فرض منتخب لبنان بكرة السلة للرجال حضوره القوي في نهائيات كأس آسيا بكرة السلة للرجال للعام 2022، التي استضافتها العاصمة الاندونيسية جاكرتا من 12 تموز الجاري الى 24 منه بمشاركة 16 منتخبا توزعت على اربع مجموعات. فضمت المجموعة الأولى: السعودية، الأردن، أوستراليا واندونيسيا. المجموعة الثانية: الصين تايبه، الصين، كوريا الجنوبية والبحرين. المجموعة الثالثة: ايران، اليابان، كازاخستان وسوريا. المجموعة الرابعة: لبنان، نيوزيلندا، الفيليبين والهند.
- سقوط الكبار
لمعت كرة السلة اللبنانية في سماء جاكرتا، وتحول المنتخب اللبناني الى "بطل" يقارع "كبار" آسيا من دون خوف او رهبة، فأسقطهم واحدا تلو الآخر بدءا من الفليبين، مرورا بنيوزلندا وصولا الى الصين. وحقق مسارا مثاليا بدأه من الدور الاول متصدرا مجموعته بالعلامة الكاملة اثر فوزه على كل من الفليبين بفارق 15 نقطة وبنتيجة 95 - 80، ونيوزيلندا بفارق 14 نقطة وبنتيجة 86 - 72، والهند بفارق 41 نقطة وبنتيجة 104 - 63. ثم في الدور ربع النهائي على منتخب الصين بفارق 3 نقاط وبنتيجة 72 - 69، ثم في الدور نصف النهـائي على منتخب الاردن بفارق نقطة وبنتيجة 86 - 85.
- هوية ثابتة
عندما تسلم المدير الفني للمنتخب الوطني المدرب جاد الحاج مهامه تعرض لانتقادات كثيرة وهجمات لاذعة خصوصا بعد الخسارة امام الاردن في "النافذة الثانية" في العاصمة الاردنية عمان ضمن منافسات المرحلة الثانية من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى بطولة كاس العالم من فرض هوية ثابتة للمنتخب لم تكن موجودة سابقاً. واختار الحاج ثلاثة عناوين للتغيير: التركيز العالي، الروح القتالية واللعب الجماعي التي بدأت تظهر نتائجها تدريجا وتصاعديا بدءا من المباراة الاولى في مباريات "النافذة الثالثة" من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى بطولة العالم 2023. هذه العناوين الثلاثة حولت المنتخب اللبناني الى فريق "مقاتل" لا يستسلم يقاوم حتى الثواني الاخيرة.
- بطل في المركز الثاني
عمليا، عانت أوستراليا للاحتفاظ باللقب ولم تفلح في فرض سطوتها رغم تقدمها طوال فترات اللقاء، كما لم تتمكن من حسم النتيجة الا في الثواني الاخيرة بفارق نقطتين وبنتيجة 75 - 73 (الاشواط 22-10، 38-28، 57-43، 75-73). وحلول لبنان في المركز الثاني في البطولة لا يلغي عنه صفة البطل خصوصا انه المنتخب الاسيوي الذي بلغ النهائي وواجه المنتخب الاوقياني صاحب المركز الثالث في الترتيب العالمي.
- اداء متفاوت
فنيا، تفاوت الاداء اللبناني في شكل كبير، وحاول المنتخب الاسترالي فرض ايقاعه منذ الربع الاول، ونجح الى حد ما في استغلال الارباك اللبناني وانهى الشوط الاول بفارق 12 نقطة وبنتيجة 22 - 10. وفي الربع الثاني حاول منتخب لبنان تقليص الفارق وبرز علي حيدر بحركته الفعالة تحت السلة الاسترالية ونجح بتسجيل 15 نقطة بعدما سبق له ان قدم مباراتين عاديتين امام منتخبي الصين والأردن ولينتهي الربع الثاني بتقدّم أوستراليا بفارق 10 نقاط وبنتيجة 38-28.
واستمرت الفورة الاوسترالية في الربع الثالث، فأمطروا السلة اللبنانية بالثلاثيات (سجلوا 11 ثلاثية من 34 محاولة في المباراة) في ظل عقم هجومي لبناني وتسرع غير مبرر في بعض الاحيان وليستمر التقدم الاوسترالي في الربع الثالث بفارق 14 نقطة وبنتيجة 57-43. وفي الربع والأخير انتفض منتخب لبنان (سجل لاعبوه 8 ثلاثيات من اصل 19 محاولة في المباراة) وتعملق لاعبوه وتفوّقوا على خصومهم وقلصوا الفارق الى 8 نقاط 66-72. وقبل 1:22 دقيقة على انتهاء المباراة تقلص الفارق نقطتين لصالح الأوستراليين (70-72) ثم نقطة (73-74) بعد تألق عرقجي بتسجيله رميتين حرتين ثم تسديدة ثلاثية من بعيدة وليسجل اكالأوستراليين رمية حرة لتصبح النتيجة (75-73). واهدر لبنان رمية ثلاثية سددها حيدر من قبل خط منتصف الملعب قبل نهاية المباراة ب 3:2 لتفوز أوستراليا بنتيجة 75-73 في مباراة تاريخية ستظل كثيراً في البال.
- 10 دقائق تاريخية
برهن لبنان انه لا يستسلم رغم فارق 14 نقطة ونجح اللبنانيون في تسجيل 30 نقطة مقابل 18 نقطة للأوستراليين في الدقائق العشرة الاخيرة، حيث بسطوا سطوتهم وقلصوا الفارق شيئاً فشيئاً حتى وصل الى نقطة واحدة (73-74) وسط تراجع لافت للمنتخب الأوسترالي. ولولا التسرع اللبناني في الوقت القاتل لما تمكن المنتخب الاوسترالي من تحقيق فوزاً صعباً جداً ويحتفظ بلقب كأس آسيا الذي أحرزه عام 2017 في لبنان الذي احتضن البطولة الأولى بعد دمج قارتي آسيا واوقيانيا منذ خمس سنوات. وهذه هي الخسارة الأولى للبنان في البطولة لتبقي اوستراليا على سجلها النظيف من دون خسارة في كأس آسيا مع العلم ان لبنان خاض النهائي الآسيوي الرابع بعد اعوام 2001 و2005 و2007 .
- عرقجي الافضل اسيويا
ومع احراز لبنان الميدالية الفضية وبالتالي المركز الثاني ونيوزيلندا الميدالية البرونزية بعد فوزها على الأردن (83-75) في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، توّج نجم منتخب لبنان وائل عرقجي أفضل لاعب في البطولة القارية وهو اول لاعب عربي يتوّج بهذه الجائزة مع اختياره ايضاً افضل لاعب في مركزه في انجاز ثلاثي خرج منه لبنان وفي "جعبته" الميدالية الفضية وافضل لاعب في البطولة القارية وافضل لاعب في مركزه .
- اجماع رسمي وشعبي
وكانت توالت ردود الفعل المهنئة للمنتخب بحلوله في المركز الثاني في بطولة كأس آسيا، وتوحد السياسيون في واحدة من المرات النادرة، بالوقوف خلف منتخب بلادهم الذي سطر اروع الانجازات خارجيا، كما كان للعديد من الفنانين تعليقاتهم
- المباراة بالارقام
سجّل للبنان: وائل عرقجي (28 نقطة)، علي حيدر (23)، سيرجيو درويش (7)، ايلي شمعون (6)، كريم عز الدين( 4)، هايك كيوكجيان (3)، علي مزهر (2).