"مثل هذه المباريات تدفع المعلّق إلى الاعتزال. لا أصدق أن هذا المنتخب هو بطل آسيا". هكذا تحسّر المعلّق القطري يوسف سيف على خسارة بلاده أمام الإكوادور بهدفين في افتتاح كأس العالم 2022 في كرة القدم، الأحد الماضي على استاد البيت.
ترك كلام سيف، المعلّق التلفزيوني في قنوات "بي إن سبورتس" صدىً بالغاً في الشارع الرياضي الذي ما زال يتذكر بكاءه فرحاً، أثناء تعليقه على تتويج قطر بلقب كأس آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخها.
وقتذاك، وبصوت مخنوق، قال سيف أثناء نقش اسم بلاده على مجسم الكأس: "سجّل قطر، سجّل قطر، الله يا عمري قطر".
لكن منتخب "العنابي" الذي أنفق عليه الغالي والنفيس على مدى سنوات، أصبح أول مضيف يخسر افتتاحاً في تاريخ كأس العالم، بعدما شرّع شباكه لهدفين نظيفين بتوقيع إكوادوري في ستاد البيت، ما نغّص على الجماهير القطرية فرحة حفل الافتتاح.
خيبة أمل كبيرة
الخسارة أمام الإكوادور فتحت باب الأسئلة عن الخلل الذي أصاب صاحب الضيافة، بعد نسجه نجاحات لافتة في السنوات الأخيرة، بدأها باللقب القاري، وأكملها بمراكمة خبرات قارية متنوعة، فضلاً عن استقرار فني وصل إلى 5 سنوات تحت قيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيس.
لكن، سانشيس نفسه، ربّ العائلة بالنسبة لمعظم اللاعبين في المنتخب، تصدّر لائحة المتهمين في أسباب الإخفاق العنّابي افتتاحاً.
يقول ماجد الخليفي، رئيس تحرير صحيفة استاد الدوحة لوكالة "فرانس برس" إن المدرب فشل في إزالة آثار الرهبة والخوف في مباراة الافتتاح: "الغريب أن هذه الرهبة استمرت على مدار شوطين. كان بالإمكان أن يتجاوزها المنتخب بعد نصف ساعة من الشوط الأول، وكان على المدرب أيضًا أن يصحّح بين الشوطين كل مسبباتها".
يضيف الخليفي: "لم يتعامل سانشيس مع الشوط الثاني كما يجب، ولم يقم بالتبديلات اللازمة خصوصاً لأولئك الذين لم يظهروا بمستواهم بسبب الرهبة والخوف".
يؤكّد الخليفي، المحلّل الحالي والإداري السابق، أن: "مباراة الإكوادور، هي الوحيدة التي اعتبرناها في المتناول أو أننا نمتلك فيها حظوظاً بنسبة 50 في المئة، لذا، هناك خيبة أمل كبيرة".
اللاعب يكره المعسكرات
وفيما قال الخليفي إنه يميل إلى اعتبار قرار سانشيس عزل اللاعبين نحو خمسة أشهر في أوروبا بعيداً عن أعين المتطفلين، سلبياً، شدّد رائد يعقوب، نجم الكرة القطرية سابقاً، أن القرار لم يكن جيداً.
قال مدافع العنابي السابق: "أفسد هذا القرار ما قام به سانشيس لسنوات من خطة إعداد أسطورية من المشاركات في البطولات الكبرى والمباريات الودية".
يرى يعقوب أن: "لاعب كره القدم يكره كثرة المعسكرات، وخاصة الخارجية منها، وهذا الأمر يؤثر بالسلب والملل والتشبع وينعكس على اللاعب نفسياً".
يتفق الخليفي مع يعقوب، لكنه لا يجزم إذا كان القرار خاطئاً أم صائباً. يردف: "المدة الطويلة تسبب تراجعاً في الإيقاع النفسي والبدني. نفس البرنامج، والمباريات، والتبديلات.. يشعر اللاعبون دائماً أنهم في وضع تدريبي وليسوا أمام تحديات ومباريات".
وعن توقف الدوري القطري في فترة تحضيرات المنتخب، يعتبر يعقوب أن: "غياب لاعبي قطر عن دورياتهم ضَغَطَ عليهم نفسياً، فيما شارك معظم لاعبي المنتخبات الأخرى في الدوريات".
وعن الضغط المحيط باللاعبين، يرى الخليفي انه عكس بقية المنتخبات، ليس لدى لاعبي قطر خبرة المشاركة في كأس العالم: "الخوف تسلل إلى اللاعبين لأنهم يلعبون على أرضهم، وكان مطلوباً منهم تحقيق نتيجة جيدة أمام منتخب بإمكانهم تجاوزه".
"الأمل بالله"
هل هناك أمل في التأهل ؟ يرد الخليفي: "الأمل بالله، لكن المباريات صعبة"!. فيما يعتقد يعقوب أن ما: "حققته منتخبات السعودية، اليابان، وتونس، والمغرب أعاد الحماس والأمل للشارع العربي والآسيوي".
وكان منتخب السعودية حقق انجازاً خارقاً بالفوز على الأرجنتين بطلة العالم مرتين 2-1 مع نجمها ليونيل ميسي، واليابان على ألمانيا بطلة العالم أربع مرات بالنتيجة عينها.
يشدّد أن اللاعبين يمتلكون من الخبرة ما سيسعفهم للوقوف مرّة أخرى وإبراز مستواهم، لافتاً إلى أن الروح القتالية هي مطلب جماهيري.
وفيما يؤكد الخليفي أن القادم أصعب خصوصاً أمام السنغال التي خسرت مباراتها السابقة أمام هولندا رغم تقديمها عرضاً جيداً، يرى يعقوب أن: "كرة القدم لا تعترف بالأسماء والتاريخ".
ويختم: "من غير المعقول أن المنتخب الذي قدم مستوىً جيداً لخمس سنوات أن نقسو عليه في أول إخفاق"!