ولادة جديدة: بعد أربع سنوات من الأخطاء والشكوك، استعادت الفرنسية كارولين غارسيا الثقة بنفسها هذا الصيف، وقد يمنحها إنجاز التتويج بدورة سينسيناتي الأميركية للألف سبباً للأمل في تحقيق إنجاز كبير في بطولة فلاشينغ ميدوز المرتقبة.
باتت غارسيا (28 عاماً) أول لاعبة في تاريخ دورات الألف تتوج بطلة بعد صعودها من التصفيات، وذلك بفوزها، الأحد، في النهائي على التشيكية بترا كفيتوفا 6-2 و6-4.
وحدها البريطانية إيما رادوكانو نجحت بهذا الانجاز العام الماضي، لكن في بطولة فلاشينغ ميدوز، إحدى الدورات الأربع الكبرى في الغراند سلام.
ثمانية انتصارات في تسعة أيام في "سينسي"، رفعت عدد انتصاراتها إلى 27 منذ حزيران/يونيو. رقم يصعب مضاهاته في دورات المحترفات راهناً.
وفي طريقها إلى لقب سينسيناتي، أقصت ثلاث لاعبات بين العشر الأوليات وهن اليونانية ماريا ساكاري الثالثة والأميركية جيسيكا بيغولا الثامنة والبيلاروسية أرينا سابالينكا السابعة.
غارسيا، التي كانت مصنفة 79 عالمياً في أيار/مايو، ارتقت، اليوم الاثنين، إلى المركز 17، بعد تألقها في دورات باد هومبورغ (250) على أرض عشبية وتراب وارسو (250) حيث أقصت في طريقها المصنفة أولى عالمياً البولندية إيغا شفيونتيك.
هذا التقدّم المذهل هو نتيجة ثورة مخملية، على صعيد خطة اللعب، البنية الجسدية والذهنية، بعد تراجع رهيب في السنوات الأخيرة عندما أرهقتها الإصابات في الظهر والقدم وتراجعت ثقتها بنفسها.
أكثر وضوحاً
قالت بعد فوزها على كفيتوفا، التي أشادت بطريقة لعبها النارية: "كل شيئ أصبح أكثر وضوحاً في رأسي".
تابعت: "أشعر بأني أفضل من الناحية الجسدية، وبصحة جيدة. هذه خطوة كبيرة. لقد حدّدنا بوضوح الطريقة التي يجب أن ألعب بها والاتجاه الذي يجب أن أسلكه. عندما أدخل الملعب، أعرف الطريقة التي سأعتمدها".
استخدمت غارسيا كلمة "نحن" بحكمة. لأن عودتها إلى أفضل مستوى تحققت منذ نهاية 2021 تحت إشراف مدربها الجديد برتران بيريه الذي خلف والدها لوي-بول.
افهمها المدرب السابق للنجمة التونسية أنس جابر أن أسلوب لعبها الشرس، الحاد الذي يخاطر بضرب الكرة مبكراً، هو في الواقع أسلوب جيد.
كان هذا الأسلوب الذي أوصلها إلى المركز الرابع عالمياً في 2018، بعد سنة من تتويجين في دورات الألف في ووهان وبكين الصينيتين.
وبعد سؤالها من أين تأتي بهذا الأداء الجميل، السبت بعد اقصائها الأميركية جيسيكا بيغولا من نصف النهائي، أجابت مازحة: "تقنية فرنسية".
إرسالات ساحقة
أقرّت: "في الواقع، هكذا تعلّمت أن العب. كانت لدي شكوك، لأن الأمور لم تكن دوماً على ما يرام. يجب أن تنسى ما يقوله الناس، لكن الكلام يتناهى دوماً إلى مسامعك بطريقة أو بأخرى، وأحياناً من قبل أشخاص معروفين. لذا فهي تؤثر عليك. لم تكن الطريق مستقيمة".
أضافت اللاعبة التي طوّرت كراتها الطائرة، خصوصاً الأولى بعد ضرب الارسال "لكني طبقت أسلوب لعبي، فزت بالمباريات وصولاً إلى اللقب هنا. لو كانت لدي شكوك، فهذا يثبت لي أكثر من أي وقت باني اسلك المسار الجيد".
الدليل على ذلك، أن اللاعبة البالغ طولها 1.77 م ضربت 286 ارسالاً ساحقاً منذ مطلع العام، لتتصدر زميلاتها في ملاعب المحترفات.
طريقة لعبها الهجومية عنصر إضافي لينتظرها بشغف جمهور بطولة الولايات المتحدة (فلاشينغ ميدوز)، الذي يرفع سقف توقعاته في العادة. وبحال تتويجها في نيويورك، ستكون سابقة للاعبة التي لم تنجح في تخطي ربع النهائي في البطولات الأربع الكبرى.