56 عاماً مرت على رفع المنتخب الانكليزي لكرة القدم لقبه الخارجي الوحيد، استفاد فريق "الأسود الثلاثة" من عاملي الأرض والجمهور على أفضل نحو ليحرز لقب كأس العالم 1966 على حساب نظيره الالماني على ملعب ويمبلي التاريخي في لندن بحضور الملكة الراحلة قبل أسبوعبن اليزابيت الثانية، وبعدها لم يتوج بأي لقب.
نهائيات كأس العالم الـ22 في قطر، تمثل فرصة لكسر الصيام الطويل جداً، تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت مختارة من أفضل وأقوى بطولة دوري في العالم، فضلاً عن مواهب مميزة قادرة على الصعود الى منصات التتويج بعد الفشل في العام الماضي في البطولة القارية بخسارته نهائي "يورو 2020" أمام نظره الإيطالي بركلات الترجيح، وقبل أربع سنوات حل رابعاً في مونديال روسيا في مفاجأة كبرى، بعد أداء رائع غاب لسنوات طويلة عن "الأسود الثلاثة" في البطولة.
وستمثل المباراتين ضد إيطاليا غداً الجمعة وألمانيا الاثنين المقبل ضمن الجولتين الخامسة والسادية من دوري الأمم الأوروبية، مناسبة لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة قبل النهائيات العالمية، إلا أن الفريق في وضع لا يحسد عليه، يجعله يواجه خطر عدم الوصول لمراحل متقدمة في البطولة، حيث يلعب ضمن المجموعة الثانية مع إيران والولايات المتحدة وويلز.
وكان منتخب إنكلترا تعرض لصيحات الاستهجان في حزيران الماضي بعد الخسارة على أرضه 0-4 أمام المجر، والتي جاءت بعد التعادل مع إيطاليا وألمانيا والخسارة خارج الأرض أمام المجر أيضا.
لكن الخطر الأساسي الذي يواجهه ساوثغيت وفريقه يرجع إلى غياب أغلب لاعبيه الأساسيين عن مستواهم، وتعرض بعضهم لإصابات خلال الفترة الأخيرة، مما أدى لخروجهم من التشكيلات الأساسية لفرقهم.
وكان ثنائي الدفاع هاري ماغواير ولوك شو من العناصر الأساسية في مشوار بلوغ نهائي أمم أوروبا العام الماضي، لكن تراجعهما كلفهما الابتعاد عن التشكيلة الأساسية في فريقهما.
ورغم ذلك فقد أظهر ساوثغيت ثقته في ماجواير وشو من خلال اختيارهما في تشكيلة مباراتي هذا الشهر، لكنه لم يضم لاعبين آخرين من مانشستر يونايتد هما المهاجم ماركوس راشفورد والجناح جايدون سانشو.
ومن جهة أخرى شارك الظهير الأيسر لتشيلسي بن تشيلويل، البديل الأول الواضح لتعويض شو، في التشكيلة الأساسية لفريقه مرة واحدة في الدوري الإنكليزي هذا الموسم، بينما خاض لاعب الوسط كالفن فيليبس دقائق محدودة منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي ويغيب عن الملاعب بسبب الإصابة.
وتلقى جوردان هندرسون لاعب ليفربول، الذي غاب عن آخر 3 مباريات لفريقه في جميع المسابقات بسبب الإصابة، استدعاء متأخرا بدلا من فيليبس. وقال ساوثغيت في مؤتمر صحفي: "من الواضح أن لدينا مجموعة من اللاعبين.. الذين لا يلعبون كثيرا مع أنديتهم". وأضاف: "هذا ليس مثاليا، لكننا نشعر بأنهم كانوا، ويمكن أن يكونوا، لاعبين مهمين بالنسبة لنا.. هذا ليس مثاليا، لكن لا يزال هناك الكثير من المباريات قبل قطر".
كما يعتبر جناح مانشستر سيتي جاك غريليش من بين اللاعبين أيضا الذين تراجع مستواهم على مستوى الأندية، ومما يزيد القلق أيضا تعرض الحارس الأساسي جوردان بيكفورد للإصابة، بينما يأمل مدرب إنكلترا أن يوفر رحيم سترلينغ وهاري كين قوة هجومية كافية للأسود الثلاثة.
وفي الخط الخلفي، استدعى ساوثغيت إيريك داير بعد بداية قوية للموسم مع توتنهام رغم أنه شغل مركز لاعب الوسط في أغلب مبارياته السابقة مع منتخب بلاده. وحتى يحصل منتخب إنكلترا على بصيص من الأمل، سينتظر ساوثغيت من الكثير من لاعبي الوسط الشبان مثل ديكلان رايس ومايسون ماونت وجود بيلينغهام بذل الجهد الضخم الذي كان غائبا في مباريات الفريق الأخيرة.
ووستمنح المباراتان المدرب ساوثغيت فرصة للنظر إلى اللاعبين الذين يتنافسون على حجز أسمائهم في القائمة النهائية للمونديال، وقدم عدد من اللاعبين مستويات رائعة في الأشهر الأخيرة ويأملون أن يكون الأداء الذي قدموه مع أنديتهم كافياً لضمهم إلى قائمة المنتخب الذي حصل على نقطتين فقط من مبارياته الأربع في دوري الأمم الأوروبية حتى الآن.
ومن الواضح أن المنتخب الإنكليزي يعاني بشكل كبير أمام المرمى، والدليل على ذلك أنه لم يحرز سوى هدف واحد في أربع مباريات، جاء من ركلة جزاء في مرمى ألمانيا، وهو الأمر الذي يتسبب في قلق كبير لساوثغيت. صحيح أن مباريات دوري الأمم الأوروبية الأربع أقيمت في وقت غريب، وبعد نهاية موسم طويل أصاب اللاعبين بالإرهاق، لكن لا ينبغي استخدام ذلك كعذر. لقد اختار ساوثغيت نفس مجموعة المهاجمين الذين شاركوا في تلك المباريات، باستثناء جارود بوين، لكن في الحقيقة كان يتعين عليه ضخ دماء جديدة واستغلال العدد الكبير من المواهب في كرة القدم الإنكليزية في الوقت الحالي.
واستدعى ساوثغيت لأول مرة المهاجم آيفن توني الذي كوفئ بفضل بداياته الجيدة هذا الموسم مع برنتفورد حيث سجل 5 أهداف في 7 مباريات في الدوري.
أنتوني غوردون هو لاعب آخر يأمل أن تكون المستويات القوية التي يقدمها مع ناديه كافية لحجز مكان في التشكيلة الأساسية لمنتخب الأسود الثلاثة. ورغم كل التكهنات والتوقعات التي تحيط بمستقبله والتي يمكن أن تشتت تركيز أي لاعب، لا يزال غوردون يقدم مستويات رائعة مع إيفرتون هذا الموسم. ومن المؤكد أن رغبته الكبيرة في تغيير مسار المباريات ستكون دفعة كبيرة لزملائه في الملعب ولجماهير المنتخب الإنكليزي. وهناك جناح آخر يعمل جاهداً على الانضمام للمنتخب الإنكليزي لأول مرة، وهو نجم ليدز يونايتد جاك هاريسون.