في السادسة والثلاثين من عمره، أصيب "جدار برلين" الحارس المخضرم مانويل نوير ببعض التصدع بفعل مرور السنين، لكنه لا يزال يحرس عرين المنتخب الألماني في كأس العالم 2022. وسيكون الحل المنشود لبعض الثغرات الموجودة في دفاع "دي مانشافت" رغم غيابه لأربعة أسابيع في تشرين الأول الماضي.
كان نوير، من أوائل الحاضرين في الحصة التدريبية الأولى لأبطال العالم 4 مرات في ملعب التدريب بمجمع الشمال، تحت أشعة الشمس الحارقة والحرارة الشديدة، على الرغم من قرب البحر على بعد بضع مئات الأمتار.
الملعب الواقع في شمال قطر، على بعد ساعة واحدة بالسيارة من الدوحة، محاط بأربعة جدران عالية من الطوب الأحمر وأربعة أبراج، مما يعطيها مظهر حصن منيع، مثل "قفص نوير"، خلال ذروة تألقه ما بعد العام 2010، عندما كان الأفضل في العالم في مركزه.
وتقلصت الشكوك حول مشاركته منذ عودته للتدريبات مع بايرن قبل أسبوعين، لكنّ كرة القدم الألمانية حبست أنفاسها خلال الشهر المنصرم، مع سؤال واحد، متى سيتمكن نوير من استعادة مكانه؟ وهل سيعود في الوقت المناسب لكأس العالم؟
ابتسم يوليان ناغلسمان، مدرب بايرن ميونيخ، في مؤتمر صحافي يوم 31 تشرين الأول، مبدداً المخاوف: "يمكن للأمة أن تنام بهدوء الليلة".
قائد للاعبين الشبان
مع تخطيه سن الثلاثين، نجح حارس المرمى الذي بدأ مسيرته في شالكه، في تصويب بعض الأخطاء الجسدية الصغيرة في السنوات الأخيرة.
ومنذ حوالى أربع سنوات، بعد حوالي موسم ونصف من التوقف بسبب إصابة في قدمه اليسرى، عاد في الوقت المناسب لكأس العالم 2018 في روسيا.
مذ ذاك الحين، أظهر جسده أحياناً بعض علامات الإرهاق، لكن يبدو أنّ الوقت لم يحن بعد لمارك-أندريه تير شتيغن حارس نادي برشلونة الإسباني الأساسي لكنه بديل نوير في منتخب ألمانيا.
ولم يستبعد نوير تماماً فكرة الذهاب إلى كأس العالم للمرة الخامسة عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد عامين من بطولة كأس أوروبا 2024 التي سيخوضها على أرضه.
وبخبرته، سيكون لنوير دور قيادي يلعبه مع اللاعبين الأصغر سناً، كما فعل مع يوسوفا موكوكو.
بدأ مهاجم دورتموند، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر الأحد، التمرين أمام وسائل الإعلام، ونوير، الذي يبلغ ضعف عمره ومئة مباراة دولية اكثر منه، ضمّه تحت جناحه.
وأوضح نوير في مؤتمر صحافي، في إشارة إلى اللاعبين الشبان موكوكو، جمال موسيالا (19 سنة) وكريم أديمي (20 سنة)، الذين استدعاهم المدرب هانزي فليك: "إنهم وقحون، ولكن بالمعنى الإيجابي للكلمة. هم عناصر مهمة في الهجوم بالنسبة لنا. ما نحتاجه هو أن يجلبوا الوقاحة التي لديهم في التدريبات ضد الخصوم أثناء المباريات".
ينتظر المنتخب الألماني مواجهة أولى ضد اليابان، وفيما لن يكون أمام نوير أي مدافع من بايرن ميونيخ، لا يبدو الأمر أنه يزعج هدوء الحارس البافاري.
وقال: "من الواضح أن الانسجام التام غير متوفر، لكننا جميعاً نعرف بعضنا البعض، ولدينا جلسات فيديو، وسيكون من المهم التواصل على أرض الواقع".