يطارد مانشستر سيتي مجدداً لقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب "التائه" عن خزائن الفريق الانكليزي بعد ما بسط سيطرته المطلقة في الدوري الانكليزي الممتاز في الاعوام الأخيرة.
ويستعدّ لايبزيغ الألماني للوقوف ندّاً أمام العملاق الإنكليزي في ذهاب ثمن نهائي المسابقة الأعرق، متسلّحاً بعودة مهاجمه الفرنسي كريستوفر نكونكو. ولا تسير الأمور على ما يرام في صفوف "سيتيزنس" على أرض الملعب أو خارجه.
وبدا أن سيتي وجّه رسالة في الدوري المحلّي عندما هزم أرسنال 3-1 في عقر دار الأخير منتزعاً منه الصدارة الأسبوع الماضي، قبل أن يتخلّى عنها بعد أربعة أيام بسقوطه في فخ التعادل مع نوتنغهام فوريست 1-1. كما يخوض الفريق مبارياته في مختلف المسابقات وسط غيوم ملبّدة، بعد اتهام النادي بأكثر من 100 خرق للقواعد المالية والتي تعود إلى موسم 2009-2010.
ووصف المدافع كايل ووكر تنازل فريقه عن صدارة الدوري الإنكليزي بأنه "غير مقبول" وقال في هذا الصدد "في بعض الأحيان يكون الأمر يتعلق بكرة القدم وفي بعض الأحيان بالعاطفة". وتابع "كل مباراة يجب أن يتم مقاربتها بالطريقة ذاتها مثل نهائي الكأس".
وتعاني كتيبة غوارديولا من عدم استقرار في المستوى الفني، قبل خوض غمار المسابقة التي يلهث وراءها في السنوات الاخيرة.
لم يفز سيتي، المملوك إماراتياً، بلقب دوري أبطال أوروبا إطلاقا، كما أن غوارديولا تحديداً المتوّج مرتين كمدرب لبرشلونة، لم يفعل ذلك منذ 2011 في موسمه قبل الأخير في كامب نو. كان قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب القاري عندما بلغ النهائي، لكنه خسر أمام جاره تشلسي بهدف عام 2021.
كان من المتوقع أن يكون التعاقد مع الهداف النروجي إرلينغ هالاند القطعة الاخيرة لبلوغ قمة الهرم الاوروبي. صحيحٌ بأن النروجي سجل الأهداف المتوقعة منه بدليل امتلاكه 32 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم حتى الان، لكن البعض يعتقد بان تواجده يفسر في مكان ما تراجع اللعب الجماعي في سيتي. وفي مقارنة بين الموسم الحالي والماضي، خسر حامل اللقب 20 نقطة في 24 مباراة مقارنة بـ21 نقطة في موسم 2021/22 بأكمله.
على الرغم من غلة هالاند المرتفعة من الاهداف، فقد سجل سيتي عدداً اكبر من الأهداف في هذه المرحلة من الموسم الماضي.
أما من الناحية الدفاعية، فيبدو الفريق أكثر عرضة للهجمات المرتدة وهي مشكلة لم يساعدها قرار غوارديولا بالسماح للظهير البرتغالي جواو كانسيلو بالانضمام إلى بايرن ميونيخ الالماني على سبيل الإعارة في سوق الانتقالات الشتوية الاخيرة، ما تركه بدون ظهير أيسر طبيعي. وبالتالي تمت الاستعانة بأربعة لاعبين لشغل هذا المركز وهم الهولندي نايثن آكيه، الإسباني إيمريك لابورت، اليافع ريكو لويس وحتى صانع الالعاب الرائع البرتغالي برناردو سيلفا في المباريات الاخيرة.
ثمة حافز إضافي للاعبي سيتي بالتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، ويكمن في عدم معرفة متى قد يحصل سيتي على فرصة لخوض غمار دوري أبطال أوروبا بسبب الكم الهائل من المخالفات المالية. إذا ثبتت إدانة سيتي، فإن عقوبة كبيرة بالنقاط أو حتى الهبوط يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بالنادي الذي خاض غمار البطولة القارية الأهم في المواسم الـ12 الاخيرة.
ويبدو "سيتيزنس" منطقياً مرشحاً للفوز، وتحصين نتائجه في المسابقة التي لم يخسر فيها إلا مرة واحدة في 13 مباراة. غير أن نكونكو سيكون مصمّماً على التسجيل في ثالث مباراة له توالياً في المسابقة القارية. ورغم غيابه عن خمس مباريات في الدوري، لا يزال نكونكو يتربع على عرش قائمة هدافي لايبزيغ هذا الموسم برصيد 12 هدفاً، ويبعد بفارق هدف واحد عن صدارة هدافي البوندسليغا التي يحتلّها نيكلاس فولكروغ لاعب فيردر بريمن. لذلك، تعد عودته حاسمة لآمال لايبزيغ بإحداث مفاجأة العبور من دور الـ16 للمرة الثانية في تاريخ النادي.
المدرب ماركو روزه يعرف هالاند جيداً أيضاً، بعدما درّبه حين كان في الثامنة عشرة من عمره في سالزبورغ النمسوي ثم في دورتموند لاحقاً. وكان الرجل المكلّف مبدئياً مراقبة هالاند، قائد لايبزيغ وقلب دفاعه المجري ويلي أوربان، واثقاً من قدرة أصحاب الأرض على تحييد مهاجم مانشستر سيتي. وقال أوربان "بالطبع، سيكون تحدياً كبيراً لنا. لكن يمكننا القيام بذلك (...) نتطلع إلى مباراة رائعة. نريد أن نلعب ونفوز".
دفاعان متراصان
على مقلب آخر، يستقبل نادي إنتر في ملعب "جوزيبي مياتسا" نادي بورتو البرتغالي، ساعياً إلى مواصلة مشواره لحصد لقب غائب عن خزائنه منذ العام 2010، وتعويض ضياع فرصة استعادة لقب الدوري الإيطالي.
ورغم أن الفريقين أسّسا هويّة دفاعية ناجحة نوعاً ما خلال الأشهر الأخيرة، يتوقع البعض أن تشهد المباراة أهدافاً ليست بقليلة. في الدوري، يحتلّ إنتر المركز الثاني خلف نابولي المتصدّر بعيداً، رغم أنه قلّص الفارق معه إلى 15 نقطة بفوزه على أودينيزي 3-1 السبت.
وإذ أن "نيراتسوري" تأهل ثانياً من دور المجموعات خلف بايرن ميونيخ وفاز على برشلونة الإسباني، فإن بورتو لن يكون خصماً سهلاً. ذلك أن الفريق البرتغالي سجّل بداية كارثية من دون أي نقاط من أول مباراتين في مجموعته، قبل أن يحقق أربعة انتصارات متتالية ليتصدر المجموعة الثانية.
من وجهة نظر إنتر، تمثّل مباراة الذهاب هذه فرصة على طريق حسم التأهل، وسيكون رجال سيموني إينزاغي سعداء بأي أفضلية يحققونها قبل الإياب في البرتغال. على الورق، فإن إنتر الذي لم يهزم في مبارياته الخمس الأخيرة ويبدو صلباً دفاعياً، هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في مباراة الذهاب، ومع الغيابات التي تطال الفريق البرتغالي، قد تكون الأمور أسهل للبلجيكي روميلو لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيس في الطريق إلى الشباك.