ستكون الأنظار شاخصة، السبت، على الإيطالي مارسيل جاكوبس، البطل الأولمبي المفاجأة، وثلة من الأميركيين يتقدمهم كريستيان كولمان، عندما يتنافسون على ملعب "هايوارد فيلد" في يوجين على لقب أسرع عداء في العالم في الدور النهائي لسباق 100 م للنسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى.
وتنتظر الجماهير عموما وكولمان على الخصوص هذه المواجهة الثأرية منذ بطولة العالم داخل قاعة في بلغراد في آذار الماضي عندما نجح جاكوبس في حرمان كولمان من الاحتفاظ بلقبه بطلا للعالم في سباق 60 م.
قطع جاكوبس مسافة السباق بزمن 6.41 ثوان وهو التوقيت ذاته الذي حققه الأميركي العائد إلى المنافسات بعد غياب 18 شهراً بسبب الإيقاف لخرقه قواعد المنشطات، لكن الإيطالي نال الذهب بفضل الصورة النهائية "فوتو فينيش".
اعتُبِر كولمان بعد تتويجه بذهبية 100 م في مونديال الدوحة 2019، من أبرز المرشحين للهيمنة على سباقات السرعة في حقبة ما بعد الأسطورة الجامايكي أوساين بولت، لكن ثلاثة انتهاكات لالتزامات مكافحة المنشطات، مرادفة لمدة عامين من الإيقاف، تم تخفيضها إلى 18 شهرًا، أوقفت مسيرته الصاروخية ما أدى الى غيابه عن أولمبياد طوكيو الصيف الماضي.
لن يكون كولمان الأميركي الوحيد المنافس لجاكوبس المولود في الولايات المتحدة من أب أميركي وأم إيطالية، بل هناك ثلاثة آخرين ويتعلق الأمر بفريد كيرلي ومارفين برايسي وترايفون بروميل، وجميعهم يرغبون في تأكيد استعادة بلادهم لسيطرتها على اللقب العالمي في النسختين الأخيرتين بعدما أطاحت بهم جامايكا لأربع نسخ متتالية بقيادة "الإعصار" أوساين بولت (2009 و2013 و2015) ويوهان بلايك (2011).
وتعتبر الولايات المتحدة الأكثر تتويجا باللقب العالمي في سباق 100 م حيث نالته 10 مرات من أصل 17 نسخة، وأفلت منها 7 مرات فقط بينها 4 مرات لجامايكا ومرة واحدة لكل من بريطانيا (لينفورد كريستي) وكندا (دونوفان بايلي) وسانت كيتس ونيفيس (كيم كولينز).
وتمني الولايات المتحدة النفس في التتويج باللقب العالمي الثالث تواليا للمرة الثالثة، بعد الاولى بين 1983 و1991 والثانية بين 1997 و2001.
أرقام مذهلة لكيرلي
سخر العديد من الخبراء عندما قرر كيرلي العام الماضي الانتقال من المنافسة في سباق 400 م إلى 100 م، لكن الأميركي الفارع الطول وصاحب البنية القوية أثبت صوابه بتتويجه بفضية اولمبياد طوكيو وسيكون العداء الذي يجب قهره وحرمانه من أول ذهبية فردية له على المسرح العالمي.
حقق كيرلي مسيرة رائعة في سباق 400 م توج خلالها باللقب المحلي مرتين وبرونزية مونديال الدوحة 2019 وذهبية وفضية التتابع 4 مرات 400 م.
خاض كيرلي 7 سباقات هذا العام نزل في جميعها تحت حاجز 10 ثوان آخرها بملعب هايوارد في يوجين في 24 حزيران الماضي خلال التجارب الأميركية حيث حقق في غضون ساعتين، أفضل رقم شخصي وقدره 9.76 ث في نصف النهائي ثم 9.77 ث في النهائي.
ويعتبر كيرلي واحد من ثلاثة رجال فقط، إلى جانب مواطنه مايكل نورمان والجنوب إفريقي وايد فان نيكيرك، نزلوا تحت حاجز 10 ثوان في 100 م و20 ثانية في 200 م و44 ثانية في 400 م.
علامات استفهام حول جاكوبس
تطرح علامات الاستفهام حول جاهزية جاكوبس لتأكيد احقيته باللقب الأولمبي أو على الأقل الفوز بإحدى الميداليات، خصوصاً عقب توقف موسمه في الهواء الطلق بسبب الإصابات، مما أجبره على الانسحاب من العديد من اللقاءات الدولية بينها يوجين وروما وأوسلو وستوكهولم ضمن الدوري الماسي.
في آخر ظهور له، في 26 حزيران الماضي، توج باللقب المحلي الخامس بزمن متواضع بلغ 10.12 ث، لكنه كتب عبر حسابه في "إنستغرام": "سأكون في يوجين لاختبار الوضع. أنا أول من يريد الصعود على قمة منصة التتويج، من أجلي وأجلكم جميعًا".
وأكد الاتحاد الايطالي قبل يومين في بيان: "سيشارك البطل الأولمبي في تصفيات 100 م المقررة الجمعة. اتُخذ القرار بعد نقاش بين العداء، مدربه باولو كاموسّي والمدراء الفنيين في الفريق الإيطالي، بعد اخبار مطمئنة من المعسكر في بيفرتون، بالقرب من بورتلاند".
الثالثة ثابتة لتينتوغلو؟
يمني اليوناني ميلتياديس تينتوغلو، البطل الأولمبي في مسابقة الوثب الطويل، النفس بأن تكون مشاركته الثالثة في العرس العالمي موفقة من أجل الظفر باللقب، الذي استعصى عليه في النسختين الأخيرتين.
حصد اللاعب اليوناني البالغ من العمر 24 جميع الألقاب الممكنة في الهواء الطلق وداخل قاعة إن كان قاريا أو دوليا باستثناء اللقب العالمي في الهواء الطلق.
حل في المركز التاسع عشر في التصفيات عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا في لندن عام 2017 والعاشر في الدور النهائي في الدوحة عام 2019.
يبني تينتوغلو آماله على فوزه الدراماتيكي بذهبية اولمبياد طوكيو الصيف الماضي عندما حقق 8.41 م في محاولته الأخيرة، متقدما على الكوبيين خوان ميغل إيتشيفاريا ومايكل ماسو.
لم يتعرض للهزيمة بعد في موسم الهواء الطلق، محققا ثمانية انتصارات من أصل ثمانية.
منافسة بولندية في رمي المطرقة
سيطر البولنديان فويتشخ نوفيتشكي وباول فاديك على مسابقة المطرقة. تواجها 113 مرة خلال مسيرتهما الاحترافية، حيث تفوق فاديك 88 مرة.
توج فايديك باللقب العالمي في النسخ الأربع الأخيرة، فيما حصل نوفيتشكي على الميدالية البرونزية ثلاث مرات، لكنه تفوق على فايديك في دورة الألعاب الاولمبية في طوكيو الصيف الماضي، وبالتالي ستكون مواجهتهما السبت ثأرية لفايديك الساعي الى اللقب العالمي الخامس تواليا.
ويملك نوفيتشكي أفضل رقم في المسابقة هذا العام (81.58 م) أمام فايديك (80.56 م).
وستكون البطلة الاولمبية الصينية غونغ ليجياو مرشحة فوق العادة للظفر بالذهب العالمي في مسابقة رمي الكرة الحديد.
عقب اعتزال النيوزيلندية فاليري آدامز في وقت سابق من هذا العام بعد مسيرة لامعة، باتت ليجياو هي المرأة الحديدية للمسابقة.
ستخوض ليجياو البالغة من العمر 33 عاما غمار بطولة العالم للمرة الثامنة على التوالي وستتنافس على الميدالية السابعة في إنجاز غير مسبوق، علما أنها تحمل الرقم القياسي في عدد الميداليات في المسابقة: 6 بينها لقبان عالميان وفضية وثلاث برونزيات.
غموض بخصوص حسن
يلف الغموض مشاركة الهولندية سيفان حسن ودفاعها عن اللقب العالمي لسباق 10 الاف م المقرر السبت.
ولم تشارك حسن صاحبة الانجاز التاريخي في دورة الالعاب الاولمبية الصيف الماضي، عندما ظفرت بالمعدن الأصفر في سباقي 5 و10 الاف م، في أي سباق هذا العام.
وقال مدربها تيم روبيري إنها مسجلة في ثلاثة سباقات في يوجين هي اضافة الى 5 و10 الاف م، 1500 م التي تبدأ تصفياته الجمعة، موضحا أن "الهولندية الطائرة"، ستتنافس في سباقين فقط، لكنها ستقرر في اللحظة الأخيرة أيهما.
أضاف: "من وجهة نظر شخصية، تحاول سيفان ألا تشارك في سباقات كثيرة حتى لا تتعب مع اقتراب أولمبياد باريس 2024".