النهار

سيدات الصفاء... تخطين الصعاب نحو لقب غرب آسيا لكرة القدم
أحمد محي الدين
المصدر: "النهار"
سيدات الصفاء... تخطين الصعاب نحو لقب غرب آسيا لكرة القدم
سيدات الصفاء... تخطين الصعاب نحو لقب غرب آسيا لكرة القدم
A+   A-
انطلق نشاط كرة القدم للسيدات في لبنان منذ العام 2005 بوتيرة شبه رسمية، ومع توالي السنوات والبطولات، التي أطلقها إتحاد اللعبة، كان القطاع يشهد تطوراً ارتفعت وتيرته في السنوات الأخيرة، وكان الحصاد بتتويج الصفاء بطلاً لمسابقة كأس اتحاد غرب آسيا للأندية، وهو أول لقب خارجي لبناني على هذا الصعيد.
 
تزامن اللقب ليضاعف أفراح اللبنانيين بمنتخبهم السلوي بعدما أطاح نظيره الصيني في بطولة آسيا ليبلغ نصف النهائي، الامر الذي لاقى تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي فضلاً عن الثناء الرسمي للانجازات الرياضية.
 
ورأى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر ان الرياضة لا تزال تشكل "فسحة الامل" في الوطن الذي يعاني من أزمات شتى، واضاف لـ"النهار": "انجاز الصفاء في بطولة غرب آسيا يعكس إرادة اللبنانيات واللبنانيين عموماً في صنع الانجازات بأقل الإمكانات"، وتابع "يولي الاتحاد اهتماماً خاصة بكرة القدم للسيدات فضلاً عن دعم الأندية واللاعبات والمدربات من خلال الدورات التدريبية وورش العمل بالإضافة الى برنامج الاتحاد الدولي لتعزيز اللعبة ونشرها". وكشف حيدر ان "برغم كل الظروف الصعبة التي تعانيها البلاد إلا ان الرياضة تبقى نقطة ضوء مشعة، وسنتابع العمل للتطوير والتحسين من أجل المنتخبات الوطنية والأندية والفئات العمرية وكل ما يتصل اللعبة".
 
وهذا اللقب الرسمي الثاني للكرة "الناعمة" خارجياً وتحديداً في غرب آسيا بعدما توج منتخبي الناشئات باللقب عام 2019 والشابات 2020، كما سيشارك المنتخب الاول للسيدات في البطولة الإقليمية الشهر المقبل.
 
اللاعبات اللبنانيات حفرن اسمهن بالذهب في سجلات الاتحاد الإقليمي، ويؤمل ان يشكل هذا الانجاز حافزاً لكل الرياضة اللبنانية ولا سيما كرة القدم للسير قدماً وتخطي العراقيل المعيشية والمجتمعية والإقتصادية التي يعانيها لبنان.
 
وتشكل فريق الصفاء من مديرة الفريق نور غضبان، فيما تولى الإدارة الفنية المدرب محمد رمضان الذي عرف كيف يستفيد من صاقات لاعباته وتوظيفهم على النحو الصحيح، وتألقت العديد من اللاعبات مثل رشا ياغيـ سينتيا صالحة، نور كشلي، ديما الكستي، آية بخاري، أمال صالحة، ريا طالب، ليا هاشم الورقة الرابحة في الفريق، ولمى عابدي، سميرة عوض، انجي سعد، وعد رعد ونجمة الفريق يارا بو رضا التي بدأت نشاطها مع السلام زغرتا، حيث برزت موهبتها مما أهّلها للتألق مع منتخب لبنان وقيادته الى الدور النهائي من تصفيات آسيا، وتوجت بلقبين في الدوري اللبناني مع نجوم الرياضة ثم الصفاء في الموسم المنصرم.
 
انجاز سيدات الصفاء قد يشكل نقطة انطلاق لـ"عميد الاندية اللبنانية" على كافة الصعد ولا سيما بعد الانتهاء من تأهيل أرض ملعبه في وطى المصيطبة، وبقاء الفريق الاول للرجال في مصاف الدرجة الأولى اثر "الدمج" مع شباب البرج الذي انسحب من بطولة الدوري العام الـ62.
 
 
كسر الهيمة الأردنية
وكسرت سيدات الصفاء الهيمنة الاردنية على بطولة غرب آسيا للأندية، حيث جردنهم من الللقب إذ كان فريق شباب الأردن حاملاً للقب، وتغلبن في نهائي النسخة الحالية على الأرثوذوكسي 3-1 على ملعب " الأمير محمد" في مدينة الزرقاء. وسجلت أهداف الصفاء يارا بو رضا (12)، انجي سعد (46) وليا هاشم (80) فيما سجلت شاهيناز جبريل هدف الفريق الأردني في الدقيقة 40.
 
ووكان الفريقان قد تعادلا في الدور الأول 1-1، كما تعادل الفريق اللبناني مع نفط الشمال العراقي 0-0، وتغلب الصقاء في الجولة الثالثة على فيروزة السوري 3-0.
 
سلمت ستيفاني النبر عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأردني لكرة القدم كأس البطولة لكابتن فريق الصفاء ديما الكستي، فيما تناوبت امين عام الاتحاد الاردني سمر نصار وامين عام اتحاد غرب اسيا خليل السالم على تسليم جوائز البطولة. وحصلت لاعبة الأرثوذكسي شاهيناز جبريل على جائزة هدافة البطولة، فايزة محمود من فريق نفط الشمال على جائزة افضل حارسة مرمى وليا هاشم، يارا بو رضا من الصفاء الى جانب هيا خليل من الأرثوذكسي على جائزة هدافة البطولة.
 
وكان شباب الاردن قد توجت بالنسخة الماضية (2020) على حساب نجوم الرياضة اللبناني، حينها سجات يارا بو رضا للفريق اللبناني، وباتت اللاعبة الوحيدة التي تسجل في نهائيين مختلفين للبطولة.
 
مرة جديدة يؤكد الرياضون اللبنانيون أنهم لا يأبهون للصعاب والظروف، ويصنعون من الأزمة انجازات، فسيدات الصفاء كما منتخب لبنان لكرة السلة وقبلهم منتخب لبنان لكرة القدم ونادي العهد وغيرهم استبدلوا دموع الحزن بدموع الفرح، ومنحوا الشعب "فسحة أمل"، أملاً بنهضة جديدة وقيامة لبنان.
 

اقرأ في النهار Premium