النهار

ثلاثة عقود من "بريميير ليغ"... بطولة "تبيض ذهباً"!
المصدر: "النهار"
ثلاثة عقود من "بريميير ليغ"... بطولة "تبيض ذهباً"!
الدوري الإنكليزي.
A+   A-
لم يولد الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم "بريميير ليغ" عملاقاً، محطات كثيرة رافقت الإنطلاقة ورويداً رويداً سحب البساط من تحت الدوريات الكبرى مثل الغيطالي الذي كان يسمى "جنة كرة القدم" والاسباني والالماني ليحظى بلقب الاقوى.

مرّت 30 سنة على انطلق الشكل الحال للبطولة، وباتت أهم مسابقة ترفيهية للعبة في العالم. وفي عام 1992، تجاوزت الأندية الكبرى 104 أعوام من التقاليد بالانفصال عن دوري كرة القدم وإنشاء "دوري السوبر" المثير للجدل والذي سيحافظ على دخله الخاص بدلا من مشاركته مع كافة أندية الأقسام الأربعة المحترفة.

وأصبحت هذه الخطوة حقيقة واقعة فقط لأنها كانت مدعومة من قبل الاتحاد الإنكليزي وهو قرار اعتبره العديد من الفرق الصغيرة خيانة وكذلك شركات التلفزيون المحلية التي ينظر إليها بريبة من قبل المشجعين المتشككين. ثم حصلت محطة سكاي التلفزيونية التابعة لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ على حقوق البث، وشرع في الترويج بشكل كبير للدوري الذي كان مدفوعا منذ إنشائه بعائدات البث. ودفع الأسلوب الأميركي في الترويج شعبية اللعبة إلى مستويات جديدة.

وقال تيدي شرينغهام صاحب أول هدف تم بثه في الدوري الجديد لصالح نوتنغهام فورست ضد ليفربول "لا أعتقد أننا جميعا أدركنا تماما ما كان سيصبح عليه الدوري الإنكليزي الممتاز قبل 30 عاماً. لقد كان شيئا جديدا وأوقاتا مثيرة. كانت هناك فتيات يرقصن ليلة الاثنين وكان كل شيء مشجعا".

مع مرور الوقت، سمح دخل التلفزيون للأندية بجذب أفضل اللاعبين من جميع أنحاء العالم مما أدى بدوره إلى جذب الاهتمام في الخارج. وكان هناك 13 لاعبا فقط من خارج بريطانيا في الجولة الافتتاحية من الموسم الأول للدوري الإنكليزي الممتاز عام 1992، لكن في السنوات الثلاثين التالية ظهر لاعبون من 120 دولة في الدوري و63 جنسية ممثلة في الموسم الماضي.

ويتم بث المسابقة الآن إلى 800 مليون منزل في 188 دولة وأكثر من 400 قناة تعرض المباريات، ويبلغ عدد المتابعين للدوري الإنكليزي الممتاز وأنديته على وسائل التواصل الاجتماعي ما يقرب من مليار متابع.

وهذا العام، وللمرة الأولى، سيحقق الدوري الممتاز إيرادات من صفقات البث الخارجية أكثر من السوق المحلية. وعند إبرام جميع الصفقات، تتوقع رابطة الدوري الممتاز أن تحقق مبيعات الحقوق الأجنبية 5.3 مليار جنيه إسترليني (6.40 مليار دولار) خلال المواسم الثلاثة المقبلة مع 5.1 مليار جنيه تم جنيها من محطات البث في المملكة المتحدة.

على الرغم من ظهور 50 ناديا في الدوري، فمن غير المستغرب أنه يهيمن عليه بشكل متزايد أندية المدن الكبرى.

وفازت سبعة أندية من مدن كبرى بالدوري باستثناء بلاكبيرن روفرز وليستر سيتي فقط القادمين من خارج المدن الكبرى.

وسيطر مانشستر يونايتد على السنوات الأولى، حيث فاز بسبعة من الألقاب التسعة الأولى تحت قيادة المدرب أليكس فيرجسون في حقبة خاض خلالها الفريق معارك ملحمية مع فريق المدرب أرسين فينغر،أرسنال، الفائز بأعوام 1998 و 2002 و 2004.

وفاز ناد آخر من لندن، هو تشيلسي، بدعم من الروسي رومان أبراموفيتش، بلقبين متتاليين تحت قيادة جوزيه مورينيو في 2005 و2006 قبل عودة يونايتد للسيطرة بفضل لاعبين مثل وين روني وكريستيانو رونالدو.

وسيطر مانشستر سيتي، تحت قيادة الاسباني بيب غوارديولا، في السنوات الأخيرة حيث فاز بأربعة ألقاب من آخر خمسة وخلال هذه الفترة توج ليفربول باللقب عام 2020، وهو لقبه الأول منذ انطلاق حقبة الدوري الممتاز.

وعلى الرغم من الحديث عن "عباقرة التسويق"، بدءا من الموسم الذي توج به أرسنال دون خسارة في 2003-2004 إلى الهدف الذي أحرزه سيرخيو أغويرو في اللحظة الأخيرة ليقود مانشستر سيتي للفوز باللقب بعد ثماني سنوات، فقد كانت الإثارة في الملعب الدافع المستمر لزيادة شعبية البطولة.

ومع ذلك، هل سيظل "بريميير ليغ" الأكثر مشاهدة في العالم على مدار الثلاثين عاما القادمة؟

يعتقد فينغر أن التهديدات الوحيدة لهيمنة الدوري الإنكليزي الممتاز ستأتي من الآخرين على غرار الانفصال عن الهياكل القائمة مثل محاولة العام الماضي بإطلاق دوري السوبر الأوروبي. وقال "أين الخطر؟ إنه دوري السوبر. لقد فوجئت بإعلان ستة فرق (إنكليزية) الانفصال واطلاق دوري السوبر الأوروبي. ربما يمكنهم نقل دوري إلى الولايات المتحدة. وهنا يمكن أن يأتي التهديد أيضا. إذا نجحت أمريكا يوما ما في كرة القدم، فقد تكون مشكلة بالنسبة للدوري الإنكليزي الممتاز".

اقرأ في النهار Premium