النهار

"الشانفيل" بين الأمس واليوم... أمجاد وأوجاع!
المصدر: "النهار"
"الشانفيل" بين الأمس واليوم... أمجاد وأوجاع!
تعبيرية.
A+   A-
لم يكن مقبولاً ما شاهدناه خلال لقاء فريقي ليدرز والمريميين ديك المحدي "الشانفيل" في مباراة مؤجلة من المرحلة الخامسة ذهاباً من منافسات بطولة لبنان "سنيبس تشيبس" بكرة السلة لنوادي الدرجة الأولى للرجال. 
 
استحق فريق ليدرز الفوز، وهذا الأمر غير قابل للنقاش، لكن المفاجأة كانت الصورة التي ظهر فيها فريق "الشانفيل" التي لا تشبه تاريخه ولا سجله!
والكلام عن نادي المريميين ديك المحدي "الشانفيل" صاحب الأمجاد والألقاب في اكثر من لعبة يطول ويطول، إنما الحديث عن فريق كرة السلة للرجال يمكن اختصاره بعبارة "المهزلة".
 
مؤلم وموجع ما يحصل في فريق كرة السلة في النادي المتني الذي بنى أمجاده على مدى سنوات طويلة من تعب وعرق وجهد لاعبين وإداريين ومدربين وممولين ورؤساء فخريين وجمهور آمنوا بالنادي واستثمروا فيه كل حسب طريقته وأسلوبه ووفق إمكاناته، فكانت المسيرة طويلة ومليئة بالكثير من الوجع والألم والعراقيل والمطبات والمشاكل لكنها تكللت بالوقوف على منصات التتويج المحلية والعربية والقارية مرات ومرات، وبلقب الدوري ومسابقة الكأس وكأس السوبر وبطولة غرب آسيا وغيرها…
 
لقد مر على فريق الشانفيل لاعبون ومدربون محليون وأجانب من الصف الأول، وضعوه في المقدمة منافساً دائماً على الألقاب في كل البطولات، فاستقطب النادي جمهوراً كبيراً من مختلف المناطق أحب الفريق وأحب لاعبيه، جمهور كان يملأ قاعة النادي المقفلة وغالبيته من عائلات وطلاب المدرسة والقدامى وأهالي الطلاب واللاعبين، ومن محبي اللعبة، جمهور كان يدعم فريقه في كل الظروف والأوقات من دون تردد.
 
ما يحصل اليوم محزن، لا بل مخجل… أن يصار إلى هدم كل هذا التاريخ بسبب تعنت صاحب مصالح شخصية! ولغايات وأهداف غير رياضية! أمر غير مقبول!
والمؤسف أن هدم تاريخ استغرق بناؤه سنوات وسنوات، يحصل على يد شخص يتحكم "بالصغيرة والكبيرة" في الإدارة، ويتدخل بشؤون الفريق والجهاز الفني وينفرد بالقرارات من دون حسيب أو رقيب، يمنع الاستقرار الفني، فلا يمر موسم من دون تغيير اكثر من مدرب، فقط لأنه يريد زج النادي في مشاكل لا علاقة له بها، وتصفية حسابات ولو كانت على حساب النادي وعلى حساب نتائجه وسجله وتاريخه، غير آبه بالجمهور العريض الذي كان ولا يزال يحب فريق "الشانفيل"، لكنه مبتعد بسبب السياسات الخاطئة والقرارات غير المسؤولة التي أدت إلى تراجع الفريق في شكل مخيف ومرئي حتى بلغ الأمر تغيير اسم النادي وتغيير ملعبه ونقله من "قلب" المدرسة في منطقة ديك المحدي إلى مدينة جونية وتحديداً الى "قلب" نادي المركزية.
نعم، فريق "الشانفيل" لكرة السلة ليس ملك فرد أو شخص، هو ملك جمهور أحب الفريق لكنه قرف وتعب من عملية الهدم العشوائي للفريق الذي كان في الأمس القريب قبلة الأنظار بتعاقداته المحلية والخارجية. 
 
كفى "استهتار"، كفى "لا مبالاة"، كفى "ولدنات" ما يحصل لا يضر بأحد سوى بالفريق، ولا يشوه صورة أحد سوى صورة الفريق. مؤسف أن يتحول "الشانفيل" من فريق تخشاه وتهابه كل الفرق، إلى فريق يخسر بسهولة أمام كل الفرق.
 
وللرئيس أكرم صفا نقول ونسأل، هل أنت راضٍ عن صورة الفريق ونتائجه في عهدك؟ هل أنت راضٍ عن غياب الجمهور وابتعاده؟ ألم تحمل يوم توليك رئاسة النادي شعار "استعادة الأمجاد وإسعاد الجمهور؟". ألم يحن الوقت لوقف الانتحار؟ ألم يحن الوقت لوقف الانحدار؟ ألم يحن الوقت لتتدخل لوقف كل هذه المهازل؟ مكامن الخلل معروفة، وانت والجميع تعرفونها، وإذا التبست عليك اسأل كل من تعاقب على الفريق من مدربين ولاعبين، فالجواب واضح.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium