أن تحقق السعودية وتونس انتصارين صاعقين في دور المجموعات لمونديال قطر على أرجنتين البطل ليونيل ميسي وفرنسا حاملة اللقب، وأن يحقق المغرب انجازاً تاريخياً كأول منتخب إفريقي أو عربي يصل الى نصف النهائي، فهذا لم يأتِ من فراغ، بل بفضل نجوم تركوا بصمتهم في نهائيات النسخة الثانية العشرين.
ورغم اختلافهم في الكثير من الأمور، لا يمكن لأحد من العرب أن ينكر على سفيان أمرابط دوره الرئيسي في قيادة المغرب الى الانجاز التاريخي. بحسب موسوعة ويكيبيديا، يُعَرَّف الركض بأنه عملية مستمرة ومنتظمة من حركة الأقدام على الأرض اندفاعياً تسمح للإنسان وبقية الحيوانات بالتنقل البري سريعاً.
لكن عندما ركض أمرابط من قبل منتصف الملعب للحاق بأسرع لاعب في العالم الفرنسي كيليان مبابي خلال مباراة نصف النهائي والوصول اليه وافتكاك الكرة منه، لم يركض بقدميه بل ركض بقلب شجاع يحاول أن يحافظ على القصة التاريخية لمنتخب "أسود الأطلس" في هذا المونديال.
خسر المغرب في النهاية المباراة 0-2 لكن أمرابط كسب مكانة بين أفضل لاعبي خط الوسط في النهائيات. تألقه المستمر، زاد من اهتمام كبار الاندية في القارة العجوز بخدماته أبرزها ليفربول الإنكليزي حسب تقارير صحافية. لعب أمرابط المباراة "الملحمية" في ثمن النهائي ضد إسبانيا "بحقنة مسكنة لآلام في الظهر أبقته مستيقظا حتى الساعة الثالثة صباحا ليلة المباراة". علق قائلا "لا يمكنني التخلي عن اللاعبين وبلدي".
ولا يختلف أحد على أن أشرف حكيمي وحكيم زياش هما مركز الثقل في المغرب نظراً لمكانتهما الأوروبية، لكن المونديال القطري قدم أيضاً نجماً مغربياً آخر الى جانب أمرابط هو عزّ الدين أوناحي، هذا "المنتوج المحلي بمؤهلات عالمية" وفق وصف مدربه وليد الركراكي.
كان للاعب أنجيه الفرنسي دوراً حيوياً في المشوار التاريخي للمغرب، لكن خلافاً لغالبية اللاعبين، تأسس ابن الـ22 عاماً كروياً في أكاديمية محمد السادس المحلية و"هذا فخر كبير بالنسبة لكرة القدم المغربية وردّ على مروجي فكرة أن لاعبي المغرب يبرزون بفضل تكوينهم في المدارس الأوروبية" وفق الركراكي.
كاد حلم محمد كنو بالتواجد في كأس العالم للمرة الثانية أن ينتهي بسبب الصراع عليه من قبل الهلال والنصر الذي نجح في الحصول على توقيعه في صفقة مدوية. قدّم لاعب الوسط البالغ 28 عاماً أوراق أوراق اعتماده كأحد أفضل لاعبي المحور في قطر، ولفت الأنظار إليه بعد المستوى المميز الذي قدمه رفقة "الأخضر" أمام الأرجنتين وبولندا في أول مباراتين بالمونديال. لكن مغامرة اللاعب الفارع الطول (1.92 م) والذي يمتلك مهارات عالية جعلت المدرب الفرنسي هيرفيه رونار يعتمد عليه كأحد العناصر الأساسية في كتيبة الصقور الخضر، انتهت على يد المكسيك التي ألحق بالسعودية هزيمتها الثانية وأنهت مشوارها عند الدور الأول.
وعند الدور الأول انتهى أيضاً مشوار تونس، لكن "نسور قرطاج" رفضوا توديع قطر من دون نتيجة تاريخية حققوها في الجولة الأخيرة على حساب فرنسا حاملة اللقب (1-0). وقدم "نسور قرطاج" لاعباً مقاتلاً بشخص عيسى العيدوني الفخور بجذوره الجزائرية وفي الوقت ذاته بانتمائه إلى المنتخب التونسي. تعالت الأصوات في الجزائر منتقدة عدم ضم نجم فيرينتسفاروش المجري إلى صفوف منتخب "محاربي الصحراء"، فيما أشادت الصحف التونسية بأداء العيدوني بفضل اعتراضاته للكرة وتحركاته وتوجيهه لرفاقه داخل المستطيل الأخضر في الجولة الأولى ما سمح له بنيل جائزة لاعب المباراة.