أقرّ الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنّف أول عالمياً في كرة المضرب، بأن ترحيله وحرمانه من خوض بطولة أوستراليا المفتوحة مطلع العام الحالي، بسبب عدم تلقيه لقاحاً مضاداً لفيروس "كوفيد-19"، سيثير حماسته، عندما يدافع عن لقبه في بطولة فرنسا المفتوحة في سعيه إلى اللقب الكبير الـ21 في مسيرته الاحترافية ومعادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب في الغراند سلام.
كان ديوكوفيتش توج باللقب الثاني في مسيرته الاحترافية في رولان غاروس العام الماضي أتبعه بلقب سادس في بطولة ويمبلدون معادلاً الرقم القياسي السابق في الغراند سلام، الذي كان يتقاسمه الإسباني رافاييل نادال والسويسري روجيه فيديرر، قبل أن يفك الماتادور الشراكة مطلع العام الحالي بتتويجه في أوستراليا، البطولة المفضلة لدى الصربي.
وقال ديوكوفيتش، الذي سيكمل الخامسة والثلاثين من عمره الأحد يوم افتتاح بطولة فرنسا المفتوحة "إنه شيء لم أواجهه من قبل".
وأضاف: "مقدار الضغط وكل ما كنت أشعر به في الأشهر القليلة الأولى من العام الحالي، بقدر ما شعرت بضغوط في حياتي ومسيرتي الاحترافية، كان هذا شيئاً على مستوى مختلف تماماً".
ديوكوفيتش، الذي يواجه الياباني يوشيهيتو نيشيوكا المصنف 94 عالمياً في الدور الأول، خاض خمس دورات فقط في عام 2022، لكنه يصل إلى باريس منتشيا بلقبه السادس في دورة روما لماسترز الألف نقطة، حيث أصبح خامس لاعب يفوز بـ1000 مباراة في مسيرته الاحترافية.
حمل اللقب في العاصمة الإيطالية الرقم 38 في دورات الماسترز للألف نقطة، عزّز به صدارة لائحة أفضل المتوجين تاريخيا في دورات الماسترز بفارق لقبين أمام نادال.
لم يخسر أية مجموعة في روما، حيث أنهى أسبوعًا لا يُنسى بفوزه في المباراة النهائية على اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، الذي قلب الصربي تخلفه أمامه بمجموعتين إلى فوز بثلاث مجموعات ليتوج بلقب بطل رولان غاروس عام 2021.
وتابع "دجوكو" الساعي إلى ردّ التحية لـ"رافا" في البطولة العزيزة على قلبه "بالنظر إلى الطريقة التي لعبت بها في الأسابيع الأخيرة، سأضع نفسي بين المرشحين للفوز باللقب (في رولان غاروس). سأذهب إلى هناك بأكبر الطموحات".
مع معاناة نادال، حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في الغراند سلام (21) وفي رولان غاروس (13 لقبا)، من إصابة مزمنة في قدمه، من المرجح أن يكون مواطنه الواعد كارلوس ألكاراز أبرز المنافسين لديوكوفيتش في باريس.
صعد ألكاراز، البالغ من العمر 19 عامًا فقط، بسرعة الصاروخ هذا العام وبات سادسا على لائحة التصنيف العالمي لرابطة اللاعبين المحترفين بفضل تتويجه بأربعة ألقاب بينها ثلاثة على الملاعب الترابية.
ألكاراز "الاستثنائي"
توج بلقبه الثاني في دورات الماسترز في مدريد بفوزه على نادال في ربع النهائي وديوكوفيتش في نصف النهائي والألماني ألكسندر زفيريف الثالث عالميا في المباراة النهائية.
ويلتقي ألكاراز في الدور الأول الأرجنتيني خوان إيغناسيو لونديرو المصنف 141 عالمياً والذي بلغ دور الـ16 عام 2019.
وصف ديوكوفيتش النجم الإسباني الواعد الذي ظفر بلقبه الأول في دورات الماسترز في ميامي مطلع العام الحالي، بأنه "بالتأكيد استثنائي".
كان ألكاراز مصنفا في المركز 97 عالميا العام الماضي. كان في الثانية من عمره فقط عندما فاز نادال بأول لقب من أصل 13 في البطولة الفرنسية عام 2005 ، لكنه ترك بصمته في نسخة 2021 عندما تأهل إلى الدور الثالث.
كان ديوكوفيتش سببا في خسارتين من اصل ثلاث فقط تكبدها نادال في باريس. إحداهما في نصف نهائي النسخة الأخيرة قبل 12 شهرًا، وكانت آخر مواجهة في الصراع الملحمي بين الثنائي في 58 مباراة.
يصل نادال إلى باريس بعلامات استفهام كبيرة حول قدرته على رفع الكأس الرابعة عشرة. تعرض لإصابة في أحد أضلعه في آذار أرغمته على تأخير إطلاق موسمه على الملاعب الترابية إلى شهر أيار قبل أن يعود في روما وتتجدد إصابته المزمنة في قدمه ليخرج من ثمن النهائي على يد الكندي دنيس شابوفالوف بثلاث مجموعات حيث بدا منزعجاً ويعرج قليلاً.
"أعيش مع الإصابة"
وقال نادال، الذي يحتل الآن المركز الخامس في العالم: "أنا لاعب أعيش مع إصابة. هذا ليس بالشيء الجديد".
ويعاني رافا من تنخر في العظم الزورقي للقدم (متلازمة مولر فايس). قال مطلع أيار انه مرض تنكسي "مزمن وغير قابل للشفاء".
وأقرَّ نادال الذي يواجه في الدور الأول الأوسترالي جوردان تومسون: "أصبحت الأمور أكثر صعوبة"، لكنه بقي مصمماً لخوض رولان غاروس حيث يرافقه طبيبه إلى منزله الثاني "لا أعرف ماذا سيحصل في الأيام المقبلة".
لكن: "لن أتوقف عن الايمان او القتال لامنح نفسي الفرصة. سأقارب الأمور بأفضل طريقة ممكنة، حتى إذا كان احتمال النجاح ضئيلا في باريس يجب أن أكون جاهزاً ذهنياً لذلك".
وأوقعت القرعة نادال على نفس مسار ديوكوفيتش حامل اللقب ومواطنه ألكاراز.
وقد يتواجه نادال مع ديوكوفيتش في ربع النهائي، فيما يواجه احتمال لقاء ألكاراز في نصف النهائي.
وتطرق نادال الذي حقق في رولان غاروس 105 انتصارات مقابل ثلاث هزائم فقط منذ مشاركته الأولى، التي توج خلالها بلقب الأول عام 2005، الى إمكانية مواجهة ديوكوفيتش وألكاراز قبل النهائي، قائلاً: "في ما يتعلق بكرة المضرب، بالطبع الأمور صعبة عندما تنظر الى الأسماء في النصف الأول من القرعة. لكننا في إحدى البطولات الكبرى، ولا تعرف أبداً ما يمكن أن يحدث".
وسيكون الروسي دانييل مدفيديف المصنف ثانيا عالميا والذي فرط في تقدمه على نادال بمجموعتين في نهائي بطولة أوستراليا، بين أبرز المنافسين على لقب البطولة الفرنسية.
عاد الروسي إلى الملاعب هذا الأسبوع للمشاركة في دورة جنيف بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة فتق. سقط عند الحاجز الأول بخسارته في ثمن النهائي أمام الفرنسي ريشار غاسكيه 2-6 و6-7 (5-7).
يملك بطل فلاشينغ ميدوز العام الماضي على حساب ديوكوفيتش، 13 لقبًا في مسيرته الاحترافية، 12 منها على الأراضي الصلبة وواحد على الملاعب العشبية، فيما لم يتوج أبدا على الملاعب الترابية وتبقى أفضل نتيجة له بها نهائي دورة برشلونة عام 2019 عندما خسر امام النمسوي دومينيك تيم.
في رولان غاروس، أخفق في تحقيق الفوز في مشاركاته الأربع الأولى قبل أن يتمكن من بلوغ ربع نهائي العام الماضي.
من المرجح أن يستغل مدفيديف الحظر المفروض على اللاعبين الروس للمشاركة في بطولة ويمبلدون هذا العام بسبب غزو بلادهم للجارة أوكرانيا، كوقود لمفاجأة الجميع بإحراز اللقب.
لا تختلف حال تسيتسيباس الرابع عالميا والذي يقدم موسما جيدا هذا العام. دافع بنجاح عن لقبه في مونتي كارلو قبل أن يبلغ ربع نهائي دورة برشلونة ونصف نهائي دورة مدريد ونهائي دورة روما.