حذّرت العداءة الكينية فايث كيبييغون انها لا تزال تملك المزيد، بعد تحطيمها الرقم القياسي العالمي في سباق 1500 م الجمعة، لتضيفه إلى سيرة زاخرة بالألقاب الأولمبية والعالمية.
وسجّلت ابنة التاسعة والعشرين 3:49.11 دقائق في فلورنسا، بفارق كبير عن الرقم السابق المسجّل باسم الإثيوبية جنزيبي ديبابا (3:50.07 د) في موناكو عام 2015.
سحقت كيببيعون التي تُعدّ أفضل من خاض هذه المسافة في التاريخ، باقي العداءات في توسكانا، لتفوز بفارق أكثر من ثماني ثوان عن بطلة أوروبا الحالية البريطانية لورا ميور، فيما سجّلت جيسيكا هال رقماً قياسياً أوسترالياً وأوقيانياً (3:57.29 د).
قبل قدومها للمشاركة في اللقاء الإيطالي، قالت كيبييغون ان الرقم القياسي العالمي في قلبها وعقلها.
وجّهت رسالة عالية اللهجة في الجولة الثالثة من الدوري الماسي، في مدينة لم تشهد رقماً قياسياً منذ 1981، عندما حطّم البريطاني سيباستيان كو، الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لألعاب القوى، رقم سباق 800 م.
قالت كيبييغون: "قلت أمس اني أرغب بتقديم سباق جميل، أخوض سباقي، ثم أرى ماذا سيحصل، فكان الأمر ممكناً".
وكانت كيبييغون قريبة جداً من تحطيم الرقم القياسي العالمي في لقاء موناكو العام الماضي ضمن الدوري الماسي.
بمساعدة من الأضواء المرافقة بجانب المضمار التي تظهر الرقم القياسي العالمي، طُلب من فارضي ايقاع السباق الجري على توقيت 3 دقائق و54 ثانية.
بدا الأمر طموحاً على مضمار رطب بعد هطول الأمطار، لكن كيبييغون اندفعت لوحدها متصدرة السباق في اللفة قبل الأخيرة، وكانت سرعتها مبهرة في الأمتار الـ600 الأخيرة.
"ثقوا بي"
قالت الكينية المتوّجة بذهبية السباق في أولمبيادي 2016 و2020 ومونديالي 2017 و2022: "عندما تجاوزت خط النهاية، عرفت اني حطّمت الرقم العالمي، لان نهاية سباقي كانت جيّدة وشعرت بالقوة عند الوصول".
تابعت: "بعد أول كيلومتر، عندما خَرَجَت فارضة الايقاع، ضغطت بقوّة نحو خط الوصول. وهذا ما قاله لي مدرّبي".
أردفت البطلة الكينية: "وهذا ما قمت به. أنا متحمّسة، عائلتي كانت تشاهدني. قلت لهم انه سيكون يوماً رائعاً بالنسبة الي، أنا مستعدة جيداً ووثقت بنفسي حقاً".
وتتشارك كيبييغون التمارين مع مواطنها "ملك الماراثون" إليود كيبتشوغي، منذ عام 2014 في الفوز بميدالية في جميع دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم، بما في ذلك في الدوحة عام 2019، حيث فازت بالميدالية الفضية بعد 16 شهراً من ولادة ابنتها وعام 2018 من دون تدريب.
أضافت كيبييغون التي ستكون المرشحة الأبرز للفوز بالمعدن الأصفر في بطولة العالم في بودابست (19-27 آب): "سأعود للاحتفال مع طفلتي. كان الأمر هاماً جداً لاني افتقدته في مسيرتي. هذا الانجاز سيحفّزني وسأترك الارث للجيل التالي. بات بمقدورهم القول: حطّمت الرقم العالمي، فازت في الأولمبياد وفي بطولة العالم. كان الأمر رائعاً".
وتحلّقت العداءات حول كيبييغون نظراً لأهمية الانجاز الذي حققته.
وصفت الأجواء السائدة بين المشاركات: "السيدات المشاركات في سباق 1500 م يتفاهمن جيداً. هم مميزات حقاً. ندعم بعضنا البعض".
تابعت الطفلة الثامنة في عائلة من تسعة أولاد وُلدت في مزرعة في وادي "غراند ريفت" الكيني: "هذه هي الرياضة، يجب أن نحتفل بانجازات الآخرين وندعم بعضنا في أحلك الظروف، وأشكر السيدات على الالتفاف حولي والاحتفال سوياً بالرقم العالمي. كنا جزءاً من هذا الانجاز سوياً".
وفيما ستشارك الكينية في سباق 5 آلاف متر في لقاء باريس الماسي الجمعة، ستحاول بعد عودتها من كينيا تحطيم رقمها الجديد في 1500 م، عندما تخوض لقاء موناكو الماسي في 21 تموز.
حذّرت اللاعبة العاشقة لكرة القدم في طفولتها قبل توجهها إلى ألعاب القوى بعمر الرابعة عشرة في المدرسة: "هناك المزيد. لا زلت أعمل على نفسي كي أكون أسرع، أسرع من 3:49. كان الأمر مميزاً، فلنحتفل ثم نرى ماذا سيحصل في موناكو".