قررت رابطتا المحترفين "آي تي بي" والمحترفات "دبليو تي آي" تعليق توزيع نقاط التصنيف في بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، وذلك رداً على قرار منظمي ثالثة البطولات الكبرى بحظر مشاركة الروس والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا.
وكانت رابطة المحترفين أول من يتخذ القرار في بيان قالت فيه: "ببالغ الأسف والتردد، لا نرى أي خيار سوى إزالة نقاط +آي تي بي+ التصنيفية من بطولة ويمبلدون لعام 2022".
وتابعت: "قواعدنا واتفاقياتنا موجودة من أجل حماية حقوق اللاعبين ككل. القرارات الأحادية من هذا النوع، إذا لم تتم معالجتها، تشكل سابقة ضارة لبقية الدورات. التمييز من قبل الدورات بشكل أحادي غير قابل للتطبيق بكل بساطة".
ثم لحقت بها رابطة المحترفات التي قالت في بيان: "نتيجة لموقف نادي عموم إنكلترا (المنظم للبطولة) بأنه لن يفي بالتزامه باستخدام تصنيف +دبليو تي آي+ من أجل السماح بالمشاركة في ويمبلدون، والمضي قدماً باشراك جزئي (للاعبات) لا يعتمد على الجدارة، اتخذت +دبليو تي آي+ القرار الصعب بعدم منح الرابطة نقاط التصنيف في بطولة ويمبلدون هذا العام".
قرارات "غير متناسبة"
وفرضت بطولة ويمبلدون حظراً على مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس في نسختها المقبلة رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يعني غياب العديد من اللاعبين المصنفين، أبرزهم الروسيان دانييل مدفيدف الثاني عالمياً وبطل فلاشينغ ميدوز، أندري روبليف والبيلاروسية أرينا سابالينكا السابعة لدى السيدات والتي بلغت نصف النهائي العام الماضي.
وسبق لرابطة المحترفين أن اعتبرت قرار البطولة الإنكليزية "غير عادل"، فيما رأته رابطة اللاعبات المحترفات "دبليو تي آي" بأنه "شكلٌ من أشكال التمييز"، معربةً عن "خيبة أمل كبيرة".
وكان رفض منح النقاط التي يحصدها اللاعبون واللاعبات في ويمبلدون في التصنيف العالمي، من الخيارات البديهية بالنسبة للرابطتين.
ويعني قرار "آي تي بي" بأن الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي توج بطلاً لويمبلدون العام الماضي سيخسر ألفي نقطة في التصنيف بعد انتهاء البطولة المقررة بين 27 حزيران و10 تموز.
ورد منظمو البطولة الإنكليزية على هذه القرارات "غير المتناسبة" التي اتخذتها الرابطتان، معربين في بيان عن "خيبة أمل عميقة".
واعتبر نادي عموم إنكلترا أن تجريد البطولة من نقاط التصنيف "غير متناسب مع سياق الظروف الاستثنائية والحادة لهذا الوضع".
وفي تصريح له في نيسان، قال رئيس "دبليو تي آي" الأميركي ستيف سايمون "يتخذ الناس الموقف، الذي يقول إن الرياضة والسياسة لا يجب أن تتداخلان أو تتشابكان، لكن هذا ليس الواقع. في بعض الأحيان، تدخل الرياضة في السياسة وهذا ما يحدث في هذه الحالة. هذا الواقع الحقيقي".
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي اتفقت عليه هذه الرياضة دائماً هو أن المشاركة في أحداثنا كانت دائماً قائمة على الجدارة وغياب تمييز".
"كان توجيهاً وليس أمراً رسمياً"
وندد العديد من الاشخاص بقرار ويمبلدون أبرزهم المصنف أول عالمياً ديوكوفيتش، الذي اعتبره "جنوني"، فيما وصفه روبليف بالـ"تمييزي".
كما رأت أسطورة كرة المضرب الأميركية بيلي جين كينغ، مؤسسة رابطة اللاعبات المحترفات، أنه" لا يمكنني دعم منع الرياضيين الفرديين من أي بطولة بسبب جنسيتهم".
واعتبر الاتحاد البيلاروس أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "التحريض على الكراهية والتعصب" وهدد باتخاذ إجراءات قانونية لإسقاط العقوبة.
وفي ظل هذه الردود المنددة بموقف البطولة الإنكليزية، أفاد المنظمون بأنه قد يُعاد النظر في القرار في حال "تغيرت الظروف بشكل جذري بحلول حزيران".
وفي البيان الصادر الجمعة، قالت رباطة المحترفين: "نحن نقدر بشدة علاقاتنا الممتدة منذ زمن بعيد مع ويمبلدون ولا نقلل من صعوبة القرارات التي تمت مواجهتها في الاستجابة للتوجيهات الأخيرة الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة".
وتابعت: "ومع ذلك، نلاحظ أن هذا كان توجيهاً (من قبل السلطات الحكومية البريطانية) غير رسمي، وليس أمراً رسمياً، ما قدم خياراً بديلاً كان من شأنه أن يترك قرار المشاركة في أيدي لاعبين فرديين للتنافس كرياضيين محايدين (ليس تحت علم روسيا أو بيلاروس) من خلال اتفاق موقع".
وكشفت: "قادت مناقشاتنا الداخلية مع اللاعبين المتأثرين الى استنتاج بأن هذا سيكون خياراً (اللعب تحت علم محايد) أكثر قبولاً بالنسبة لدورات المحترفين".
"ليس ذنبهم"
وما زاد من حجم الاعتراض على قرار ويمبلدون، أن اللاعبين الروس والبيلاروس ما زالوا يشاركون في الدورات والبطولات الأخرى، بينها بطولة رولان غاروس الفرنسية التي تنطلق الأحد.
ورأى النجم الإسباني رافاييل نادال، الفائز مرتين بلقب ويمبلدون وحامل الرقم القياسي بعدد الألقاب الكبرى (21)، بعد الإعلان عن قرار البطولة الإنكليزية في 20 نيسان: "إنه أمر غير عادل بالنسبة لزملائي الروس. بهذا المعنى، ليس ذنبهم ما يحدث في هذه اللحظة في هذه الحرب".
أكد الاتحاد الدولي لكرة المضرب "آي تي في" أيضاً أنه رفض منح نقاط التصنيف في ويمبلدون لفئات الصغار والمقعدين.
وأفاد منظمو البطولة الإنكليزية أن "لا خيار (آخر)" كان أمامهم سوى حرمان اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة.
ومن أجل المشاركة في البطولة، توجب على اللاعبين الروس والبيلاروس ملء "استمارة مكتوبة (ضد الغزو في أوكرانيا)"، وهو الوضع الذي كان يمكن أن يعرض "اللاعبين وعائلاتهم للخطر"، كما برر رئيس نادي عموم إنكلترا إيان هيويت، موضحاً أن ذلك كان شرطاً وضعته الحكومة البريطانية.
وأردف انه في ظل هذه الظروف "نعتقد أننا اتخذنا القرار الأكثر مسؤولية بقدر الإمكان وأنه لا يوجد خيار (آخر)".
أضاف: "من خلال قرارنا، تحاشينا أيضاً بأن يتم استخدام نجاحهم أو مشاركتهم" من قبل الدعاية الروسية، "وهو ما لم نكن لنقبله"، محدداً أن "كل الخيارات الممكنة" قد تم درسها بالتفصيل.