فوز واحد في خمس مباريات متبقية يكفي ليُرفع علم لبنان في نهائيات كأس العالم لكرة السلة. منتخب "رجال الأرز" استفاد من مؤازرة الآلاف في قاعة "مجمّع نهاد نوفل" في زوق مكايل والملايين خلف الشاشات ليتخطّى ضيفه الفيليبيني الصعب بنتيجة 85 - 81 في "النافذة الرابعة" للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2023 ضمن المجموعة الرابعة.
يمكن القول إن هذا الفوز جاء مضاعفاً، فقد بات لبنان قاب قوسين أو أدنى من اللقب إذ يواجه نظيره الهندي الاثنين المقبل في بنغالور، على أن تغادر البعثة ظهر اليوم.
كعادة "رجال الأرز"، انطلاقتهم تكون بطيئة. استغلّ الضيوف هذا الأمر على أكمل وجه في الدقائق الثماني الأولى وأوجدوا فارقاً بلغ عشر نقاط (19 - 9)، بفضل لاعب يوتا جاز جوردان كلاركسون والعملاء كاي سوتو ودوايت راموس من خارج القوس، ليسارع المدرب جاد الحاج للتدخل عبر وقت مستقطع.
وكانت نقطة التحول اللبنانية رمية ثلاثية من هايك غيوكوشيان أتبعها برميتين حرّتين لينتهي الربع الأول بتقدم فيليبيني (25 - 22)، كما برز أمير سعود ووائل عرقجي فيما ثمة علامات استفهام حول أداء الثنائي علي حيدر وجوناثان أرليدج.
وجاء الربع الثاني قوياً من الجانب اللبناني ولا سيما في الناحية الدفاعية. تم إيقاف خطورة الضيوف بوجود علي منصور وأمير سعود، إنما كان إنهاء الهجمات ضعيفاً نسبياً، ومع ذلك تعادلت الأرقام (37 - 37) ثم التقدم الأول للبنان (38 - 37) بفضل رمية حرّة لعرقجي، ما اضطر المدرب فنسان رييس إلى طلب وقت متقطع لإعادة ضبط مفاتيح فريقه، بينما استفاد المدرب الحاج من البدلاء واللعب بضغط عال جعل الضيوف يرتبكون ويرتكبون الأخطاء، كما تألق علي منصور ليتوسع الفارق إلى 41 - 37، وانتصفت المواجهة على وقع ثلاثية في كل جهة عبر علي حيدر وكلاركسون مع تفوق رجال الأرز 49-47.
تقارب المنتخبان في الربع الثالث. لم يسمح اللبنانيون لضيوفهم أن ينتزعوا التقدم، ولا سيما عبر الجميلتين من خارج القوس أولاً عبر علي حيدر، ثم طبع أمير سعود الشوط بطابع عبر ثلاثيتين متتاليتين فضلاً عن متابعات وسلات هايك أعطت التفوق للبنان بفارق خمس نقاط (68 - 63) مع تواصل الأداء الدفاعي القوي ولا سيما عبر اللاعب العملاق سوتو (218 سم) وكلاركسون.
حملت انطلاقة الربع الأخير مفاجآت غير سارة للبنانيين مع إصابة كريم عز الدين لينضم إلى الغائب المؤثر سيرجيو الدرويش، مع اعتراض لبناني على التحكيم. كما أصيب أمير سعود إثر كرة مشتركة. كثرت الكرات الضائعة وثلاثة راموس أعادت التقدم للفيليبين بفارق أربع نقاط (75 - 71)، لكن كريم زينون وعلي حيدر أعادا المباراة إلى نقطة التعادل قبل أربع دقائق من نهايتها، دقائق احتاجت إلى قراءة تكتيكية ناجحة. وأعلن إيلي شمعون المدرجات بثلاثة أعادت التقدم للبنان، وتعادل الكفة مجدداً مع ثلاث رميات حرة من أغيلار، وكسر عرقجي صومه الطويل لأكثر من 15 دقيقة بعودة حاسمة، بدأها برميتين حرتين، ثم انفجر الملعب بثلاثية لأفضل لاعب في كأس آسيا الأخيرة قبل 16 ثانية من النهاية وتقدم لبناني بخمس نقاط.
وأنهى عرقجي المباراة برصيد 24 نقطة بينها 7 نقاط في الثواني الخمسين الأخيرة، وأضاف أمير سعود 17 نقطة وهايك 9 نقاط. فيما كان كلاركسون الأفضل في المباراة برصيد 25 نقطة.
ورفع اللبناني انتصاراته في المواجهة المباشرة بين المنتخبين إلى 11 انتصاراً، مقابل فوزين فقط الفيليبين.