سلّطت المواجهة التي جمعت بين نجوم ناديي النصر والهلال السعوديين في كرة القدم ونادي باريس سان جرمان الفرنسي بحضور قطبي اللعبة في العقدين الأخيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، الضوء مجدداً على المملكة التي تؤكد أن طموحاتها في مجال تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لا تزال في بداياتها.
وخسر فريق نجوم "موسم الرياض" المكوّن من رونالدو ولاعبي فريقه الجديد النصر وغريمه الهلال أمام الأرجنتيني المتوّج بكأس العالم الأخيرة في قطر ميسي ورفاقه في سان جرمان 4-5 الخميس على ملعب الملك فهد أمام أكثر من 60 ألف مشجع.
حظيت المباراة باهتمام عالمي لا سيما أنها قد تكون الأخيرة بين أسطورتين، ميسي البالغ 35 سنة والذي من المفترض أن يمدد عقده مع سان جرمان، ورونالدو 37 سنة الذي انضم الشهر الماضي الى النصر بصفقة خيالية قدرت بـ200 مليون يورو.
وتضخ المملكة الخليجية الثرية ملايين الدولارات لتنظيم فعاليات رياضية عالمية لتغيّر صورتها المحافظة في العالم. ويأتي هذا في إطار حملة إصلاحات اجتماعية واقتصادية واسعة.
بعد انتهاء المباراة، قال المستشار في الديوان الملكي ورئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ "هذه مباراة كبيرة (...)، وهذه نقطة في بحر ما سيحدث في رؤية 2030"، في إشارة الى خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للإصلاحات والتنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل في المملكة لكي لا تعود تقتصر حصراً على النفط. وبحسب آل الشيح، أن بن سلمان "سيفاجىء السعوديين بأشياء أكثر وأكثر"، متابعا "بالتأكيد القادم أفضل وأفضل". ويُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية "رؤية 2030".
وسينظم السعوديون بطولة كأس آسيا المقبلة لكرة القدم للرجال والنساء، والألعاب الأولمبية الآسيوية الصيفية، والشتوية على ثلج اصطناعي. وكان وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أكد أنّ استضافة الألعاب الأولمبية هو "المبتغى".
وتسلّط صفقة ضمّ رونالدو لعامين ونصف العام الى نادي النصر مقابل 200 مليون يورو الأضواء على الدوري السعودي، أحد أقوى الدوريات في آسيا، وغير المعروف على المستوى العالمي.
ويرى الأستاذ الزائر المساعد في جامعة جورج تاون في قطر دانيال رايش أن "انتقال رونالدو مجرد البداية"، مضيفا "سنرى المزيد من النجوم ينتقلون إلى السعودية"، وموضحاً أن "الاضواء العالمية" ستتركز الآن بشكل أكبر على القضايا المثيرة للجدل في السعودية مثل حقوق المراة وحقوق المثليين والعمال المهاجرين وقمع المعارضين، مثلما حدث في قطر عندما استضافت بطولة كأس العالم في كرة القدم في نهاية العام 2022.
ولكن بحسب رايش، الأحداث الرياضية العالمية بالنسبة الى دول الخليج الثرية ليست مجرد محاولة للتغطية على سجلها الحقوقي.