خرجت الأندية الإيطالية من الظل حيث تقبع منذ مدة طويلة بفعل الأزمات التي ضربت غالبيتها ولا سيما الضائقة المالية التي عانى منها الغالبية الساحقة، حيث ستشهد نهائيات المسابقات القارية الثلاث طرف إيطالي في كل منها.
وحققت أندية "كالتشيو" إنجازاً فريداً، حيث وصل إنتر ميلان لنهائي دوري أبطال أوروبا بعد التغلب على جاره ميلان بنتيجة 3-0 في مجموع مُبارتي الذهاب والإياب لدور نصف النهائي. وبلغ روما نهائي بطولة الدوري الأوروبي بعد الفوز على بايرليفركوزن الألماني 1-0 في مجموع مُبارتي الذهاب والإياب لدور نصف النهائي. فيما أكمل فيورنتينا الثلاثية التاريخية بتأهله لنهائي بطولة دوري المؤتمر الأوروبي بعد الفوز الدرامي الذي حققه على بازل السويسري بنتيجة 4-3 بمجموع مُبارتي الذهاب والإياب.
وستلعب 3 أندية إيطالية النهائي في مُسابقة أوروبية للأندية خلال موسمٍ واحد للمرة الأولى منذ موسم 1997/ 1998. حينها تأهل إنترميلان ولاتسيو لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي فيما بعد)، وتأهل يوفنتوس لنهائي دوري أبطال أوروبا مُواجهاً ريال مدريد في النهائي.
وفي هذا الموسم فاز إنترميلان بلقب كأس الاتحاد الأوروبي بعد الفوز 3-0 على لاتسيو على أرض ملعب حديقة الأمراء في باريس. وفي دوري الأبطال خسر يوفنتوس أمام ريال مدريد بهدفٍ دون رد على أرض أمستردام أرينا.
ومن المقرر أن يلتقي روما مع إشبيلية الإسباني في نهائي الدوري الأوروبي يوم 31 أيار الحالي في العاصمة المجرية بودابست، فيما يلعب فيورنتينا مع وست هام يونايتد الإنكليزي في المباراة النهائية لبطولة دوري المؤتمر يوم 7 حزيران المقبل بمدينة براغ التشيكية. ويواجه إنتر ميلان نظيره مانشستر سيتي الإنكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 10 حزيران في مدينة إسطنبول التركية.
وقلل الكثيرون من عشاق "الساحرة المستديرة" من الإنجاز الذي حققته أندية "سيري آ"، فمنهم من أوعز ذلك للقرعة التي وقفت إلى جانب ميلان والإنتر في دوري الأبطال، وآخرين تحدثوا عن الحظ الذي رافق روما خصوصاً في مباراة نصف النهائي ضد ليفركوزن.
ومنهم من تحدث عن صدفة أوصلتهم للأدوار النهائية، والدليل هو تراجع المنتخب الإيطالي الذي فشل في التأهل لمونديال كأس العالم قطر 2022، هؤلاء يبدو أن شدة الحماس والمنافسة في الدوري الإنكليزي، والقوة الإعلامية التي ترافق الدوري الإسباني، قد منعتهم من مشاهدة متعة الدوري الإيطالي في السنوات الثلاث الأخيرة ، حيث توّج باللقب ثلاثة أبطال مختلفين هم إنتر والميلان ثم نابولي أنهت سطوة يوفنتوس على البطولة المحلية، بل لا زالت المنافسة على أشدها في المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، والتي لن تحسم حتى الثواني الأخيرة من عمر الدوري.
أمّا متابع الكرة الإيطالية فإنه يعرف أن هذا الوصول المشرف كان مستحقاً، كيف لا وهو يشاهد نجاح مشروع نابولي وميلان؟ كما يشهد على التفاهم الكبير بين اللاعبين وثبات الجهازين الفني والإداري في إنتر ميلان، وتطبيق الفكر الإيطالي على طريقة مورينيو في روما، وشجاعة لاعبي يوفنتوس الذين لا يريدون رمي الراية مع كل المشاكل التي يواجهها النادي الأبيض والأسود.
رغم صعوبة مهمة الإنتر في نهائي الأبطال، إلا أن جماهير الكرة الإيطالية تحلم بثلاثية تاريخية تعيد لهم الهيبة الكروية، بل تسجل لهم سابقة لم تحدث في تاريخ الكرة الأوروبية.