أنجز مانشستر سيتي المهمة المحلية على أفضل نحو، حقق الثنائية مؤكداً هيمنته على المستوى المحلي بعدما شدد قبضته على لقب الدوري الممتاز "بريميير ليغ" ثم كأس الاتحاد، ووجه الأنظار الى ملعب اسطنبول السبت المقبل حيث يواجه إنتر ميلانو الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ترتفع معنويات لاعبي الفريق في تحقيق الانجاز الأغلى في تاريخه، وتأكيد قوته على المستوى القاري بعدما عاندته "الكأس الفضية ذات الأذنين" لفترة طويلة اي منذ انتقال ملكية النادي الى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وتحقيق نجاحات كبيرة على العديد من المستويات ونجاح الاستثمار بشكل هائل من خلال السخاء على الفريق وتأمين متطلباته من اللاعبين والنجوم تحت إشراف الداهية الاسباني بيب غوارديولا.
في كل مباراة يظهر نجماً جديداً في تشكيلة المدرب الكاتالوني، إذ شهدت الفترة الأخيرة طفرة هائلة في مستوى الألماني إلكاي غوندوغان الذي سحب البساط من زميله النروجي إيرلينغ هالاند، صاحب الـ52 هدفا في مختلف البطولات هذا الموسم.
وبرهن غوندوغان مجددا على قيمته الكبيرة في المواعيد الكبرى والمباريات الصعبة، بعد أن سجل هدفين قاد بهما فريقه للفوز على مانشستر يونايتد 2-1 في نهائي الكأس ومن تسديدتين بعيدتين الاولى بعد 12 ثانية فقط من صافرة البداية على ملعب ويمبلي.
وبشكل عام، شارك النجم الألماني في 50 مباراة بمختلف البطولات هذا الموسم مع سيتي، سجل خلالها 11 هدفا وأسهم بـ7 تمريرات حاسمة، وكلها كانت مؤثرة في مشوار فريقه نحو الثنائية المحلية. ويحلم اللاعب في ان تكون "الثالثة ثابتة" عندما يخوض النهائي الأوروبي الثالث في تاريخه بعد إخفاقه مع بوروسيا دورتموند عام 2013 ضد بايرن ميونيخ، ومع "سيتيزنس" عام 2021 ضد تشلسي.
ودخل غوندوغان (32 سنة) بؤرة اهتمامات برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي، الساعيين للتعاقد معه خلال الميركاتو الصيفي 2023، فور نهاية عقده مع مانشستر سيتي في حزيران الحالي.
وقال غوارديولا في تصريحات بعد فوزه مع الفريق باللقب "يمكننا الآن الحديث عن الثلاثية والتركيز على المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا". وأضاف "الجميع يعلم.. قدمنا مواسم مميزة ولكن يتعين علينا الفوز بدوري الأبطال لنحظى بالمكانة التي يستحقها الفريق.. علينا أن نعترف بهذا، بدون دوري الأبطال، قدم الفريق مسيرة مدهشة، ولكننا نفتقد شيئا ما.. علينا أن نحرز لقب دوري الأبطال".
ورفع مانشستر سيتي رصيده من الألقاب بقيادة مدرب برشلونة وبارين ميونيخ السابق إلى 13 لقبا في غضون 7 سنوات تولى فيها المدرب الإسباني مسؤولية الفريق، وكان من أبرز الألقاب الأخرى مع غوارديولا الفوز بلقب الدوري الإنكليزي 5 مرات إضافة للقب كأس رابطة المحترفين الإنكليزية 4 مرات.
وشهدت المباراة النهائية لكأس إنجلترا مساء أمس، أكثر من رقم قياسي ومميز؛ وفي مقدمتها الهدف السريع للألماني بعد 12 ثانية فقط من بداية اللقاء ليكون الأسرع في تاريخ المباريات النهائية لكأس إنكلترا.وحطّم هذا الهدف الرقم القياسي السابق (25 ثانية) الذي سجّله الفرنسي لويس ساها لاعب إيفرتون في نهائي 2009 ضد تشلسي.
كما أصبح غوارديولا ثالث مدرب يحصد ثنائي دوري وكأس إنكلترا بموسم واحد أكثر من مرة؛ حيث سبق له الفوز بهذه الثنائية في موسم 2018-2019 ضمن رباعية مميزة حققها الفريق، حيث توج في الموسم نفسه بلقبي كأس الدرع الخيرية وكأس الرابطة.
وكان الاسكتلندي سير أليكس فيرغسون حقق هذه ثنائية الدوري والكأس مع مانشستر يونايتد 3 مرات كما حققها الفرنسي آرسين فينغر مع أرسنال مرتين.
وفي المقابل، أصبح مانشستر يونايتد أكثر فريق في تاريخ كأس إنكلترا يتعرض للخسارة في المباريات النهائية؛ حيث خسر النهائي للمرة التاسعة في تاريخه مقابل فوزه باللقب 12 مرة سابقة، فيما خسر كل من تشيلسي وإيفرتون اللقب 8 مرات وكل من ليفربول وأرسنال ونيوكاسل 7 مرات.
وأشارت شبكة "أوبتا" للإحصائيات إلى أن المباراة شهدت واقعة غير مسبوقة في تاريخ المباريات النهائية لكأس إنكلترا وهي أن قائدي الفريقين سوياً نجحا في هز الشباك؛ حيث أحرز الألماني إلكاي غوندوغان قائد مانشستر سيتي هدفي الفريق، وسجل البرتغالي برونو فيرنانديز قائد يونايتد الهدف الوحيد للفريق.
لم يكن مانشستر يونايتد يتمنى أن يختتم الموسم بالخسارة أمام جاره اللدود، وقال مدربه إريك تن هاغ إنه محطم "محبطون بكل تأكيد، لذا فالأمر صعب، لكني فخور بفريقي".
ونال يونايتد لقب كأس الرابطة، وكان ينافس على قمة الدوري الممتاز ما أثار الحديث عن إمكانية الفوز بثلاثية من الألقاب في أول موسم للمدرب تن هاغ مع يونايتد.
ورغم أن يونايتد أنهى الدوري الممتاز في المركز الثالث، فإن المدرب الهولندي وصف الموسم بالناجح.وقال: "نحن قضينا موسماً رائعاً. هذا أكثر مما كنا نتخيله في البداية. حصلنا على المركز الثالث وتأهلنا إلى دوري الأبطال وأحرزنا لقباً ووصلنا إلى نهائي آخر. أنا سعيد جداً بفريقي".
وكان يونايتد يملك الفرصة لإنهاء آمال سيتي في أن يصبح ثاني فريق إنجليزي يفوز بثلاثية الدوري وكأس الاتحاد ودوري الأبطال خلال الموسم ذاته. لكن بعد الخسارة اليوم، بات سيتي على بعد انتصار واحد من تكرار إنجاز يونايتد في 1999 مع المدرب المخضرم فيرغسون.