طغى الفوز السعودي المدوي على نظيره الأرجنتيني المرشح "فوق العادة لنيل اللقب
2-1 على أحداث نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر.
ارتدادات "أكبر مفاجأة في تاريخ المونديال" تخطت الحدود، وكانت مادة دسمة على كل الألسن، لا بل أضحى منتخب "الصقور الخضر" مثلاً يحتذى لكل المنتخبات الآسيوية والافريقية، بعدما كسر الرهبة التي لازمت العرب في نهائيات كأس العالم، فأعاد إحياء الآمال بإمكانية تحقيق إنجاز استثنائي.
فوز أعاد إلى الأذهان الانتصار الجزائري على ألمانيا الغربية بالنتيجة عينها في نهائيات إسبانيا 1982، لكن هذا المرة يراه كثيرون مغايراً كلياً بعد فترة طويلة من "الإحباط العربي" في العرس الكروي إلا في بعض المناسبات التي توقفت عند الدور الثاني ثلاث مرات، أولها للمغرب في مونديال المكسيك 1986، والسعودية في الولايات المتحدة 1994، والجزائر في نسخة البرازيل 2014.
وفجّرت السعودية بهذه النتيجة واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم الى جانب فوز الولايات المتحدة على إنكلترا 1-صفر عام 1950، وكوريا الشمالية على إيطاليا 1-0 عام 1966، والجزائر على ألمانيا الغربية 2-1 في أسبانيا عام 1982.
لفوز "الصقور الخضر" مقوّمات عدّة، أولها نضج تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفيه رونار واستغلال قوة الدوري المحلي بين محيطه، من خلال انتداب نجوم عالميين إلى الفرق المحلية على غرار الفرنسي بافيتيمبي غوميس والإيطالي سيباستيان جوفينكو مع الهلال، وهذا الأمر مكّن فريق العاصمة الأزرق من السيطرة على لقب دوري أبطال آسيا في الموسمين الماضيين. كما كان للحضور الجماهيري السعودي الكثيف دور مهم في شد أزر اللاعبين، إذ توافد الآلاف عبر الحدود واحتلوا مدرجات ملعب لوسيل. ورفع الفوز من طموحات الجماهير السعودية بتجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال 1994.
وهذا ما دفع بالسعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى بعث رسائل لنجم بولندا روبرت ليفاندوفسكي الذي يلاقي "الأخضر" لاحقاً قائلين "يلا تعال جاي".
وقدّم المنتخب التونسي أداء راقياً ضد نظيره الدنماركي ضمن المجموعة الرابعة برغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي على ملعب المدينة التعليمية.
وتلقف المنتخب المغربي أمس، الحافز وتمكن من الخروج بنتيجة "مرضية" مع نظيره الكرواتي مصيف بطل النسخة الماضية بتعادلهما سلباً.
النتائج الثلاث المهمة سترفع سقف الطموح العربي في نهائيات قطر، وخصوصاً بوجود جاليات كبيرة تدعم المنتخبات الأربعة، سواء في الملاعب أو في ساحات المشجين من الكورنيش ألى سوق واقف الذي يعجّ كل ليلة بالآلاف من جماهير تونس والسعودية وقطر والجزائر ومصر ولبنان والسودان، حيث يقيمون حلقات رقص تشجع المنتخبات العربية في مونديال "الشرق الأوسط".
ليلة سقط وبكى فيها ميسي، عبرت صحف الأرجنتين عن شعور عام بالصدمة في البلاد، لكنها لم تقس كثيرا على ليونيل ميسي ورفاقه مع وجود هامش للتعويض في مباراتي بولندا والمكسيك بالمجموعة الرابعة.
ووصفت صحيفة (كلارين) الهزيمة بأنها "ضربة موجعة" في بداية المشوار رغم أنها مرشحة بقوة للتتويج باللقب في آخر مشاركة للقائد ليونيل ميسي بالنهائيات، وأضافت في عنوان آخر "الأرجنتين تسقط في أول عرض في قطر".
كما نقلت الصحيفة تصريحات اللاعب الكبير ماريو كيمبس بطل أول لقب للأرجنتين في كأس العالم عام 1978 هاجم خلالها فريق المدرب ليونيل سكالوني قائلا: أعتقد أن الأرجنتين عرفت القليل عن السعودية، لعبوا بغطرسة.
وأشارت صحيفة "أوليه" أن "الأرجنتين وقعت في الفخ" وأضافت أن "حلم ميسي تحول إلى كابوس".
وقالت صحيفة "لاناثيون" في عناوينها "سقوط مدو"، "الأرجنتين تحولت إلى شبح"، و"موتى" في إشارة لتصريح ميسي عقب المباراة: نحن موتى، لم نتوقع هذه البداية، إنها ضربة قوية ولا توجد أعذار.
ومفاجأة آسيوية!
ومن حيث أنهى المنتخب الألماني حامل اللقب 4 مرات والمرشح الدائم لنيل اللقب، مشواره في مونديال روسيا عندما خسر أمام كوريا الجنوبية 0-2 استهل مسيره في نسخة قطر بالخسارة أمام اليابان 1-2 في ستاد خليفة الدولي ضمن مباريات المجموعة الخامسة.
وتقمص اليابانيون الزي السعودي إذ جاء السقوط الألماني مشابهاً لسيناريو السقوط الأرجنتيني، إذ تقدم من ركلة جزاء عبر إلكاي غوندوغان، قبل أن يقلب "الساموراي" النتيجة في الشوط الثاني بهدفين سجلهما البديلان ريتسو دوان (75) وتاكوما اسانو (83).
وهذه الهزيمة الثالثة على التوالي لألمانيا في المباراة الافتتاحية لبطولة كبرى بعد الخسارة أمام المكسيك في النسخة الأخيرة من كأس العالم في روسيا 2018، عندما خرجت من الدور الأول بينما كانت تدافع عن لقبها وكذلك أمام فرنسا في بطولة أوروبا 2020.
وقال غوندوغان "نحن في كأس العالم والهدف الثاني لم يكن يجب أن يدخل. حصلنا على فرص كثيرة، لكن اعتقد اننا افسحنا لهم المجال كثيراً في النهاية. اخفقنا في ايجاد الحلول والخروج بالكرة. اعتمدنا على الكرات الطويلة في نهاية المباراة ولم نكن متحكمين باللعب".
إذاً الكرة الآسيوية تقول كلمتها في "مونديال الشرق الأوسط" ويبدو ان قطار المفاجآت لن يتوقف