اقتربت صفقة بيع تشيلسي الإنكليزي من خواتيهما، بعدما أعطى مجلس إدارة رابطة الدوري الممتاز لكرة القدم موافقته على انتقال ملكية النادي اللندني إلى مجموعة تود بوهلي الأميركية.
ووافقت مجموعة بوهلي على شراء تشيلسي مقابل 4.25 مليار جنيه استرليني (5.3 مليار دولار) من مالكه السابق الروسي رومان أبراموفيتش في السابع من أيار.
وقال بيان رابطة الدوري الممتاز: "وافق مجلس إدارة الدوري الإنكليزي الممتاز اليوم على الاستحواذ المقترح على نادي تشيلسي لكرة القدم من قبل تود بوهلي/كليرلايك كونسورتيوم".
لكن البيان أضاف: "يبقى الشراء خاضعاً لإصدار الحكومة (البريطانية) لرخصة البيع المطلوبة والإكمال المرضي للمراحل النهائية من الصفقة".
وكان أبراموفيتش طرح النادي اللندني للبيع مطلع آذار، قبل أيام فقط من عقوبات فرضتها عليه الحكومة البريطانية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن البيع استغرق وقتاً طويلاً بسبب مخاوف الحكومة من إمكانية دخول ربح من العملية الى خزينة أبراموفيتش.
وكانت هناك مخاوف من انهيار عملية الاستحواذ بسبب الديون البالغة 1.5 مليار جنيه إسترليني المستحقة على الشركة الأم لتشيلسي، "فوردستام ليميتد"، لصالح "كامبرلي انتراشونال إينفستمنتس"، وهي شركة مقرها جيرسي يشتبه بأنها على صلات بأبراموفيتش.
ويُعتَقد بأن أبراموفيتش، الذي قال إنه لم يطالب بسداد قرضه، قدم تأكيداً للحكومة بأن شريكه، ديميتريس يوانيدس، قد استقال من الصندوق، الذي يمتلك "كامبرلي إنترناشونال".
"نعمل عن كثب مع تشيلسي لإحراز تقدم"
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون أن الحكومة تعمل مع النادي بشأن الصفقة، موضحاً: "نحن نعمل عن كثب مع تشيلسي لإحراز تقدم في عملية البيع. إننا نجري مناقشات مكثفة مع الشركاء الدوليين المعنيين للحصول على الموافقات اللازمة وسنعرض المزيد من التفاصيل في أقرب وقت ممكن".
وأفاد بيان الدوري الممتاز بأن "مجلس الإدارة طبق +اختبار ملاك ومديري الدوري الإنكليزي الممتاز+ على جميع المديرين المحتملين، واتخذ العناية اللازمة".
تابع: "أعضاء الكونسورتيوم الذي يشتري النادي هم شركات تابعة لمجموعة كليرلايم كابيتل غروب، ال.بي، تود بوهلي، هانسيورغ فيس ومارك وولتر"، مضيفاً: "سيعمل تشيلسي الآن مع الحكومات ذات الصلة لتأمين التراخيص اللازمة لإتمام عملية الاستحواذ".
وبعد عملية مزايدة طويلة شملت العديد من المجموعات، اختير بوهلي وشركاؤه المستثمرون، من قبل مجموعة راين، مصرف نيويورك الذي يشرف على عملية البيع.
وتضم مجموعة بوهلي، زميلاً مشاركاً في ملكية نادي دودجرز الأميركي للبيسبول، مارك وولتر، إضافة إلى الملياردير السويسري هانسيورغ فيس وشركة الاستثمار الأميركية كليرلايك كابيتال.
وفي بيان الإعلان عن الموافقة على عملية البيع في السابع من أيار الحالي، قال تشيلسي إنه "من اجمالي الاستثمار، سيخصص 2.5 مليار جنيه لشراء أسهم النادي، وسيتم إيداع هذه العائدات في حساب مصرفي مجمد في بريطانيا، بقصد التبرع بنسبة 100% لأعمال خيرية بحسب ما أكد رومان أبراموفيتش".
أضاف: "ستكون موافقة الحكومة البريطانية مطلوبة لتحويل العائدات من الحساب المصرفي المجمّد".
إضافة إلى ذلك، سيلتزم المالكون الجدد باستثمار 1.75 مليار إضافية "لمصلحة النادي".
وحطمت قيمة الصفقة الرقم القياسي السابق لبيع فريق رياضي، والبالغ 2.4 مليار دولار أميركي لنادي نيويورك ميتس الأميركي للبيسبول في 2020.
ويحتاج ملعب "ستامفورد بريدج" الواقع في غرب لندن والبالغة سعته 42 ألف متفرج، إلى إعادة تطوير كبيرة، تتناسب مع حجمه وقيمة الدخل التي يتمتع بها منافسوه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم.
لكن بوهلي يملك سجلاً حافلاً في تحسين كل من الملعب والنتائج الرياضية مع دودجرز.
ونظراً للاستثمار الكبير باللاعبين، بلغ دودجرز الأدوار الاقصائية في الدوري الأميركي للبيسبول في المواسم التسعة الماضية وأحرز اللقب عام 2020 بعد انتظار دام 32 سنة.
نهاية حقبة 19 عاماً من النجاح
وأجبر تشيلسي على العمل بموجب ترخيص خاص من الحكومة البريطانية، منذ فرض عقوبات على أبراموفيتش، الذي اشترى النادي عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه وحقق معه إنجازات محلية وقارية رائعة.
وُصف الملياردير من قبل الحكومة البريطانية بانه جزء من الدائرة المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه تعهّد بشطب بديون النادي البالغة 1.5 مليار جنيه لمصلحته، وقال إن عائدات البيع ستذهب لضحايا الحرب في أوكرانيا.
وكانت هناك مخاوف بشأن مستقبل تشيلسي بحال عدم انجاز البيع قبل انتهاء مدة الترخيص في 31 أيار الجاري.
وبموجب شروط الترخيص، لم يكن النادي الأزرق قادراً على التوقيع مع لاعبين جدد أو تجديد عقود لاعبيه.
ويسدل بيع بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي الستار على 19 عاماً من نجاح غير مسبوق خلال حقبة أبراموفيتش البالغ 55 عاماً والتي شهدت تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي خمس مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين (2012 و2021).
وبرغم صموده رياضياً بعد العقوبات المفروضة على أبراموفيتش، تراجعت نتائج تشكيلة المدرب الألماني توماس توخل وعانى اقصاءً موجعاً من ربع نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد الإسباني وخسر نهائي الكأس المحلية أمام ليفربول الذي كان تفوق عليه أيضاً في نهائي كأس الرابطة، لكنه ضمن مركزاً مؤهلاً الى دوري الأبطال الموسم المقبل بإنهائه الدوري الممتاز في المركز الثالث.
ويواجه النادي اللندني احتمال خسارة الكثير من نجومه، مع تأكد رحيل المدافع الألماني أنتونيو روديغر الى ريال مدريد وإمكانية التحاق زملائه المدافعين الدنماركي أندرياس كريستنسن والقائد الإسباني سيزار أسبيليكويتا ومواطنه ماركوس ألونسو ببرشلونة، وسعي جوفنتوس الإيطالي لضم مواطنه لاعب الوسط جورجينيو.