يقترب نابول يمن استعادة لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، عندما كان يقوده الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، لتستعيد المدينة الجنوبية ريادتها في "جنة كرة القدم"، ويقابل هذا الصعود إنهيار مأسوي لحامل الرقم القياسي بعدد الألقاب "سكوديتو" يوفنتوس الذي تلقى هزيمة مذلة على يد نابولي 1-5 في ختام المرحلة السابقة من "سيري آ".
وخرجت صحيفة "توتو سبورت" بعد اللقاء بعنوان واقعي: " يوفنتوس.. المزيد من العار". و,اضافت يكلمة مقتضبة من تصريح المدير الفني للفريق الابيض والأسود ماسيمليانو أليغري:" نفتقر للطاقة".
وركزت الصحيفة على الهزيمة الثقيلة والصدمة لليوفي، حيث أنها الهزيمة الأكبر للفريق في المباريات الرسمية منذ نحو 30 عاما وبالتحديد منذ أن خسر بنفس النتيجة أمام بيسكارا بالكالتشيو.
الخسارة القاسية، تأتي في أعقاب الأزة الإدارية العميقة المترافقة مع أزمة رياضية أيضاً في فريق "السيدة العجوز"، بناء على النتائج المالية الكارثية لعملاق تورينو التي سجلت قبل أسابيع معدودة على بدء ولاية مجلس الإدارة الجديد الذي استلم زمام الأمور بعد استقالة الرئيس أندريا أنييلي وفريقه.
ويدخل يوفنتوس عهداً جديداً بعدما قدّم ملّاكه المرشح جانلوكا فيريرو لمنصب الرئيس الجديد لخلافة أنييلي، وذلك تزامناً مع التحقيق بشأن مزاعم المحاسبة الزائفة ومشاكل أخرى. ومنذ العام الماضي، بدأت النيابة العامة في تورينو تحقيقاً في مزاعم المحاسبة الزائفة والمخالفات في انتقال اللاعبين وإعارتهم.
يحقق المدعون في إمكانية قيام يوفنتوس، المدرج في البورصة الإيطالية، بتقديم معلومات تمويلية خاطئة إلى المستثمرين وفواتير لمعاملات غير موجودة. وأشار يوفنتوس في بيان استقالة أنييلي وكامل مجلس ادارته الى أن الأخير رأى "من المصلحة الاجتماعية الفضلى التوصية بأن يُجَهِز يوفنتوس نفسه بمجلس إدارة جديد لمعالجة هذه القضايا".
وسيكون عام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لاستحواذ عائلة أنييلي على السلطة، بعيداً عن أن يكون احتفالياً كما هو مأمول بالنسبة لنادي غارق في أزمته. وبالإضافة الى التحقيق القضائي في حساباته، يجد النادي نفسه أيضاً في مرمى نيران شرطة البورصة الإيطالية، الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي دخل منذ 18 شهراً في معركة مفتوحة مع عملاق تورينو على خلفية الدوري السوبر الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا. كما يواجه يوفنتوس مشاكل مع الاتحاد القاري على خلفية الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف الهادف الى تحقيق التوازن بين العائدات والانفاق.
وكان الموسم الماضي كارثياً على يوفنتوس من حيث النتائج الرياضية أيضاً، إذ فشل في إحراز أي لقب لأول مرة منذ 2011، ما يزيد من حجم متاعبه ويزيد من صعوبة مهمة الإدارة الجديدة التي سيتم تعيينها رسمياً اليوم الاربعاء.
في ظل الوضع الحالي، ستكون مهمة الإدارة الجديدة الوصول الى التعافي المالي والرياضي على السواء مع تأكيد أنييلي الذي ما زال متواجداً في ملاعب تمارين الفريق بانتظار استلام خلفه المهمة رسمياً، أن ما حصل "لا يغير شيئاً بالنسبة لأهداف الفريق" الذي يواصل مشواره مع المدرب ماسيميليانو أليغري رغم خيبة الخروج من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا وتخلفه في الدوري المحلي بفارق 10 نقاط عن نابولي المتصدر بعد 15 مرحلة.
تراكم الشاكل أدى الى السقوط تلو السقوط بالنسبة للفريق في المنافسات، ولا سيما في الدوري المحلي "سيري آ"، حيث لم يعد يؤدي الشكل المطلوب بإشراف المدرب أليغري، حيث يطالب جمهور "بيانكونيري" بالتغيير، حيث أكدت صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" أن أنصار فريق "السيدة العجوز" متلهفون لرؤية الفرنسي زين الدين زيدان على كرسي الإدارة الفنية بدءاً من الصيف المقبل. وحسب استطلاع نشرت الصحيفة نتائجه، فإن حوالي 41.5% من جماهير يوفنتوس يؤيدون فكرة التعاقد مع زيدان الذي تُوج بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية مع ريال.
وترى "لا غازيتا ديلو سبورت" أن هذا الأمر وارد جدا، على اعتبار أن زيدان غير مرتبط بتدريب أي فريق الفترة الحالية، والأهم أنه ابتعد كثيرا عن حلمه بالإشراف على منتخب فرنسا، بعد الإعلان تجديد عقد مواطنه ديدييه ديشان حتى حزيران 2026. وأكدت الصحيفة الإيطالية أن زيدان تفوّق على منافسيه في هذا الاستطلاع بفارق كبير، حيث حلّ بعده الإيطالي أنطونيو كونتي بنسبة 20%.