بعد تناوب عشرة رؤساء على إدارته في العقد الأخير، عاد الاستقرار لأروقة نادي الاتحاد، فتوّج بلقبه الأول في الدوري السعودي لكرة القدم منذ 2009، بفضل نجاعة هجومية وصلابة دفاعية.
جنى الاتحاد لقبه التاسع في تاريخه نتيجة استقرار إداري عاشه خلال السنوات الأربع الماضية منذ انتخاب انمار الحائلي رئيساً بالتزكية، فضمن اللقب وبالتالي التأهل إلى كأس العالم للأندية المقررة في السعودية في كانون الأول، حيث سيلاقي أوكلاند سيتي النيوزيلندي في الدور الأوّل.
تفادى "العميد" تكرار سيناريو الموسم الماضي و2008 بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من التتويج، إذ خسر لقب 2008 في المرحلة الأخيرة لصالح الهلال، والموسم الماضي في الأمتار الاخيرة لصالح الهلال أيضاً.
لعبت المؤازرة الجماهيرية دوراً كبيراً في العودة لمنصات التتويج، فتصدّر الاتحاد ترتيب الحضور في ملعبه "الجوهرة المشعّة" الذي يتسع لستين ألف متفرج، فيما اصبحت مباراته مع الطائي في المرحلة الأخيرة الأعلى دخلاً في تاريخ الدوري بـ 16 مليون ريال (4.27 ملايين دولار) من بيع التذاكر فقط.
إلى جانب الاستقرار الإداري، قاد المدرب البرتغالي نونو إشبيريتو سانتو سفينة النمور إلى برّ الأمان من الناحيتين الدفاعية والهجومية، فأصبح استمرار مدرب ولفرهامبتون الإنكليزي السابق مطلباً جماهيرياً وإدارياً.
تمسّك فريق مدينة جدة ببقاء حارس المرمى السابق البالغ 49 عاماً والذي ينتهي عقده في حزيران (يونيو) 2024، فأوضح أحمد كعكي نائب رئيس النادي في تصريحات تلفزيونية "سوف يستمر سانتو في مهامه رفقة نادي الاتحاد في الموسم المقبل، خصوصاً وأن عقده مستمر حتى عام 2024".
هيبة دفاعية
ويرى القائد التاريخي للاتحاد وقائد المنتخب السعودي السابق أحمد جميل في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن "سانتو نجح في استعادة هيبة الاتحاد وعزّز ثقة اللاعبين. ظهر ذلك بتمسّكه بصفقة لاعب الوسط المصري طارق حامد، رغم الانتقادات القاسية التي تعرض لها اللاعب بداية الموسم، فأصرّ على مشاركته ولم يخيّب حامد ظنّ المدرّب".
تابع المدافع السابق جميل البالغ راهناً 53 عاماً: "نوّع سانتو في مفاتيح اللعب ورتّب أوراق الفريق الهجومية، فظهر الفريق كأفضل دفاع (13 هدفاً) وثاني أفضل هجوم (60) مستفيداً من النجاعة الهجومية لدى المغربي عبد الرزاق حمدالله الذي توج عطاءه على مدار الموسم بحصد لقب الهداف بـ 21 هدفا ً".
ولم يخسر الاتحاد سوى مبارتين هذا الموسم، أمام الهلال صفر-1 والتعاون 1-2.
عوّل دفاعياً على قائده المصري أحمد حجازي، القادم في تشرين الأوّل 2020 من وست بروميتش الإنكليزي بنحو 3 ملايين يورو.
كشف اللاعب الفارع الطول البالغ 32 عاماً ان خسارة لقب الموسم الماضي كانت بمثابة نقطة تحوّل: "تعاهد لاعبو الاتحاد منذ معسكر الاعداد في الصيف الماضي على بذل قصارى جهدهم من أجل التتويج وهذا ما تحقق في النهاية".
ثنائي هجومي ضارب
كما ارتكز على حارسه البرازيلي المخضرم مارسيلو غروهي (36 عاماً) المتمرّس في الدوري السعودي منذ 2019، فحافظ فريقه على نظافة شباكه في 19 مباراة من أصل 30، ليتفوّق حارس غريميو السابق، الذي ساعد زملاءه بشكل كبير وحفّزهم من أجل احراز اللقب، على حارس الهلال التاريخي محمد الدعيّع.
هجومياً سجّل الثنائي المغربي عبد الرزاق حمدالله (21)، الذي كان لاعباً احتياطياً مع بلاده في رحلة الوصول إلى المركز الرابع في مونديال قطر 2022، والبرازيلي رومارينيو (13) أكثر من نصف أهداف الاتحاد (34 من 60)، فحسم الأوّل لقب الهداف، للمرة الثالثة في مسيرته، بفارق إصابة عن البرازيلي تاليسكا مهاجم النصر.
وصنع رومارينيو 117 هدفاً في 174 مباراة تحت ألوان الاتحاد (92 هدفاً و25 تمريرة حاسمة)، وضعته في مكانة مرموقة داخل قلوب الجماهير منذ قدومه في 2018 من الجزيرة الإماراتي.