لم يعد أمام منتخب لبنان بكرة السلة للرجال ألا فوز واحد على المنتخب الأردني في الدور نصف من بطولة كأس آسيا بكرة السلة للرجال وضمان تأهله إلى المباراة النهائية المقررة الأحد 24 تموز الجاري.
كرة السلة اللبنانية على موعد السبت الساعة 4:00 بتوقيت بيروت في قاعة "إيستورا سينايان" في العاصمة الأندونيسية جاكرتا مع إنجاز جديد قد يضع لبنان بين أول دولتين في آسيا.
- مواجهة غير سهلة
عملياً، وخلافاً لكل التوقعات والإحصاءات التي تشير إلى أن جميع الظروف مهيأة أمام المنتخب اللبناني لبلوغ المباراة النهائية رغم أن مسيرته نحو الدور نصف النهائي كانت مميزّة ومثالية في الدورين الأول والربع النهائي خصوصاً أنه فاز في جميع مبارياته وتصدر المجموعة الرابعة بعدما أسقط توالياً كل من الفيليبين ونيوزيلندا (إحدى الدول المرشحة لإحراز اللقب) والهند بفارق كبير في الدور الأول، ثم أطاح بالصين (إحدى الدول المرشحة أيضاً لإحراز اللقب) في الدور ربع النهائي، وحجز عن جدارة مكاناً في المربع الذهبي وعينه على المباراة النهائية لخوض اللقاء الختامي مع الفائز من مباراة أوستراليا ونيوزيلندا في المبارة الثانية من الدور نصف النهائي الثاني. فإن المنتخب الأردني لن يكون خصماً سهلاً رغم أنه أنهى الدور الأول في المركز الثاني بالمجموعة الأولى خلف أوستراليا بعد خسارته أمام المتصدر، قبل أن يفوز في مباراة العبور إلى الدور ربع النهائي على الصين تايبه بفارق نقطة وبنتيجة 97-96 إثر رميتين ثلاثيتين قاتلتين في الوقت الحاسم من المباراة، وينجح في الدور ربع النهائي من قلب الطاولة على المنتخب الإيراني ويقصيه من المسابقة.
- اللقاء الرابع
واللقاء بين لبنان والأردن هو الرابع في العام الجاري إذ سبق أن التقيا في شباط الفائت في بطولة العرب التي جرت في إمارة دبي في الامارات العربية المتحدة وفاز لبنان بفارق 12 نقطة وبنتيجة 64-52 في طريقه إلى النهائي الذي انتهى بإحراز اللقب العربي لأول مرة في تاريخ السلة اللبنانية. ثم تواجه المنتخبان في العاصمة الأردنية عمّان ضمن "النافذة الثانية" من تصفيات كأس العالم ففاز الأردن بفارق 11 نقطة وبنتيجة 74-63، قبل أن يعود لبنان ويثأر في "النافذة الثالثة" من التصفيات ويفوز بفارق 19 نقطة وبنتيجة 89-70 في المبارة التي أجريت بينهما في "مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح" في زوق مكايل.
- النهائي الرابع!
ويسعى لبنان إلى التأهل إلى الدور النهائي لكأس آسيا للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام 2001 و2005 و2007، لإحراز اللقب القاري المرموق لأول مرة على صعيد المنتخبات بعدما سبق لفريقي الحكمة بيروت والرياضي بيروت أن أحرزا لقب بطولة الأندية الآسيوية أكثر من مرة. علماً أن الأردن تأهل إلى نهائي كأس آسيا مرة واحدة كانت في العام 2011.
- ثلاثة أسلحة
ولا يتردد المدير الفني لمنتخب لبنان المدرب الوطني جاد الحاج في تحذير لاعبيه من صعوبة المباراة، خصوصاً أن "كل السيناريوهات في المباريات السابقة تسقط قبل الدور نصف النهائي"، كما قال في اتصال مع "النهار"، وأضاف: "المنتخب الأردني لن يكون سهلاً والمواجهة صعبة، والمنتخب الأردني قدم عروضاً قوية ولم يستسلم في مباراتيه أمام الصين وإيران". واعتبر "أن سلاح الفوز سيكون هو نفسه الذي استخدمه المنتخب في مبارياته السابقة: التركيز، القتال على أرض الملعب واللعب الجماعي". وشدد على "المعنويات العالية للاعبين والجهوزية لتقديم آداء جيد يسعد الجمهور اللبناني المقيم والمغترب الذي ينتظر منا أن نفرحه كما أفرحناه سابقاً".
- سقوط الأرقام
واذا كان الأردن (المصنف في المركز 39 عالمياً وفي المركز 8 آسيوياً) يتقدّم على لبنان (المصنّف في المركز 54 عالمياً وفي المركز 9 قارياً) في التصنيف الحالي، فإن كل الأرقام تسقط في الدور نصف النهائي، علماً أن ترتيب المنتخبين في التصنيفين العالمي والقاري سيشهد تقدماً كبيراً للمنتخبين بعد انتهاء بطولة كأس آسيا، علماً أن لبنان يتزعم المجموعة الآسيوية الثالثة ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بعد انتهاء "النافذة الثالثة" متقدماً على الأردن الثاني بفارق نقطة، مع الإشارة إلى أن طريق لبنان والأردن معبدة نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 2023 (لبنان شارك 3 مرات والأردن مرتين).
- عروض لبنانية قوية
ويجمع المراقبون أن عروض منتخب الأرز في نهائيات كأس آسيا لاقت الثناء والاستحسان من قبل المراقبين وبرهن لاعبو المنتخب اللبناني أنهم قادرون على مقارعة كبار آسيا وأثبتوا ذلك بالفوز على الصين ونيوزيلندا وهذا ليس بالأمر السهل أبداً.
وبرهن مدرب المنتخب جاد الحاج عن قدرة عالية وفكر سلوي متطور وتمكن من فرض هوية خاصة تمثلت بروح قتالية عالية وآداء دفاعي رجولي وتجانس وتفاهم، وسرعة ودقة في التسديد من مختلف المسافات ترجمها مع كوكبة من اللاعبين النجوم في جميع المراكز بدءاً من القائد علي حيدر واللاعبين وائل عرقجي، علي مزهر، علي حيدر، كريم عزالدين، كريم زينون، هايك كيوكجيان، يوسف خياط، جوناثان آرليدج، جيرار حديديان، سيرجيو درويش وإيلي شمعون.
أما المنتخب الأردني، الذي يقوده المدرب وسام الصوص، فيعتمد في شكل خاص على أربعة لاعبين "مفاتيح" هم دار تاكر، فريدي إبراهيم، زيد عباس وأحمد الدويري، وسيسعى بكل إمكاناته لإعادة اعتباره امام لبنان.
- متابعة اتحادية حثيثة
ورغم بعد المسافة، يجهد الاتحاد اللبناني لكرة السلة، وتحديداً رئيسه أكرم حلبي على التواصل وعلى مدار الساعة، مع البعثة اللبنانية للوقوف على حاجياتها وتحضيراتها من جهة، وعلى حض اللاعبين على تقديم كل ما بوسعهم لتجاوز الأردن والتأهل إلى المباراة النهائية.
- دعم شعبي
ويحظى المنتخب الوطني بدعم شعبي غير مسبوق من كافة شرائح المجتمع اللبناني وفئاته العمرية، خصوصاً أن اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، يرون بالمنتخب بارقة أمل ومتنفس في ظل الظروف الاقتصادية، الاجتماعية، المعيشية، المالية والحياتية الصعبة التي يمر بها لبنان ويعولون على منتخب لبنان لكرة السلة لزرع البسمة والأمل والفرحة في زمن الوجع والألم.