مثل الأب الفخور بإيصال ابنه إلى يومه الدراسي الأول، اصطحب ليليان تورام نجليه ماركوس وكيفرين إلى أبواب مقر المنتخب الفرنسي في "كليرفونتين"، ملتقطاً اللحظة بعدسة كاميرا هاتفه الجوال كي يخلدها في الذاكرة.
بالنسبة لرجل مثل ليليان تورام طبع اسمه في أذهان الشعب الفرنسي بأكمله بعدما لعب دوراً رئيسياً في قيادة "الديوك" إلى لقبهم العالمي الأول عام 1998 بتحويله الخسارة في نصف النهائي أمام كرواتيا إلى فوز 2-1 بهدفيه الدوليين الوحيدين في مسيرة امتدت لـ142 مباراة بألوان بلاده، كان يوم الإثنين تاريخياً وبالتالي لم يكن ليمر مرور الكرام.
على مدخل "كليرفونتين"، قام ليليان بتصوير نجليه المتواجدين في السيارة التي ستقلهما إلى داخل مقر المنتخب، متوجهاً إليهما بالقول: "انظرا إلى والدكما!" كي يصورهما، فأجابه الابن الأكبر ماركوس: "لقد تأخرنا يا والدي"، فيما قام كيفرين بإقفال نافذة السيارة كي يتفادى المزيج من الحرج الأبوي.
وقبل يومين من مباراة فرنسا الأولى في تصفيات كأس أوروبا 2024 ضد هولندا والتي سيتواجد فيها ماركوس بجانب شقيقه الأصغر بعدما قرر المدرب ديدييه ديشان استدعاء كيفرين للمرة الأولى، تواجد مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني ولاعب وسط نيس جنباً إلى جنب في قاعة المؤتمرات الصحافية.
وأمام حشد إعلامي، تحدث الشقيقان عما حصل على مداخل "كليرفونتين" وقال كيفرين، ابن الـ21 عاماً الذي كان أقل "دردشة" من شقيقه الأكثر خبرة (25 عاماً و9 مباريات دولية)، إنه: "بالنسبة لي، أي أب كان سيصور مقطع فيديو صغير يودع فيه أولاده الذاهبين إلى كليرفونتين للمرة الأولى".
وتابع: "كان ذلك من أجل الاحتفال بالمناسبة، كي يحتفظ بشيء من الذكرى في هاتفه"، فيما رأى ماركوس أنها: "كانت لحظة مهمة بالنسبة لنا نحن الثلاثة وفخراً كبيراً بالنسبة له كأب".
وتميّز المؤتمر الصحافي الذي عقده الشقيقان بالمزاح والسخرية "اللطيفة" من بعضهما البعض.
واستناداً إلى خبرته، كان ماركوس أكثر استرخاء في التعامل مع أسئلة الصحافيين ما دفع كيفرين إلى القول: "عندما أعجز عن الإجابة على أسئلة الصحافيين، فسأدعه يتولى ذلك، هذا أفضل"، فأجابه شقيقه الأكبر: "لا تقلق".
"يفتقر الى الخيال!"
واستدعي ماركوس إلى المنتخب الفرنسي للمرة الأولى في تشرين الثاني 2020 وخاض حتى الآن تسع مباريات بقميص "الديوك" وكان ضمن التشكيلة التي وصلت في نهاية العام المنصرم إلى نهائي مونديال قطر قبل التنازل عن اللقب العالمي لصالح ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني.
وتطرّق ماركوس إلى لحظة سماعه اسم شقيقه في تشكيلة المدرب ديشان، قائلاً: "أعتقد أني كنت أكثر سعادة من استدعائي لمباراتي الأولى مع المنتخب".
ولدى سؤالهما عما إذا حلما في يوم ما بالتواجد معاً في المنتخب، أجاب كيفرين: "بصراحة، لا أعتقد أننا تطرقنا إلى ذلك" لكنه "تحقق اليوم، وهذا شيء مذهل"، فيما قال ماركوس: "من جهتي، تخليت حصول هذا الأمر. أما هو (كيفرين)، فيفتقر إلى الخيال!".
وواصل ماركوس مزاحه عندما سئل عن المنافسة داخل العائلة، قائلاً: "لا توجد منافسة بيننا وبين والدنا، أو بيني وبين كيفرين"، قبل أن يستطرد: "ربما لديه منافسة صغيرة معي لأنه الأصغر. هذا طبيعي. يفعل كل شيء للحاق بشقيقه الأكبر. لكن ذلك يبقى دائماً في إطار الحب أو الروح المرحة".
على أية حال: "كل ما يفعله، أراه بعيون كبيرة من المحبة" قبل أن يترك الحديث لشقيقه الأصغر الذي جاء جوابه مقتضباً جداً بالقول إن شعوره "مثل ماركوس تماماً".
"كنت على سجيتي"
وتطرق كيفرين إلى بداياته الاحترافية والعيش في ظل والد مثل ليليان وشقيق سبقه إلى النجومية، مؤكداً: "في الحقيقة، لم يكن الأمر معقداً. بالنسبة لي، لم أكن في ظل أحد، كنت على سجيتي. كنت أذهب إلى الملعب للاستمتاع مع الرفاق".
وأبدى كيفرين إعجابه بشقيقه الأكبر رداً على الصحافيين الذين طالبوه بوصف مهاجم مونشنغلادباخ، قائلاً: "إلى جانبي، ماركوس تورام، شخص مرح للغاية، جاد للغاية، يتمتع بثقة كبيرة بنفسه وبمؤهلاته"، فيما قال الشقيق الأكبر: "كيفرين شخص دائم الابتسام، جاد جداً، مركز جداً، حازم جداً. يعرف ما يريده في الحياة، وبدأ في تسلق السلم (نحو النجومية)".
الجمعة، سيتواجدان سوياً في "استاد دو فرانس" لمواجهة هولندا في افتتاح المجموعة الثانية من تصفيات كأس أوروبا 2024 التي قد تشكل نهائياتها المقررة في ألمانيا نقطة لفرض نفسيهما معاً من ركائز "الديوك"، على غرار الشقيقين الآخرين لوكاس وتيو هيرنانديز.