استُدعي بداية كبديل لأخيه الأكبر في مركز الظهير الأيسر. لكن بعد إصابة لوكاس، لبس ثيو هرنانديز زي المحارب لقيادة فرنسا الى نهائي كأس العالم 2022 في قطر، مظهرًا صفات هجومية مهمة وهدف الافتتاح في نصف النهائي ضد المغرب.
وكأن تسجيل مدافع فرنسي في مباراة نصف نهائية من بطولة كبرى بات تقليدًا في منتخب "الديوك": جان فرانسوا دوميرغ في كأس أوروبا 1984، ليليان تورام في كأس العالم 1998 وصامويل أومتيتي قبل أربع سنوات في روسيا.
في قطر، ساهم ظهير ميلان الإيطالي في قيادة الزرق الى النهائي الثاني تواليًا، لمواجهة الأرجنتين الأحد في مباراته الثانية عشرة فقط مع المنتخب.
ذراعان مفتوحان، رأس مرتفع ونظرة ثاقبة أمام مدرجات استاد البيت التي امتلأت إلى حد كبير بألوان المغرب، ربما فكر تيو بأخيه لوكا عندما احتفل بهدفه.
قال بعد المباراة: "إنه فخر أن نفوز بالمباراة، وفخر كبير بتسجيل الهدف. أنا سعيد للغاية، لقد اتصل بي أخي الذي كان يشاهد المباراة في ميونيخ بعد المواجهة مباشرة".
بعد أن وقع ضحية تمزق في الرباط الصليبي في ركبته اليمنى في الدقائق الأولى من البطولة ضد أوستراليا (4-1)، كان على الاخ الأكبر العودة إلى الديار ومتابعة النهائيات من خلف الشاشة.
كان أقر في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" قبل البطولة أنه سيكون سعيدًا لو لعب أخاه بدلا منه: "إذا كان الدور لأخي كي يلعب، فسأكون أكثر سعادة".
رقم قياسي
أمام شاشته، استمتع لوكاس بكرة نصف أكروباتية سدّدها ثيو بقدمه اليسرى في الدقيقة الخامسة عندما استغل كرة مرتدة من المدافع أشرف داري اثر تسديدة لكيليان مبابي.
بالنسبة لأبطال العالم، كان هذا هو السيناريو المثالي، مَن غير المدافع لاختراق الجدار المغربي؟ كان هذا الهدف الأول في مرمى "أسود الأطلس" في البطولة من قدم لاعب خصم، والثاني بعد الأول الذي سجله مدافعه نايف أكرد بالخطأ في مرماه في المباراة ضد كندا 1-2 في الجولة الثالثة.
بتسجيله بعد أربع دقائق و 39 ثانية، أصبح ثيو أسرع هداف في نصف نهائي كأس العالم منذ عام 1958 وتحديدًا منذ البرازيلي فافا بعد دقيقتين ضد فرنسا بالذات، وفق موقع "أوبتا" للإحصاءات.
وكان القائد والحارس هوغو لوريس قد طلب من زملائه "الهجوم بقوة" في "أسرع وقت ممكن" الثلثاء قبل يوم من المباراة، وطبّق ثيو التعليمات.
هل أراد تعويض الخطأ الفادح الذي ارتكبه في ربع النهائي (2-1) على مايسون ماونت مما تسبب بركلة جزاء متأخرة لإنكلترا أهدرها، لحسن حظه، هاري كاين؟
يتمتع اللاعب البالغ 25 عامًا بقدرة هائلة على إحداث فارق في الهجوم، على عكس شقيقه، الذي نشأ في مركز قلب الدفاع.
في 12 مباراة، شارك ثيو في ثمانية أهداف، مسجلاً هدفين وست تمريرات حاسمة، بما فيها اثنتان في مونديال قطر، لأدريان رابيو ومبابي.
يعتبر ذلك رقمًا قياسيًا، إذ لم يتمكن أي مدافع فرنسي أبدًا من تحقيق هذه الفعالية الهجومية خلال أول 12 مباراة له بقيمص المنتخب.
غير مثالي
منذ وصوله إلى ميلان في 2019، سجل 20 هدفًا و19 تمريرة حاسمة، ويقر أنه يتعلم من أخيه لتحسين أدائه الدفاعي، نقطة ضعفه.
للتعويض عن تمركز غير مثالي في كثير من الأحيان وبعض الأخطاء، يظهر ثيو عن شجاعة وعدوانية في جميع المبارزات الثنائية. يعبّر عن غضبه على أرض الملعب ولا يخشى المواجهة.
عندما يتعرّض للأخطاء أو البطاقات، يظهر حاجبيه العابسين على غرار أخيه الأكبر.
لكن شخصية ثيو مختلفة في غرفة تبديل الملابس، فهو هادئ جدًا وخجول بعض الشيء.
أكد عثمان ديمبيلي خلال المونديال: "من حيث الشخصية، فهو هادئ للغاية مقارنة بشقيقه".
قوة هادئة ثمينة بالنسبة لفرنسا الساعية لأن تصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ البرازيل 1962.