتحاد: "كل خطوة من مسيرة الفريق المضيف في كأس أمم أفريقيا للسيدات، منذ اللحظة التي وصل فيها المغاربة إلى الملعب، يمكنك أن ترى تركيزهم على تحقيق الفوز".
وأشاد "كاف" بالحضور الجماهيري، كاتباً: "صفحة التأهل لكأس العالم طويت بالنسبة للمغرب، ولكن في +كان (البطولة القارية)+ لم ينتهوا من الحلم بعد".