يُنظر الى رياضة كرة القدم للصالات "فوتسال" على أنها "الحلم الأقرب" بالنسبة الى اللعبة الشعبية في لبنان في الانتقال الى العالمية، ولا سيما ان منتخب لبنان كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كاس العالم 2021، لولا "سوء الحظ" في الرمق الأخير من التصفيات.
وكشف رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر ان "الفوتسال باتت بمثابة علم تسابق الزمن في تطوير نفسها ومنها تُستمد الكثير من الخطط والتكتيكات والأمثلة كثيرة".
كلام حيدر جاء خلال افتتاحه "ورشة العمل الموسعة في لعبة كرة الصالات" والتي ينظمها الاتحاد اللبناني لكرة القدم في بيروت بالتعاون مع لجنة التطوير في الاتحاد الاسيوي للعبة وتشمل محاضرات مكثفة حول تطوير الاداء الاداري والفني واطلاع الاندية على احدث التعديلات في القوانين في ما يتعلق بتراخيص الاندية.
وتابع المهندس ورئيس لجنة كرة الصالات والكرة الشاطئية جورج سولاج فعاليات اليوم الاول وكانا في استقبال وفد الاتحاد القاري المؤلف من المحاضر الايراني علي ترغوليزاده وعضوي لجنة التطوير الماليزي جاكوب جوزف والعراقي عبد العزيز كفاح.
وأكد حيدر ان "الاتحاد اعتاد على تنظيم دورات صقل لمساعدة المدربين على تعزيز إلمامهم واطلاعهم. الا ان تطور القوانين يفرض التكامل بين العمل الاداري والفني وعلى هذا الاساس كانت هذه الورشة التي ينبغي ان تستفيد منها الاندية على اكمل وجه على اعتبار انه سبق تنظيمها مرتين فقط في ايران واليابان". ونوه حيدر الى أن الاتحاد الاسيوي لكرة القدم برئاسة الشيخ سلمان بن ابراهيم لا يوفر مناسبة لدعم لبنان بشتى الوسائل داعيا الاندية الى مواصلة العمل على الاستفادة القصوى.
واشاد حيدر بعائلة كرة الصالات المصمّمة على مكافحة الظروف الصعبة وهو ما يدفع الاتحاد الى السعي دائما لدعم هذا القطاع "لأن كرة الصالات ليست مجرد رياضة يمارسها شبابنا على هامش اللعبة الأم كرة القدم". وجدد حيدر تهنئة فريق الجيش لاحراز اللقب واشاد بمستوى البطولات "يكفي أن السلسلة النهائية لمعظم البطولات تذهب غالبا الى مباراة فاصلة، وخير الدليل أننا اختتمنا فبل ايام موسمنا بتتويج بطل جديد عزيز علينا هو فريق المؤسسة العسكرية أي الجيش اللبناني بأول لقب منذ تأسيس الفريق". وختم بتوجيه تحية الى لجنة كرة الصالات ورئيسها جورج سولاج على اعتبار انه وفريق عمله يقومون بعمل مميز في خدمة اللعبة.
وتحدث ترغوليزاده في كلمة شاملة عن تغير خارطة المنافسة في اسيا وتقلص الهوة الكبيرة مع بقية المنتخبات العالمية وهو بسبب نماذج من البلدان التي تتشارك الافكار والتطلعات. وقال "في التجارة يسعى المتنافسون الى الغاء بعضهم بعضا للوصول الى القمة، اما في الرياضة فيجب ان يتنافسون حتى النخاع في الملعب بينما عليهم ان يحموا بعضهم بعضا خارجه ويتعاونوا على اكمل وجه لحماية بعضهم لانه عندما تنعدم المنافسة القوية تنتفي قيمة اللعب وتختفي الاثارة". وعليه دعا الاندية لتكون مع الاتحاد كتلة واحدة في سبيل النجاح.
وعرض المدير الفني للجنة كرة الصالات حسّين ديب التقرير السنوي حول البطولات التي شهدها الموسم مشيرا الى انه سيتم لاحقا اضافة مسابقات جديدة علما ان عدد المباريات بلغ 519 في جميع بطولات الموسم الفائت وهو رقم كبير قياسا الى بلاد صغير مثل لبنان.
ومع نهاية كلمة ديب استغرب ترغوليزاده عدم تنظيم اي نشاط للسيدات بكرة الصالات على اعتبار ان لبنان من الدول المتقدمة في هذه اللعبة. واشاد بنظام البطولة هذا الموسم لأنه يخلق نوعا من التنافس القوي.