تسعى البولندية حاملة اللقب المصنّفة أولى عالمياً إيغا شفيونتيك، إلى أن تصبح السبت أول إمرأة تدافع بنجاح عن لقبها في باريس منذ 16 عاماً، عندما تواجه التشيكية كارولينا موتشوفا التي حققت المفاجأة ببلوغها نهائي بطولة رولان غاروس، ثانية البطولات الأربع بكرة المضرب.
وتُنافس شفيونتيك على لقب ثالث في البطولة الفرنسية خلال أربعة أعوام، ورابع في "الغراند سلام" بعد فوزها ببطولة أميركا المفتوحة في العام 2022.
لم تخسر اللاعبة البالغة من العمر 22 عاماً أي مجموعة في هذه البطولة، لكنها ستكون حذرة من منافستها التشيكية التي أطاحت المصنفة الثانية البيلاروسية أرينا سابالينكا في نصف النهائي، بعدما حققت "ريمونتادا" في المجموعة الثالثة الحاسمة عقب تأخرها 2-5.
بفوزها على البرازيلية بياتريز حدّاد مايا في ربع النهائي، وخسارة سابالينكا الصادمة، ضمنت شفيونتيك بقاءها في صدارة التصنيف العالمي قبل دخول معترك بطولات الملاعب العشبية لهذا الموسم.
وتُعدّ البولندية أصغر امرأة منذ الأميركية مونيكا سيليش في أوائل التسعينيات، تصل إلى ثلاثة نهائيات في بطولة فرنسا المفتوحة، بينما باتت موتشوفا المصنفة 43 رابع أقل اللاعبات تصنيفاً تبلغ النهائي الباريسي.
ففي العام 2020، كانت شفيونتيك البالغة حينها 19 عاماً فقط، في المركز 54 بالتصنيف العالمي، عندما ظفرت بلقب رولان غاروس بعد ثلاث سنوات من الفوز المفاجئ للاتفية ييلينا أوستابنكو. وكانت مواطنة موتشوفا، ريناتا تومانوفا، وصيفة البطولة في العام 1976.
لا تزال مسيرة شفيونتيك في بدايتها، لكنها بدأت في فرض هيمنتها على بطولة رولان غاروس التي ارتبطت بشكل أكبر بالإسباني رافاييل نادال الذي حقق لقبها 14 مرة.
قالت البولندية: "رافا، ما فعله وما زال يفعله، لأمر مدهش للغاية. لم أكن أعرف أبداً أنه سيكون ممكناً بالنسبة لي. لذلك كان الأمر بعيد المنال تماماً، إذا أمكنني قول ذلك. ولا يزال يلعب جيداً لسنوات عدة، لا أعرف ما إذا كان ذلك ممكناً بالنسبة لي".
ومع سجلّ 27 فوزاً وخسارتين في رولان غاروس، ستكون شفيونتيك المرشحة الأوفر حظاً، لكن موتشوفا فازت في كل مبارياتها الخمس في مسيرتها أمام لاعبات في المراكز الثلاثة الأولى، أربع منهم في بطولات "غراند سلام".
قالت اللاعبة البالغة من العمر 26 عاماً: "إنه أمر رائع. لم أكن أعرف حقاً عن هذه الإحصائية. إنها تظهر لي فقط أنه يمكنني اللعب ضدهم".
فقد عادت التشيكية من تأخر بمجموعة، لتتفوق على المصنفة الأولى حينها آشلي بارتي في ربع نهائي بطولة أوستراليا المفتوحة 2021، ما أظهر موهبتها في البروز على مستوى المواجهة في مسيرة عرقلتها الإصابات.
أيام عصيبة لموتشوفا
كانت موتشوفا يوماً من بين أفضل 20 لاعبة في التصنيف العالمي، لكن مشكلة في البطن أبعدتها عن الملاعب لمدة سبعة أشهر في العام 2021، بينما غادرت فرنسا المفتوحة العام الماضي على كرسي متحرك بعد تعرّضها لإصابة في الكاحل.
وحتى أيلول الماضي، كان تصنيفها خارج قائمة المئتين الأوليات.
قالت موتشوفا: "كانت هناك لحظات كثيرة، ومستويات دنيا كثيرة، من إصابة إلى أخرى".
وأضافت التشيكية التي تتحدّر من عائلة رياضية إذ أن والدها وأخاها يمارسان كرة القدم: "بالتأكيد عندما فاتتني بطولة أوستراليا المفتوحة العام الماضي، وكنت في حالة صحية سيئة للغاية، كنت أعمل كثيراً لمحاولة العودة".
وتابعت الشابة المعجبة بالمغنية الأميركية بيونسيه وتعزف الغيتار: "أخبرني بعض الأطباء، كما تعلمون، أنني ربما لن أمارس الرياضة مجدداً. لكنني أبقيت الأفكار الإيجابية دائماً في ذهني وحاولت العمل والقيام بكل التمارين لأتمكّن من العودة".
ستكون هذه المرّة الخامسة توالياً تشهد فيها بطولة رولان غاروس لاعبة تخوض النهائي للمرة الأولى، والثانية فقط تتواجه فيها موتشوفا وشفيونتيك.
كان لقاؤهما السابق الوحيد في براغ عام 2019، عندما فازت موتشوفا بثلاث مجموعات ضد شفيونتيك التي وصلت بالتصفيات إلى القرعة الرئيسية.
قالت شفيونتيك: "أحب طريقة لعبها بصراحة، أنا أحترمها حقاً، أشعر وكأنها لاعبة يمكنها فعل أي شيء. إنها تتمتع بلمسة رائعة. يمكنها أيضاً تسريع اللعبة. إنها تلعب بهذا النوع من الحرية في تحركاتها. ولديها تقنية رائعة".
أما موتشوفا التي تهوى قراءة الكتب النخبوية والتعليمية وشرب الشاي، فقالت بعد إقصاء سابالينكا: "في الماضي، لم يكن الأمر سهلاً. هذا ما يجعلني أقدّر هذه النتيجة أكثر الآن، لأنني أعرف ما مررت به في الماضي".
وأضافت: "أن أكون الآن في نهائي غراند سلام، فمن المؤكد أنه حلمي. أنا سعيدة للغاية لوجودي هنا، أستمتع بأني في الجزء الأعلى الآن".